أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل الحيدرى - وعاظ السلاطين














المزيد.....

وعاظ السلاطين


نبيل الحيدرى

الحوار المتمدن-العدد: 3420 - 2011 / 7 / 8 - 21:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


على مر التاريخ اعتمد السلاطين على وعاظ الدجل والتزييف لدعم سلطانهم وإصباغ شرعية وقدسية عليهم، فأفرط وعاظ السلاطين فى مدح الطغاة والغلو فيهم لدرجة كبيرة والوقوف ضد الشعب فى حريته وكرامته وحقوقه. الفقيه الشيعى محمد باقر المجلسى صاحب (بحار الأنوار) مثال صارخ كواعظ للسلطان الشاه حسين الصفوى زمن الدولة الإيرانية الصفوية فهو يمشي خلف شاه فاسد ظالم تقديسا واحتراما وتأييدا له فى كل ظلمه وجوره وفسقه وقتله حتى كتب المجلسى عنه (دولة العدالة وسلطنة السعادة صاحب الحضرة العليا سيد سلاطين الزمان ورئيس خواقين العصر شيرازة أوراق الملة والدين وصفوة أحفاد سيد المرسلين الماء والخضراء للبستان المصطفوى وعين سراج البيت الرضوى السلطان الذى خدمه كثير جم والخاقان حيث الملائكة له حشم وخدم تلهج ألسنة أرباب التصوف بزمزمة الدعاء له بخلود دولته تعينها على ذلك طيور العندليب الشامخة على أغصان سدرة المنتهى يامن جبين غضبه يفك العقد التى لاتحل وراحة يده الكريمة سحاب مطر على مزارع الآيسين مؤسس قواعد الملة والدين السلطان الأعظم والخاقان الأعدل الأكرم ملجأ الأكاسرة وملاذ القياصرة والكل له داع بأن يزلزل الله كل سيف يشهر ضده ويجعل كل راية نفاق مرفوعة بوجهه كفنا لرافعها وحاملها...) وغيره كثير حتى أنه مشى خلفه سابا ولاعنا للخلفاء فى قلب السوق الملئ بالمذهب السنى فى التشيع الصفوى زمن الدولة الصفوية وانحرافها فى التشيع عن خطه العلوى وسيرة إمامه على بن أبى طالب القائل (لقد بايعنى القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه) نهج البلاغة، جمعه الشريف الرضى
وقد اعتمدت السلطات المستبدة على وعاظ تبرزهم كقيادات دينية سامية تشرعن للطغاة تسلطهم وظلمهم، ورأينا رجال الدين يمشون خلف السلطان ويؤيدونه ويدعمونه فى كل مراحله خصوصا فى أزماته ومحنه أمام مطالب الشعب بدلا من وقوفهم إلى جانب الشعب المظلوم والمقهور والمحروم من حقوقه كما يحصل فى زماننا المعاصر، وكمثال معاصر لثورة الشعب المصرى حيث كان شيخ الأزهر المعين مباشرة من قبل مبارك، موقفه مشينا فى دعم الدكتاتور ضد الملايين من الشعب كذلك موقف البابا شنودة كزعيم للمسيحيين مؤيد لمبارك ضد الشعب وثورته المباركة
ولايفوتنا ذكر المرجعيات الدينية فى العراق ورئاستى الوقف الشيعى والسنى فى العراق فى دعم السلطة ضد الشعب ومظاهراته المشروعة التى هزت عروش الطغاة فى الجمع المتتالية من جمعة الغضب إلى جمعة الكرامة وحتى جمعة الحق من شمال العراق إلى جنوبه كمطالب وطنية حقيقية كما قدموا عددا من الشهداء الأبرار من خيرة شباب العراق العظيم، علما أن المرجعيات قد سوغت لنفسها امتلاك المليارات من أموال الدولة والوقف والخمس وهى تستخدم (الحيل الشرعية) فى التحليل لنفسها ما تحرمه على غيرها وتستخدم الدين لمصالحها الشخصية وترفع السياسيين الفاسدين وتحميهم لذلك رفعت المظاهرات شعارات وهتافات تندد بكل هذه الأدوار التى باتت مكشوفة ومعروفة للشعب خصوصا الشباب الواعى الذى تجاوز المرجعيات بل أن أقرب المقربين للمرجعية يفضح فسادها وتناقض أقواها مع أفعالها ثم يعلن تحوله إلى العلمانية واللبرالية وغيرها
كتب الدكتور على الوردى كتابه الرائع (وعاظ السلاطين) وهو يفضح الوعاظ ودجلهم قائلا (الواعظ يصفق للظالم ويبصق فى وجه المظلوم ولايفتأ الواعظون يدعون لأصحاب السيف والسوط بطول العمر فى كل صباح مساء فهم يقولون للظالم أحسنت وللمظلوم أسأت، ويظهر مدى النفاق الذى يتعاطاه الواعظون حيث هم ينذروننا دوما بعذاب الله بينما هم يهشون ويبشون فى وجوه الظلمة ويقومون لهم احتراما وإجلالا، فإذا اعتدى أحد المترفين على فقير وجدت الواعظين يضعون اللوم على عاتق هذا الفقير وحده، بينما إذا أخطأ الفقير مرة فاعتدى على مترف قامت قيامة الوعاظ وأخذت مواعظهم تنهمر على هذا الفقير من كل جانب، لقد نسى الواعظون بل تناسوا اللصوصية الكبرى للظالم الذى ينهب أموال الأمة ويبذرها على ملذاته وملذات أبنائه وأعوانه، إن مشكلة الوعاظ أنهم يأخذون جانب الحاكم ويحاربون المحكوم ولازال الوعاظ يعيشون على فضلات موائد الأغنياء والطغاة لذلك يتغاضون عن تعسفهم ونهبهم وترفهم ثم يدعون لهم بطول العمر فقد وجد الطغاة فى الواعظين خير عون لهم فى تخدير الناس وإلهائهم، فينشغلوا عن ظلم الطغاة وفسادهم وطغيانهم) لذلك كان كتابه هذا من أهم الكتب التى أفزعت الوعاظ الفاسدين المتواطئين مع الطغاة والمترفين ليتحالفوا وتصدر الفتاوى ضد الوردى وخصوصا كتابه (وعاظ السلاطين) فصدرت خمسة كتب ومئات المقالات ضده من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار وقد تنبأ بانتصار الشعوب على السلاطين والطغاة وذكر مصر بالخصوص وهو يرى التفاوت الطبقى الرهيب بين الفقراء المسحوقين وطبقات السلاطين ووعاظهم
والعجيب الغريب أن يجد فتاوى فقهاء السلاطين تتناسق مع فساد كبير لايقبله العقل والشرع مثلا (الحيل الشرعية) التى تحول الحرام إلى حلال حسب المزاج كذلك صرف الحقوق الشرعية فى (الشأنية) فيجعل نفسه من شأنه الحصول على الملايين من أموال الفقراء لنفسه وبيته وعائلته كصهر السيستانى وحاشيته ووكلائهفضلا عن رجال الدين فى قيادات الأحزاب الدينية الحاكمة والفاسدة، مع نظرة بسيطة إلى حساباتهم البنكية وسفراتهم الدائمة إلى الدول الغربية ومصاريفهم التبذيرية خصوصا أعراسهم المليونية بالعملة الصعبةكماشهدتها لندن وغيرها، كذلك حتى فتاوى الحدود والقصاص والديات مثلا تفريق الأحكام بين العبدة والمملوك من جانب وغير الأمة والمملوك وغير ذلك كثير لمن يراجع وعاظ للسلاطين ودجلهم واستغلالهم الدين لمصالحهم الشخصية وقلب الحق إلى باطل وما أكثره فى عصرنا الراهن واختلاط الأوراق وينطبق عليهم قوله تعالى (ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا ويشهد الله على ما فى قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى فى الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل) والتاريخ خير حاكم على الطغاة ووعاظهم المنافقين الفاسدين



#نبيل_الحيدرى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق المرأة بين الشعار والممارسة
- طهارة الإنسان ونجاسة الفقيه
- التقليد والإستحمار الدينى
- المجلس الأعلى الإسلامى العراقى فى الميزان
- جدل التفكير والتكفير


المزيد.....




- الهجوم على كنيسة مار إلياس بدمشق يثير مخاوف المسيحيين في سور ...
- سوريا.. عملية أمنية ضد وكر إرهابي متورط بهجوم الكنيسة
- مفتي القاعدة السابق: هذا ما جعل بن لادن يجر أميركا لحرب في أ ...
- اعتقال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن
- الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى ويعتقل 4 من حراسه
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- toyour el-janah kides tv .. تردد قناة طيور الجنة على القمر ا ...
- سوريا: تنظيم -داعش- الإرهابي يقف وراء تفجير الكنيسة بدمشق
- البابا ليو: يجب عدم التساهل مع أي انتهاك في الكنيسة
- حماس: إغلاق المسجد الأقصى تصعيد خطير وانتهاك صارخ للوضع التا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل الحيدرى - وعاظ السلاطين