أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فوزية مطر - كي نخرج من الدوران في حلقة مفرغة














المزيد.....

كي نخرج من الدوران في حلقة مفرغة


فوزية مطر

الحوار المتمدن-العدد: 3418 - 2011 / 7 / 6 - 07:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هذا حديث للدولة وللجهة المنظمة لحوار التوافق الوطني وللمتحاورين نلخصه في عبارة واحدة: «آن أوان خروج هذا الوطن من الدوران في حلقة مفرغة»، حلقةٍ بمحطات انفجار احتجاجات دورية يأتي بها كل عقد من الزمن تُسفك فيها دماء وتُقدم تضحيات ويفقد الوطن والمواطن عديد المنجزات وتتأخر التنمية. وما بين محطة وأخرى تتعمق جراح وآلام ويتراكم غضب وحقد ينذر بمحطات انفجار أخرى أكثر إيلاماً وأشد قسوةً ومرارة.

إن هول ما حدث في فبراير/ مارس 2011 ينبئنا - إن لم نغادر الحلقة المفرغة - بأن اليوم وغداً وبعد غد لم يعد ولن يكون شأناً بحرينياً محلياً، وبأن القادم - لا سمح الله - قد يكون أعظم وأقسى في ظل زمن عولمي توجه فيه القوة العظمى منفردةً كل جزء في هذا العالم وتصل بأجنداتها إلى أصغر بلد وأبعد قرية، هذا عدا عن أجندات إقليمية تبحث عن مواقع هيمنة وتحقيق مصالح. وفي ظلّ تداعيات أحداث فبراير/ مارس 2011 يصبح التوافق المجتمعي ضرورةً قصوى لا مناص عن بلوغها، وحريٌّ بحوار التوافق الوطني أن يهيئ هذه الفرصة كونه يضم ممثلين عن كافة مكونات المجتمع البحريني، وكونه يضع على الطاولة كافة الملفات المصيرية للمجتمع.

ورغم الأهمية العظمى لكل محور من المحاور الموضوعة على طاولة الحوار وترابطها الواضح تظل الأزمة سياسيةً في الجوهر، وتظل محطات انفجار الاحتجاجات المتتالية تتمحور حول مطالب وحقوق سياسية قوامها حق المواطن في المشاركة الحقيقية في اتخاذ القرار فيما يتعلق بشئون مجتمعه في كافة جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية، وبما يحقّق للمواطن ما يليق بإنسانيته من حرية وعدالة وعيش كريم.

للدولة نقول: الحوار الوطني فرصة قد يصعب أن تتوفر مثيلتها لإخراج المجتمع من الدوران في حلقة مفرغة من التكرار الدوري لمحطات الانفجار. والمحور السياسي يفرض نفسه وجدير بأن يعالج من الأساس معالجة جذرية، وهناك معطيات تدعم الذهاب للإصلاح السياسي الحقيقي، أولها: أن هذه هي الطريق الصحيحة باتجاه البناء الديمقراطي للمجتمع؛ وثانيها: أن وثيقة ميثاق العمل الوطني التي استفتي عليها الشعب ومنحها موافقته وثقته بنسبة 98.4 تبشر بالتطور باتجاه الملكية الدستورية؛ وثالثها: أن رموز القيادة قد دعموا شرعية المطالب السياسية التي طرحتها المعارضة حيث أوضح صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في مقال له نشرته صحيفة الـ «واشنطن تايمز» في 19 أبريل/ نيسان 2011 بأن: «ليس هناك شك في أن المظالم عن الحقوق المدنية والسياسية لجميع البحرينيين مشروعة»، وقوله بأن: «المطالب المشروعة للمعارضة اختُطفت من جانب عناصر متطرفة». كما أن صاحب السمو ولي العهد سلمان بن حمد آل خليفة ومنذ البدايات الأولى للأزمة وقبل تفاقم الأوضاع وخطورتها قد نوَّه بأن هناك أوجه قصور بحاجة لمعالجة، فطرَح مبادرته التاريخية للحوار وأعقب ذلك بطرح بنود تذهب جميعاً نحو الإصلاح السياسي الحقيقي.

وللجهة المنظّمة لحوار التوافق الوطني نقول: نجاح الحوار في إخراج الوطن من الدوران في حلقة مفرغة من الانفجارات الاحتجاجية الدورية رهنٌ ليس فقط بما سيتمخض عنه الحوار من مرئيات تشمل جوانب اتفاق أو اختلاف، بل أيضاً بالحرص على توفير أرضيات مواتية لسرعة التنفيذ ما بعد الموافقة الملكية وتحويل المرئيات للسلطة التشريعية. المطلوب حينها وتيرة سريعة في آليات الإقرار إن عبر التعديلات الدستورية أو التعديلات على قوانين قائمة أو استصدار قوانين جديدة. المواطن بحاجةٍ ماسةٍ ليضع يده على نتائج إيجابية سريعة وملموسة. ومع معرفة طول المسافة الزمنية التي يمر بها في دهاليز السلطة التشريعية أيُ تعديل أو وضع قانون، فعسى أن تُعطى الأولوية في الدور التشريعي المقبل لمهام تحويل مرئيات الحوار الوطني إلى قوانين تحفظ حقوق المواطن وتبث الطمأنينة في نفسه والثقة في مستقبله ومستقبل أولاده ومجتمعه.

حينما سئل رئيس حوار التوافق الوطني رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني: كيف سيتم التعامل مع المرئيات من ناحية تنفيذها على أرض الواقع؟ أجاب: «ما سيرفع إلى جلالة الملك هو في واقع الأمر سيحيله إلى المؤسسات الدستورية وهي صاحبة القرار في تداول هذه المواضيع». هنا لابد من التنويه إلى أن السلطة التشريعية بغرفتيها متواجدة على طاولة الحوار ومشاركة فيه وستكون على دراية تامة بتفاصيل المناقشات وما تم التوافق عليه من مرئيات. وعليه فمن المتأمل أن يكون تداولها للمواضيع ليس عودةً للمناقشة من جديد واتفاق أو اختلاف بقدر ما هو توجه وبأسرع ما يمكن نحو تعديل أو وضع فإصدار القوانين.

وللمتحاورين على طاولة المحور السياسي من كل الأطياف والأفكار والمعتقدات التي يحتضنها هذا الوطن نقول: كل شخصية هنا بغض النظر عن كونها تمثل جهة مؤسسية أو تمثل ذاتها كشخصية اعتبارية فهي تشارك باسم شعب البحرين بأكمله وتحاور لمستقبل هذا الوطن بعمومه. كل متحاور محمَّل بمسئولية تاريخية كبيرة هي تحقيق مطالب وطموحات شعب البحرين المشروعة التي تبدأ بمطالب الإصلاح السياسي الحقيقي ولا تنتهي عندها. وعليه فطاولة الحوار السياسي مطالبة بالدرجة الأولى بإخراج الوطن من الدوران في الحلقة المفرغة ونزع فتيل أية انفجارات أخرى. وهي مهمة تتطلب من كل متحاور نوايا صادقة وعزماً وإرادة للتغيير وعقلاً متفتحاً للرؤى المطروحة ومرونة وتسامحاً في تقبل الرأي الآخر وأداءً فاعلاً في المناقشة وتبادل الرؤى وطرح البدائل للوصول إلى التوافقات المرجوُّة. أما تلويح بعض الجهات القادمة للحوار - وقبل بدئه - بالانسحاب إن لم يؤخذ بمرئياتها - السياسية في الغالب - فهذا بظننا هروب للأمام وترجيح لمنحى التأزيم إن لم يكن ذهاباً إلى محطات انفجار جديدة، وليس أبلغ في هذا المقام من القول المأثور: «ما لا يُدرك كلُّه لا يُترك جُلُّه». هذه مهمة تاريخية إن أثبت المتحاورون على الطاولة السياسية أنهم أهلٌ لها فسيسجل التاريخ إنجازهم ويحفظ أسماءهم بما يستحقون من ثناء وامتنان



#فوزية_مطر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور المرأة البحرينية في انتفاضة مارس 1965
- التنسيق بين القوى الوطنية في انتفاضة مارس 1965
- سياسة التعديلات الوزارية ومؤشراتها
- التشدد
- العلمانية المفترى عليها
- المشاركة الانتخابية للتيار الوطني الديمقراطي
- مظاهر أزمة التيار الوطني الديمقراطي
- البحرينية ليست جديدة على المشاركة السياسية
- العنصرية في‮ ‬العلاقة مع العمالة الأجنبية
- المؤسسات الأهلية وقانون الأحوال الشخصية
- المرأة البحرينية في الحراك المجتمعي ما قبل الاستقلال
- تعاطي المجتمع المدني مع السلطة التشريعية
- دعم قانون الأحوال الشخصية مسئولية مجتمعية - البحرين


المزيد.....




- الإعلام الإسرائيلي يرجح استقالة بن غفير إذا تم التوصل لاتفاق ...
- كيم يؤكد للافروف دعم كوريا الشمالية الكامل لروسيا في حرب أوك ...
- محكمة أمريكية تلغي اتفاق الإقرار بالذنب مع خالد شيخ محمد -ال ...
- مظاهرات احتجاجية بمدن وعواصم أوروبية رفضا لحرب غزة
- لافروف ينقل رسالة من بوتين إلى كيم جونغ أون.. ماذا جاء فيها؟ ...
- اختطاف وقتل.. جريمة مروعة تودي بحياة رياضي مشهور في البرازيل ...
- مسؤول إسرائيلي كبير يوجه -رسالة تهديد- إلى تركيا بسبب إف-35 ...
- طهران تضع شرطا قبل العودة للمحادثات النووية مع واشنطن
- الإفراط في القهوة خلال الطقس الحار.. خطر خفي على صحتك
- تحقيق أولي يكشف ما حدث قبل تحطم الطائرة الهندية بلحظات


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فوزية مطر - كي نخرج من الدوران في حلقة مفرغة