منال فهمي البطران
الحوار المتمدن-العدد: 3418 - 2011 / 7 / 6 - 07:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قواعد الاستعمار
أثناء قراءتي للسيرة الذاتية للمناضل الثائر الحر نيلسون مانديللا وحديثه عن رحلة كفاحه ضد الاستعمار الاجنبي، وكيف كانوا يبرزون التصاريح للمرور في بلادهم وكيف كان الاستعمار يشعرهم بان المستعمرين هم اصحاب العلم والتنوير وانهم يمنون عليهم بالثقافة والمعرفة وذلك لاجبارهم على احترام المستعمر، إذ كان نيلسون نفسه يكن لهم الاحترام والتقدير ويشعر بانهم ذو فضل عليه إلى ان كبر وفهم حقيقة الاستعمار المقنعة.
تذكرت ما يحدث في فلسطين، لماذا فلسطين بالتحديد تذكرتها؟ لا أعلم ولكن ربما لانها أكبر وأخطر قضية على الساحة الإقليمية والدولية حيث مر ستون عاما على احتلالها دون احترام للمواثيق الدوليه وحقوق الانسان وقرار مجلس الأمن بإقامة الدولتين وحق اللاجئين، وربما لانني عملت فترة ليست بقصيرة كمترجمة للغة العبرية خاصة الموضوعات ذات الصبغة التمييزية بين العرب واليهود.
وفي هذه الاثناء اخذت اعقد المقارنة بين اليهود في فلسطين والانجليز في جنوب أفريقيا، وأدركت ان الاستعمار واحد في أي زمان ومكان مهما اختلفت ذريعة أو سبب الاستعمار، فالطريقة والاسلوب المتبع واحد في نهاية الأمر فما يفعله اليهود مع الفلسطينيين كان يفعله الاستعمار في أفريقيا، فرغم اختلاف الحقبة الزمنية، الا ان الهدف واحد وهو القضاء على هوية وتاريخ وحضارة المستعمر، فلا يوجد انسان من الدرجة الثانية كما يصور الاستعمار الغربي. والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل يمكن ان نرى استعمارا يخالف تلك القواعد المتبعة؟
#منال_فهمي_البطران (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟