احذروا فلول الثورة

دينا العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 3416 - 2011 / 7 / 4 - 21:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مبدئياً العنوان ليس خطأ املائي او مطبعى فكما أن للنظام السابق فلولا كذلك الثورة وهم ليسوا قليلون . فهؤلاء هم من قرروا النزول الى المياديين في جميع محافظات جمهورية مصر العربية مطالبين بالحرية وبحياة كريمة أفضل مما كانوا عليه ولان معظمهم من غالبية الشعب المصري البسيط الصامت من مئات السنوات كانوا فريسة سهلة لمن يدعون على انفسهم انهم مثقفين وبدأت الوعود الزائفة وظن كل فرد منهم انه بعد رحيل النظام سوف يصبح مليونيرا بعد توزيع الغنائم على الشعب بأكمله وهذا طبعا قمة السذاجة والغلب والجعان كما تعلمون بيحلم برغيف العيش.. وكانت المفاجأة الكبرى خلصت الثورة وبدأت محاكمة النظام الفاسد ووجد هؤلاء أنفسهم يرقصون على السلم لا هم اخذوا مكتسبات من الثورة واتظبطوا مثل كتير من النشطاء والجمعيات الحقوقية التى يرأسها "المثقفون" طبعا ولا هم ظلوا كما كانوا بدخلهم البسيط اللى كان بيقضيهم بالعافية بس كان موجود ... فبعد الخراب اللى لحق بالبلد بعد ثورة 25 يناير العظيمة من ضرب السياحة وخسائر البورصة والمظاهرات الفئوية التى لا تنتهى واعتصامات ميدان التحرير التى لا تنتهى أيضاً ده غير انعدام الأمن وانتشار البلطجية وحوادث الفتنة الطائفية كل هذا أضر كثيرا بهؤلاء أكثر من أى فئة أخرى فما كان منهم إلا انهم اصبحوا فلولا للثورة فبعد نزولهم التحرير والهتاف ضد مبارك والنظام الفاسد أصبحوا الأن يلعنون الثورة وكل من في ميدان التحرير .. وأعتقد ان الثورة القادمة سوف تكون من فلول ثورة 25 يناير ضد ثورة 25 يناير .. وللاسف فالمثقفون الذين صوروا الحياة باللون الوردى لهؤلاء سدوا آذانهم عنهم وأعطوهم ظهورهم في بداية الطريق.. ولما تقولهم الناس جعانين ومفيش شغل والبلد اتخربت ...يقولك ايه يعنى هنفضل على الحال ده خمس سنين فقط وكله هيبقى تمام لازم نستحمل عشان البلد ! طيب الراجل اللى بيكسب قوته باليومية عشان يأكل أولاده هيستنى خمس أيام ازاى مش خمس سنين .. الناس البسيطة اللى كان موسم السياحة من كل سنة اهم وقت بالنسبة لهم لكسب المال اللى هيعيشوا بيه هما وأولادهم باقى السنة يعملوا ايه؟ إذا لا تلوموهم لانهم أصبحوا فلولا وكفروا بالثورة وبميدان التحرير فهؤلاء حريتهم في لقمة العيش أما الكلام الكبير بتاع المثقفين عن الديموقراطية والليبرالية والعلمانية فهو لا يعنيهم كثيرا كل ما يعنيهم تأمين حياة معيشية أفضل لهم ولأولادهم أما الحرية التى يتحدث عنها المثقفين فهى رفاهية لا يقدر عليها هؤلاء..

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات