أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجي ناجي - ثورة -البرونيتاريا- في فلسطين ... مسألة وقت فقط














المزيد.....

ثورة -البرونيتاريا- في فلسطين ... مسألة وقت فقط


ناجي ناجي

الحوار المتمدن-العدد: 3414 - 2011 / 7 / 2 - 20:38
المحور: القضية الفلسطينية
    


فلسطين-رام الله البلد "القديمه"..عصر يوم الاربعاء الموافق2011-6-29 ذكرى الاسراء والمعراج..عطله رسميه...الطقس وعلى غير عادته بمثل هذا الوقت من السنه غائم , ترجلت من سيارتي أمام فرع البنك خاصتي لسحب بعض النقود من جهاز الصراف الآلي المثبت أمام البنك,وكان علي الانتظار إذ ثمة رجل بدا لي بالستينيات من عمره قد سبقني للجهاز وكان يستعين بشخص آخر يصغره سنا ليشرح له كيفية استخدام جهاز الصراف الآلي وإن لم يخب ظني فذلك لقائه الاول مع هذا الجهاز ! شردت بتفكيري مقارنا ما بين جهل ذاك الرجل في استخدام هذا الجهاز وما بين جهلي بفهم المعنى الكامن وراء تزايد عدد البنوك بالمدينه الى حد يصعب تجاهله,ما يزيد عن عشرون بنكا ضمن شعاع دائرة لا يزيد نصف قطرها عن الخمسمائة متر ؟!! وقبل أن أصل بتفكيري لأي نتيجه ترامى لمسامعي صوت أغنيه بدت لي شبابيه تصدح من مكان قريب؟ وقد شدني ذلك الصوت الى الالتفات للجهه التي يصدر منها حيث رأيت وعلى بعد أمتار قليله مني جهاز راديو كبير مثبت على عربه خاصه بجمع القمامه وتلك العربه التي كما أعلم تعود ملكيتها لبلدية المدينه هي عباره عن مستطيل حديدي مثبت على عجلتين صغيرتين وداخل هذا المستطيل الذي يأخذ شكل القفص وضع برميلين من البلاستيك المقوى بحجم متوسط لتستوعب أكبر قدر من أكياس القمامه المنزليه التي يضعها الاهالي أمام بيوتهم لتمر بها هذه العربه ومثيلاتها بشكل يومي وتأخذها بعيدا .
طبعا هذه العربات لا تمر وحدها بين بيوت المدينه ! هناك من يجرها من البشر المنسيين بين طبقات المجتمع بل أن المجتمع بالكاد يشعر بهم بين طبقاته أو حتى أسفلها , ذلك ان الناس قد اعتادوا تسميتهم " الزبالين " ! نحن مصدر القمامه وهم .. لن أكررها ..(أخجل من نفسي لأني ذكرتها مكرها مره) العربة كانت مركونة فوق الرصيف بجانب سياره متوقفه بجانب ذاك الرصيف , ما بين العربة وعلى حافة تلك السياره إتكأ رجل بأواخر العقد الخامس من عمره كما قدرت وكان يحمل بيده كوب قهوه بلاستيكي , انه عامل التنظيفات يأخذ استراحته بعد ساعات عمل لا أستطيع أن أقدر كم كانت شاقه بالنسبه له, لقد كان المشهد مؤثرا بالنسبة لي وأظنه كذلك لكل انسان خصوصا وأننا عودنا أنفسنا بوجوب التجرد من انسانيتنا لدى النظر لهؤلاء الناس وذلك بتجاهل وجودهم أصلا ! في تلك اللحظه , كان المشهد أقوى من أن أستطيع تجاهله, فكما ذكرت كان يوم عطله, عطله دينيه ! واضح بأن السماء والأرض قد أجمعتا على تجاهل حقه بيوم إجازه !.
عبثا حاولت الاجابة على الاسئله التي تبادرت الى ذهني بتلك اللحظه خصوصا وأن المشهد قد بات أكثر تعقيدا لدى مشاهدتي لما هو مثبت على مقدمة العربة ؟ لقد كانت لوحة تسجيل سياره (نمره) ! الغريب في الغريب أن اللوحة ليست كسائر اللوحات المستخدمه محليا كما هو معلوم لدي, بل انها لوحة تسجيل أجنبيه ! ليس لون اللوحة وحده ما دل على أصلها بل ما طبع على جانبها الايسر ؟ ببساطه لقد كان شعار الاتحاد الاوروبي وتحته طبع حرف ( ف ) انجليزي, أي فرنسا ! يا إلاهي!!! فأنا بالكاد نجحت بالهروب من جهلي حول سبب كثرة البنوك بالمدينه لأجد نفسي أمام ما يذكرني بشيء أجهله أكثر؟! إنه ما يعرف بمؤسسات "الانجيؤوز " التي تفوق البنوك عددا ! ترى .. تساءلت ؟ هل استطاع هذا الكادح المعذب تقديم "دراسة جدوى" لأحدى هذه المؤسسات المانحه بهدف تطوير عربته ووافقة على منحه التمويل اللازم فحول عربته الى ما يشبه السياره ؟ ربما لأن ما يكسبه باليوم بالكاد يكفي قوته وقوت عائلته فمن أين سيدفع ثمن بطاريات الراديو ؟ كلا, ربما البلدية كونها المالك الحصري للعربه هي التي تقدمت بدراسة الجدوى لفرنسا لتدعم خزينتها وتضمن استمرارية تقديم الخدمات الجليله للأهالي فحصلت على سيارة حقيقية اكتفت باعطاء لوحة تسجيلها للعامل ؟ لا أدري احتمالات كثيرة .. فالعامل يجهل حقوقه ويجهل أن فرنسا ربما قد اشترطت على البلدية ابقاء لوحتها على السياره كدلالة على إنسانيتها وسخائها؟ حقا فالمشهد أمامي فخر لفرنسا وكل المانحين كما الله .
لم أعد مكترثا لسبب وجودي بهذا المكان "الصراف" ,خطرت ببالي فكرة التوجه للرجل الاحدب ومحادثته علني أستخلص منه بعض الاجوبه لتلك الاسئله التي ثارت في ذهني؟ ازدادت حيرتي ومعها تفكيري الذي اختلط بأنغام الاغنيه التي لا أعرف لها اسما ما زالت لا تصل الى نهايتها مع التأكيد على عدم أهمية الامر لكني اذكر ذلك علي أوفق ولو بشكل محدود في وصف المشهد الذي لم يتوقف عند هذا الحد ؟ سرعان ما وقعت عيناي على الجزء الاهم في ذاك المشهد,أسفل العربه؟ في المقدمه وتحت لوحة التسجيل, ثمة مساحه ضيقه ما بين أسفل البرميل وحديد العربه شاهدت كيس بلاستيكي أبيض ومفتوح يحوي على ثلاث أو أربعة كتب فاخرة التجليد! مؤكد ليست كتب مدرسية وأكاد أجزم بأن ثمن الكتاب الواحد لا يقل عن ثلاثون دولارا ! من الواضح أنه التقطها أثناء جمعه القمامة من أمام البيوت؟ بيوت اعتاد قاطنيها على مناداته ب ..؟ لكم ان تحددوا بعد ذلك من بستحق ذاك اللقب ذاك الذي يلقي بالكتب للقمامه أم هذا الذي يحافظ عليها؟ سأترك للقارئ تحديد غاية أو غايات هذا الرجل الذي بدا لي عملاقا من جمعه لتلك الكتب؟ بالنسبه لي يكفي أنه جمعها ! .
بقدر ما هزني هذا المشهد بقدر ما أصبحت أكثر تركيزا بتفكيري الذي قادني لتذكر كتاب " ثورة البرونيتانيا " (نت+برولتاريا ) للمفكر والعالم الفرنسي جويل دي روسناي وكيف أن الشباب العاطل عن العمل ومعهم حشود الفقراء والمعدمين في تونس ومصر قد نجحوا وعبر استخدامهم للشبكه العنكبوتيه في اشعال فتيل الثوره المعجزه وأنهاء عقود من الظلم والاستبداد.
نعم إذ وبعد أن كان المشهد أمامي دراميا مؤثرا,صار فرحا يغلفه الامل بغد مشرق حيث تأكد لي وبعد أن تجلت أمامي عربة الشهيد البوعزيزي بأن الانسان في فلسطين كما أشقائه في مصر وتونس ما زال يحلم وبأن غدا لناظره قريب .



#ناجي_ناجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصر.. بدء تطبيق التوقيت الشتوي.. وبرلمانية: طالبنا الحكومة ب ...
- نتنياهو يهدد.. لن تملك إيران سلاحا نوويا
- سقوط مسيرة -مجهولة- في الأردن.. ومصدر عسكري يعلق
- الهند تضيء ملايين المصابيح الطينية في احتفالات -ديوالي- المق ...
- المغرب يعتقل الناشط الحقوقي فؤاد عبد المومني
- استطلاع: أغلبية الألمان يرغبون في إجراء انتخابات مبكرة
- المنفي: الاستفتاء الشعبي على قوانين الانتخابات يكسر الجمود و ...
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- الحرس الثوري الإيراني: رد طهران على العدوان الإسرائيلي حتمي ...
- الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الألماني بسبب إغلا ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجي ناجي - ثورة -البرونيتاريا- في فلسطين ... مسألة وقت فقط