أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شتيوي الغيثي - - قضايا المرأة.. هل هي للمرأة فقط؟














المزيد.....

- قضايا المرأة.. هل هي للمرأة فقط؟


شتيوي الغيثي

الحوار المتمدن-العدد: 3408 - 2011 / 6 / 26 - 01:36
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



دائما ما تطرح قضايا المرأة على أنها القضية الإشكالية التي لا تحل إلا بعد موافقة الرجال، فالمجتمع العربي مجتمع ذكوري الطابع، والمجتمعات الذكورية لا يمكن أن تقصر جميع القضايا من أجل مصلحة الرجل دون غيره، بل حتى الفكر يتم اقتصاره على الرجل وكل متاريس الدفاع إنما هي متاريس ذكورية حتى باستخدام فكر المرأة ذاتها، بحيث تقف المرأة إلى صف الرجل في عدالة المساواة بين الرجل والمرأة، وهذا ناتج عن أن العقلية التي تتحكم فيها هي العقلية الذكورية.
قضايا المرأة نفسها تمر من خلال الرجل نفسه بحيث يحدد لها ما يمكن أن يكون صحيحا وما لا يمكن، والسماح لها بالتحرك هو سماح من داخل المنظومة الذكورية بعد أن يتم الاطمئنان أن ذلك لا يرقى على سلطة الرجل في المجتمع وقليل هم من يتحرّر من هذه النظرة سواء من الرجال أم من النساء.
الإشكالية هنا حينما تتماهى المرأة مع تلك العقلية الذكورية لقمع ذاتها المدركة من خلال أفعال رمزية كثيرة قد لا تدركها كثيرا، مثل أن ترفض المرأة أن ترتبط برجل يكون أقصر منها أو تستهجن الرجل الذي لا يوازيها إدراكها الثقافي، بحيث ترفض تماما الارتباط برجل ودود لكنه ضعيف الشخصية كما هو التعبير الدارج، وهذا نجده حتى لدى الكثيرات من المدركات لذواتهن الثقافية، فضلاً عن المتماهيات مع السلطة الذكورية، ويغيب إدراكهن بسبب من هيمنة الرؤية الذكورية على مجريات الحياة.
ومن المفارقات أن يحلل العقلية الذكورية هنا ذكر في الوقت الذي كان من المفترض أن تحللها المرأة، فهي مفارقة كبيرة كوني أنا هذا الرجل أكتب هذا المقال بكل ما أحمله من عقلية ذكورية قد تكون في ذهنيتي دون أن أتمكن من الوعي بها. كما أنه من المفارقات أن الكثير من حركات التحرر النسائي كانت في بداياتها من قبل الرجل، وهي مفارقة تحتاج دراسة كبيرة جدا.. الآن من يقود حركات التحرر هن من النساء خاصة في العالم الغربي.
لكن مع هذا الوعي بالهيمنة الذكورية سواء من قبلنا نحن الرجال أم من قبل النساء فهل يمكن أن تترك قضايا المرأة للمرأة؟ أي هل يتم رفض أي حديث لأي رجل عن القضايا النسائية لكونه رجلا ونترك جميع قضايا المرأة للمرأة يتعاركن فيها دون تدخل؟.. هناك دعوة من قبل بعض المهتمين بقضايا المجتمع من قبل المثقفين أو المثقفات تدعو إلى قصر قضايا المرأة على المرأة نفسها بحيث يكون الرجل هنا محايد الرأي والتفكير تجاه قضية المرأة، وهي دعوة ابتدأت من الرجل نفسه قبل أن تكون من المرأة، وتحديداً من قبل خطاب يتسم بالتقليدية كنوع من جر المسألة إلى منطقة محايدة رغم أنها غير كذلك، وهنا تلقف هذه الدعوة بعض المثقفين والمثقفات بحيث تبنوها من غير تفكيك لها بحيث تتضح إشكالية تلك الدعوة.
إنه مع التفكيك لهذه المقولة يمكن كشف الرؤية الذكورية داخلها وهي مقولة جميلة في إطارها العام لكن مع البحث في طياتها الفكرية والنفسية يمكن أن تكون أحد تمظهرات العقلية الذكورية، وهي رؤية خادعة للمرأة قبل أن تكون محايدة، لأنها نوع من التمييز الاجتماعي بين الرجل والمرأة بحيث تصبح المرأة هنا عالما آخر لا علاقة لها بالحياة إلا بقضاياها الخاصة في حين تبقى القضايا الأخرى في سلطة الرجل.
من جهة أخرى.. هل المرأة كانت مستقلة التفكير نهائيا حتى يمكن قصر قضاياها على المرأة؟ الواقع يقول غير ذلك، فالمرأة (العربية على الأقل) ليس لها استقلالية كاملة بحكم السلطة المهيمنة على المجتمع، ومن هنا فهي سواء أرادت نقاش قضاياها بعيدا عن الرجل أم لم ترد هي تتحرك ضمن المسموح به اجتماعيا وهو مجتمع متشكل ذكورياً منذ أمدٍ بعيد، وحتى في العقلية النسائية نفسها، بمعنى أنه ليس حقيقة أن المرأة مستقلة، فهي ما تزال تدور في إطار سلطة الرجال. الكثير من النساء (ولا أقول كلهن) مازلن متماهيات مع السلطة الذكورية، بحيث تربي الكثير من النساء أبناءهن على تجذير هذه السلطة ضدا من التساوي بين الرجل والمرأة، ولذلك فالنقاش الذي سيكون خاصا بالمرأة سيكون نقاشا إطار النخب بعيدا عن حقيقة الواقع الفعلي للمرأة. قلة من النساء من يستطعن النقاش دون تدخل الرجل، لكنه يبقى إطاراً نخبوياً ومحدداً بقضايا قليلة ربما كانت قيادة المرأة إحداها.
كما أن الواقع في حقيقته واقع مشاركة وليس انفصال، بمعنى أن المرأة لن تستطيع فصل قضاياها عن الرجل، كما أن الرجل لا يستطيع فصل قضاياه عن المرأة، لأن مفهوم المشاركة مفهوم متأصل في الجنس البشري سواء أراد الرجل أو المرأة الفصل أم لم يريدا ذلك. الرجل لن يتخذ قراراً ما لم يكن له تبعات على المرأة، كما أن المرأة لن تستطع اتخاذ قرار لن يكون له تبعات على الرجل سواء بسواء، فأمور الحياة مشتركة حتى وإن رفض أحد الطرفين هذه المشاركة. والسلطة الاجتماعية في حقيقتها ما تزال للرجل، ولذلك مشاركة الرجل في كسر سلطة الرجل تصبح قضية ضرورية جدا، لأنه صراع السلطات فيما بينهما، والمرأة هي المستفيدة من مشاركة الرجل في قضاياها، كما أن الرجل مستفيد من مشاركة المرأة قضاياه، فالمسألة مشاركة إنسانية وليست نوعية أو رؤية إلى جنس آخر مخالف في التركيبة الاجتماعية أو البيولوجية.
إن التحول من الرؤية للمرأة بوصفها جنساً آخراً أو نوعا آخر من النوع أو الجنس البشري إلى كونها إنسانة لها حقوقها الإنسانية سوف يردم الهوة الاجتماعية بين الرجل والمرأة ويقلل من الهيمنة الذكورية تجاه المرأة، وليس الفصل الحاد بين قضايا المرأة وقضايا الرجل؛ إذ ما نزال واقعين بنفس مشكلة التمييز الجنسي والاجتماعي.



#شتيوي_الغيثي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- محكمة في نيويورك تسقط حكما يدين المنتج السينمائي هارفي واينس ...
- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شتيوي الغيثي - - قضايا المرأة.. هل هي للمرأة فقط؟