أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح المرعي - إنها حكومة لا تمثلنا














المزيد.....

إنها حكومة لا تمثلنا


صباح المرعي

الحوار المتمدن-العدد: 3405 - 2011 / 6 / 23 - 21:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طالعت في صيف 2002 عدداً جديداً من مجلة "الرصيف"، كان يحتوي على مقالات وبحوث جديرة بالاهتمام، وأخص منها مقالة الدكتور اسماعيل نوري الربيعي "محاولة للاقتراب من مكونات الخطاب الثقافي العراقي المعاصر"، التي بقيت تراودني باستمرار، استعير منها مقطعاً بتصرف، بعد شكره واستئذانه، الذي اطمح اليه حقاً. والمقطع:- لا بد من التوقف مليا عند ظاهرة "المحنة"، التي باتت تتردد كثيراً بمجانية، حتى غدا الجميع مظلوماً وشهيداً، والمعاناة صارت هي البطل الاوحد، والأداة الاكثر فعلاً في حشد معالم التعاطف مع هذا الكائن، الذي انشغل بجذب الانظار اليه، على انه ضحية اكثر من كونه تحول الى جلاد بالتدريج. انتهى النص.

و من هذا المدخل المهم جداً للموضوع، أرى من الضروري دراسة موقف الحكام من محنتنا. المحنة في اللغة العربية، من الفعل محن. ومحن الفضة إذا صفّاها من شوائبها. والمحنة الفكرية، هي اضطراب الاحوال وعدم معرفة الصحيح من الخطأ. و من المحن ما يفرُق ويشتت. وتساهم الحكومة الحالية في العراق، في ترسيخ هذا النوع من المحن، ولذا صح القول بأنها حكومة لا تمثلنا.

والخيانة، نقض الاخلاص. نقض لعرى الحب والتفاهم والرفاهية. انها في الميدان الاجتماعي – السياسي، تعني خيانة المثل التقدمية، والتراجع عن القضية العادلة، اذ تقترن الخيانة دائما بالجبن السياسي و المصالح النفعية الانانية. كل هذا ينطبق على حكامنا دون تزيٌف. عليه صح القول انها حكومة لا تمثلنا.

الجهل، عكس المعرفة، خرج من بيوت الفقراء بصفة العبودية للجلاد ليعود اليها بصفته الجديدة المتمثلة في المحاصّصة الطائفية والقومية، وهو يدعو الى نقل تجارب الماضي بحذافيرها بحجة المحافظة على الدين او الطائفة او القومية، وبأن هذه المفاهيم هي الاصح طالما مشى عليها الاقدمون. والمعرفة تتطلب الاستفادة من الماضي، والابداع في رسم شؤون اليوم، من دون تعارض مع التقدم والرقي. ومن مظاهرها الفعالية في العمل والاتقان والجد والمواضبة، وكشف الخزعبليات، التي هي الغذاء الاهم لمسيرة الجهل، التي تقودنا اليه الحكومة. إذا هي حكومة لا تمثلنا.

ومن الاحصائيات الحكومية في العراق، ما يلي من حقائق: استشهاد اكثر من مليون عراقي، مليون أرملة، أربعة ملايين يتيم، أكثر من خمسة ملايين لاجئ في الداخل والخارج، عشرة ملايين عاطل عن العمل، أكثر من ربع العراقيين فقراء بمعنى الكلمة، مدارس العراق من الطين وبدون رحلات، بينما وارده السنوي بحدود 100 مليار دولار، ينهب منه قسم كبير، و الباقي يصرف، اقلٌ ما يقال عنه صرف بدون عقل، أي بدون اوليات.

ان 90% من الاد وية التي بيعت في العراق قبل عام 2008، كانت فاسدة او مغشوشة، ومن يعلم كم هي النسبة الآن؟ وهذا لوحده كاف لاسقاط اية حكومة في العالم، إلا حكومة المحاصصات الطائفية في العراق، التي لا يرهم عليها حتى لباس الاصلاح، و لذلك تحارب شعاراته، و تتهم شبابه شتى الاتهامات.

ان اعمال و تصرفات الحكام في العراق، معروفة وواضحة ومكشوفة. ماذا يعني ان يكون مطار بغداد، و ربما مطارات أخرى، من دون رقيب بين آونة وأخرى؟ وهل يعني غير تهريب المليارات من أموال السواد المحروم من ابسط متطلبات الحياة السويُّة؟ كل هذا يجري بعلم ودراية من حكام العراق المبتلى، بل انهم هم من يقوموا بذلك، من دون رادع او حياء. مؤمنون بالكذب والخداع والسرقة والاحتيال والتزوير والخزعبلات، كافرون بالرقي والتقدم، اعداء انتصار المراة لحقها، والام لامومتها، الذين ينقصهم بكل معنى الكلمة، الشعور بالمسؤولية تجاه المواطن والوطن، يشكلون حكومة ناقصة، رغم ترهلها، هي حكومة لا تمثلنا.

لقد سرق الحكام، حلم الدولة الحضارية المنصفة، من السواد الاعظم، الذي قدم لها المقابر الجماعية والجوع والحصار والحرمان وقسوة الجلاد، ليأتوا لنا بحكومة خائنة لا يهمها سوى السرقة والتزوير وتهميش الآخر، وتتصرف تصرف الجلاد المقبور، حفاظاً على مكتسبات مكونيها الضيقة. إذا هي حكومة لا تمثلنا.

انني ادعو حقاً، القادة المؤقرون، بأن يعيشوا يوماً واحداً في مدينة الثورة، ليروا عن كثب أحوال ناخبيهم بهذا البلاء.

لندن في 23/6/2011

[email protected]
Skype- rumyhe



#صباح_المرعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكبر الكوارث: تدمير عقل الانسان
- حيّ على خير العمل
- سرقة الأسماء


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح المرعي - إنها حكومة لا تمثلنا