|
من قال رقبة مشعل الحرية أنقطعت ؟
كامل الغزي
الحوار المتمدن-العدد: 3405 - 2011 / 6 / 23 - 11:54
المحور:
الادب والفن
الى طالب الشطري السومري
الذي يقيم بعبدا عنا منذ قرون خلت في أرض لا تشبهنا
________________________________________________________________________
أن مشعل الحرية (1) التي ترعرع مذ طفولته في أحضان محلتنا لم ينام قط
أذ كثيرا ما كان يبادلنا الحكايات حين نهرع ليلا للارتماء في أحضان حوضه الدائري
بعد أن تصاب أجفاننا بسهاد
تنفر منه شياطين النوم
يبادلنا حديث بلغة ندرجها سوية نحن وبائعي السمك ، وحتى مجانين المدينة حين
يفك كلا منهما طلاسم صمته السرمدي عند عتبة الغروب ليكيل السباب
لاعنا نزق السابلة التي تتعمد بقطع خلوتهم مع الله
أظنك ياشطري طالب !!!
الآن ، تتوق الطواف حول جدران البنكله (2) أشواطا سبع
وبكلتا يديك حاملا طاسات حناء
لتمارس طقوس أعتادتها أمك
حين تذهب قاصدة ضريح العباس أبو كله (3)
لتعقد مع صويحباتها أطراف فوطتها بمحاذات شباك الامام
وتتمتم بصوت واهن ، تراتيل دعاء بأن يحفظ وليدها الوحيد
أمك التي يساكنها الآن
حلم أيابك من ارض لا تشبهها
وحيدة لا يأنسها شيء، حتى صوت المذياع الذي نزع بطارياته مذ سنين
تلتصق بصفحة جدار الغرفة المحاذية لجرف الشارع
لتنزع جاهدة خوفها من سماع دبيب اقدام ثملة
عائدة للتو من نوبات سكرها الليلي المعتاد
تتمنى الآن ياشطري طالب
أن تنتحب ، متهدجا بصوت مستعار تضيفه الى حبالك التي لاتعينك وقتها على البكاء
ترمي جمرات لا تدعك العجلة اتقان عدها
لتنال هدفك ، ظهر جواد ابو البدل أو مجنون أنسيمه المعيديه او عبد الرضا أبو
الشكابين (4)
مثل ما كنت تفعلها في نزق صباك
لعلك حينها تنال مراد مسعاك بالسعي مرارا
بين الفلكة ونادي المعلمين
لتطفيء ظمأ قديم
من قال بغيابك أن رقبة مشعل الحرية أنقطعت ؟
دون أن يبلغك أنه صلب شنقا حتى الموت
في ظهيرة يوم قائض
كانت تتوق الارتماس في جدول الشط المجاور
كجواميس المعدان في الصوب الكبير
لتطفيء قلقأ يستحوذ أفق المكان
من صولات قراقيز الحي المتزيتنون
نعم ، أستأصلوا تلك الرغبة حتى دون أن تبوح بها لجذور المشعل
التي مايزال أهلي لحد قريب يتناوبون لسقيها كل غروب
لعلها تورف مشعلا من جديد
يبادلهم الحكايات
------------------------ (1) مشعل الحرية ، نصب أقيم في مدينة الشطرة أحتفاءا بثورة الرابع عشر من تموز وأزيل في فترة التسعينات من قبل أزلام النظام السابق بعد ما قطعت أوصالة ورميت في مزابل المدينة لا لشيء الا انه يرمز للحرية في زمن التعسف والاضطهاد (2) البنكله .. سوق بيع السمك (3) ضريح لامام ينسب للامام الكاظم ، يقع في منطقة الحاويي القديم في الشطرة (4) أسماء بعض مجانين المدينة أنذاك
#كامل_الغزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حكاية رجل غادرنا رغما عنه
-
ليل نصف مضاء
-
القبح الاخضر
-
الشاعر رحيم الغالبي .. لك العافية
المزيد.....
-
دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي
...
-
بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي
...
-
رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم
...
-
إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا
...
-
أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202
...
-
الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا
...
-
متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا
...
-
فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد
...
-
رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر
...
-
تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ
...
المزيد.....
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
المزيد.....
|