حركة جياع
الحوار المتمدن-العدد: 3402 - 2011 / 6 / 20 - 23:25
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
ليست هي المرة الاولى التي يتم فيها النيل من السيادة العراقية، بل كانت قبلها مرات عديدة تستضعف وتستوهن فيها السيادة العراقية المنهوبة والمنخورة خارجيا وداخليا، الاولى بفعل تجاوزات دول الجوار والثانية بفعل قوى تريد ان تصبح بديلا عن الدولة فتفرض هيمنتها هنا او هناك في ظل ضعف واضح لمؤسسات الدولة سيما العسكرية والامنية.
اذ كانت انتهاكات ايران المتكررة للحدود العراقية ومحاولة سرقة آبار النفط العراقي في بعض المناطق الحدودية من خلال طريقة الحفر المائل لسحب النفط من الآبار العراقية ،فضلا عن تحويلها الاراضي العراقية مناطق لتصريف المياه المالحة . وهناك ممارسات لدول عربية ودول جوار اخرى كالسعودية وسوريا والاردن ولكن لم تسلط الاضواء عليها .
اما الجارة تركيا فكثيرا مادافعت عن مصالحها في العراق ولم تجد من يقابلها في الدفاع عن المصالح العراقية وبخاصة حين حضور أردوغانها الى بغداد وزيارته للعديد من ذوي النفوذ والشأن والسلطة .. اردوغان حضر الى بغداد ليدافع عن مصالح تركيا لكن لم يجد في بغداد من يطالبه بالمثل او يعامله بالمثل في الدفاع عن مصالحنا العراقية ، خصوصا وان تركيا تلعب دورا مهما في ممارسة حصار مائي على العراق أضر كثيرا بالزراعة والبيئة العراقية . المهم حصل اردوغان على تطمينات للمصالح التركية لكنه لم يجد من يقابله بالمطالبة بتطمينات لمصالح العراق.
واليوم تستمر الكويت اصغر جارة للعراق بالتطاول على الحدود العراقية لانها لم تجد من ينهرها او ينهاها او يرد عليها ولو بالكلام (الا ثلة من الاولين وقليل من الاخرين) .
اذ قالت مصادرُ سياسية عراقية بأن اللجنةَ التي شكلتها الحكومة العراقية والمكونة من وزارتي النقل والخارجية للتفاوض مع الجانب الكويتي بشأن عزم الاخير بناء ميناء مبارك عادت الى البلاد من دون ان تَجني شيئا من المفاوضات.واضافت المصادر اَن انسحابَ الوفد العراقي جاء بسبب عدم توافق الرؤى داخل اللجنة العراقية والتي ادت الى انسحاب وفد وزارة النقل من اللجنة.واوضح المصدر أن الوفدَ العراقي التفاوضي لم يكن حينَ مغادرته العاصمة بغداد متفقا على أجندة سيتم طرحُها في اجتماعه مع الجانب الكويتي، فظهر في الاجتماع وكأن وزارةَ الخارجية تُمثل بلدا ووزارة النقل تُمثل بلدا اخر. وقالت هذه المصادر ان ممثلي وزارة الخارجية كانوا منحازين لصالح الكويت .
هناك من يتحدث عن متواطئين قبضوا ضمن تواطئهم من الحكومة الكويتية او من السفارة الكويتية في بغداد ، وهناك اسماء لسياسيين واعلاميين ومؤسسات اعلامية استلمت ثمن سكوتها عن انتهاك الكويت للسيادة العراقية.
والكويت التي حصلت على مغانم مهمة داخل الحدود العراقية في غفلة من الزمن العراقي ، كان السياسيون العراقيون فيه لايدافعون عن العراق قدر دفاعهم عن كراسيهم ، بل اعتبروا البقاء على تلك الكراسي انتصارا مابعده انتصار.
وتجاوزات الكويت على حدود العراق لها اول وليس لها آخر ، فليس اولها او آخرها بناء ميناء مبارك . يحدث كل هذا في لحظة سياسية عراقية لاينشغل فيها السياسيين بالدفاع عن مصالح بلادهم ، بل شغلهم الشاغل مغانمهم السلطوية ومستويات نهبهم لثروات العراق من خلال اعمال مافيوية في الفساد المالي والسياسي لم تشهدها اية دولة في العالم
لهذا فنحن في حركة جياع وانطلاقا من مسؤوليتنا الوطنية والتاريخية نتوجه لشعبنا ليعي ما يخطط له ليتصدى للمفرطين بكرامته وحقوقه والسارقين لثرواته المتواطئين والمساومين على حدوده مع دول الجوار .
ونتوجه ثانيا الى دول الجوار بالقول : ان الاوضاع الشاذة التي يمر بها العراق لايمكن ان تستمر ولايمكن ان تترتب لهم حقوق من خلال اللصوصية وانتهاك حدود العراق ،او من خلال رشوة وشراء ذمم بعض السياسيين.
ويعرف جميع هؤلاء ان شعبنا قادر على استعادة حيوته وقدرته وهمته ونهضته والتصدي لهؤلاء ، داخليا وخارجيا.
ولصوص اللحظة السياسية العراقية وسياسيوا الصدفة من الاحزاب الحاكمة لحظتم لايمكن ان تطول بعد ان ان تكشفت اقنعتهم واتضحت حقيقتهم.
والطبقة السياسية من المليشياويين القتلة وسراق المال العام سيحاسبهم الشعب ولن يتساهل مع اي منهم ولن يفلتوا من العقاب.
واذا كان البعض منهم يعول كثيرا على التضليل والخداع للبقاء في الحكم ، وبخاصة اولئك المتسترين بالدين من احزاب الاسلام السياسي والطائفيين والشوفينيين من القوميين والفئويين ، فأن الشعب لن يطول صبره عليهم .
ومن هنا فأننا ندعو جميع حلفائنا واصدقائنا من القوى الوطنية والديمقراطية الى التصدي لما يحاك لبلادنا داخليا وخارجيا .
ونطالب قوى الاحتلال بتحمل مسؤوليتها ودورها في حماية العراق لانها تتحمل مسؤولية ضعفه الداخلي والخارجي ، وتقع عليها مسؤولية مساعدة العراق في بناء مؤسسته العسكرية والامنية للتصدي لما يواجهه من اخطار.
ونخاطب من يريد ان يحول مهمة الجيش من حامي لحدود العراق وسيادته الى اداة قمعية شرطوية.ان الجيش العراقي بضباطه وجنوده يرفضون هذا الدور القمعي تجاه الشعب وحراكاته الاحتجاجية، لهذا ندعوا قواتنا المسلحة والقوى الامنية الى التضامن مع الشعب من اجل تسديد المسار السياسي وترشيد حراكاته وانقاذه مما يشوبه من تشويه، وعدم التفريط بحاضر العراق ومستقبله.
وحركة جياع اذ تثمن الوقفة البطولية للحركة الاحتجاجية في كل الساحات العراقية، فأنها تحيي الناشطين كافة وتطالب باطلاق سراح المعتقلين من الناشطين في كل العراق ، لاننا نعتبر ان الاحتجاج في كل الياته ومظاهره حق من حقوق الانسان ضمنته الدساتير والقوانين والشرائع الدولية ، وهو واجب يقوم به المواطن للدفع عن حقوقه وحقوق ابناء وطنه.
حركة جياع
20 حزيران 2011
#حركة_جياع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟