أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مسعود عكو - خطاب الأسد تسويف متكرر وفلسفة مهترئة














المزيد.....

خطاب الأسد تسويف متكرر وفلسفة مهترئة


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 3402 - 2011 / 6 / 20 - 18:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


من على مدرج جامعة دمشق، ومتوسطاً ثلاثة أعلام سورية على يمينه وثلاثة أعلام على يساره، وفي غياب علم حزب البعث من خلفه، خطب الرئيس السوري بشار الأسد ثالثاً في خضم الأزمة التي تمر بها البلاد منذ أكثر من ثلاثة أشهر. الأسد خطب خطاباً تخلله ثماني عشرة مرة تصفيقاً من الحضور، وضرب يده بالميكروفون الذي أمامه مرة واحدة، وبدأ يسعل أكثر من مرة، وضحك مرتين فقط.

لم يقدم الأسد جديداً في خطابه، هذا هو العنوان الوحيد لقراءة الخطاب الثالث للرئيس السوري. خطابٌ كان مليئاً بالتسويف المستقبلي لكل الإصلاحات المزمعة تنفيذها في البلاد، وكرر الأسد ما يقولونه شبيحة الإعلام الرسمي السوري الذين يخرجون على وسائل الإعلام العربية والعالمية، معيداً ما قاله عن قضية المؤامرة والفبركة والتزوير في الفيديوهات وتصديق الأسد لروية تلفزيون الدنيا والقنوات الرسمية.

يكرر الأسد بأن كل الفيديوهات التي تنشر صور الشهداء وهم يقتلون بدم بارد، برصاصات رجال أمنه وجنوده وشبيحته، هو محض افتراء وكذب، ولا توجد سوى مؤامرة تحاط بسوريا وتستهدف مواقفها السياسية، وإن هذه الفيديوهات هي مفبركة ودفع لممثليها أثمان لتصويرها ولاستغلالها ضده وضد بلاده.

استرسل الأسد في حديثه بصيغة التسويف والمستقبلية في الإصلاحات، ولم يقل قط فعل أمرٍ باعتباره الآمر الناهي في البلاد. كان حرياً به أن يقول بصفتي رئيس الجمهورية أو القائد العام للقوات المسلحة، أأمر أو أعلن، أو أطلب، أو أي فعل أمرٍ يبين جدية العمل الإصلاحي. وعندما لا يعلم الأسد متى تعود قوات الجيش إلى ثكناته فإن ذلك لدليل قاطع على عدم معرفته الحقة بما يجري على أرض الواقع، بل هو مجرد شخص يوقع على أمر ما فقط.

تكلم الأسد بفلسفة مهترئة ومتكررة عن قضية الحوار الوطني، ويحتاج المرء إلى ساعات لفك طلاسم الحديث عن الحوار وقانون الأحزاب والانتخابات والإعلام والتعديلات الدستورية. الأسد يريد دستوراً جديداً أو تعديل الحالي بما فيها المادة الثامنة التي تفيد بأن حزب البعث قائد الدولة والمجتمع، وكان مبهماً حديثه عن التعديلات والقوانين الجديدة، فهل يقوم بذلك قبل الانتخابات النيابية في آب أغسطس القادم، أم ينتظر برلماناً جديداً، أم البرلمان يجب أن ينتظر حتى تتفرغ هيئة الحوار من أعمالها، أم ننتظر كل ذلك في كل ذلك، فلسفة معقدة جداً لا يعرف تفسيرها حتى الأسد نفسه.

الأسد أشار إلى أن الحركة الاحتجاجية هي شرائح ثلاث، وقسم الشعب السوري على أنه فئة محتاجة لتخفيض سعر المازوت الديزل وأسعار مواد البناء، وكانت هذه جل مطالب الوفود الشعبية التي قابلت سيادته في الفترة الأخيرة، كما أن الأسد قال أن الوفود جاءت لتطمئن وتنفي الشائعات عنه وعن عائلته، وهذا يعني أنه اكترث كثيراً بتلك الشائعات التي صدرت مؤخراً عنه وعن تولي شقيه ماهر الأسد ملف الحل العسكري العنيف على كافة أشكال الاحتجاج.

الأسد قال أن هناك 64 ألفاً من الخارجين على القانون، في بلد عسكري أمني فيه أكثر من سبعة عشر فرعاً أمنياً، هؤلاء يستغلون التظاهرات للنيل من الدولة ومؤسساتها، وهم ثلة كبيرة كان الأسد مستغرباً من عددهم.

أما الفئة الثالثة ووصفها بالمتطرفين والإرهابيين وأنهم مسلحون بسيارات دفع رباعية وحوامات وأسلحة متطورة وأجهزة اتصال فائقة الدقة والتطور، إضافة إلى محاولة هذه المجموعات السيطرة التساؤل الذي غاب عن ذهن الأسد وعن ذهن كاتب الخطاب أنه كيف يمكن لهؤلاء "الإرهابيين" من الانتشار على الجغرافية السورية. أين كانت الدولة بمؤسساتها الأمنية والعسكرية طول فترة حكم الأسد الابن؟ ولما سمح لكل هؤلاء الخارجين على القانون والإرهابيين من الدخول والتعشعش في البلاد؟

لم يتقدم الأسد بجديد أبداً، وما طلبه من المهجرين بالعودة إلا كلام خاوٍ، فيه رسالة إلى الخارج يريد أن يعلمه دروساً لا أن يتعلم منها، كما أن كل وعوده بالإصلاح أصبحت جوفاء، تتكرر في خطاباته الفلسفية المهترئة بصيغة التسويف والمستقبلية نافياً نفياً قاطعاً أي نية لديه أو لنظامه بالإصلاح. خطاب متكرر يقرب موعد رحيله يوماً بعد آخر.



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آذار هاوار... نداء الأرض والسماء
- في اليوم العالمي للمرأة.. سوريات في المعتقلات
- الشعب أراد وأسقط النظام
- هل يطيح الخبز بالدكتاتورية العربية؟؟!
- لا تدع الحجل وحيداً.. إلى صلاح برواري
- محرقة السينما
- مائة يوم في بيروت
- طل الملوحي.. قضية حقوقية أم تنافس منظمات؟
- رسالة لا بد منها
- الصيف في بلادنا
- كنائس وجوامع
- محاولات يائسة لتشويه صورة حزب العمال الكردستاني
- الأمة التي ُوهِنت نفسيتها
- في ذكرى مجازر الأرمن.. عندما يكتب الموت رسالة الحياة
- منظمات حقوق الإنسان في سورية.. تمييز أم إهمال في جريمة الرقة ...
- واقتلوا الأكراد حيث وجدتموهم
- آذار ديلان.. أعراس الربيع
- في يومك يا حواء.. أحلام وآلام ورسالة عشق وهيام
- آناهيتا.. رسالة المطر للعشاق
- الكلامُ في سُكرِ السرابِ


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مسعود عكو - خطاب الأسد تسويف متكرر وفلسفة مهترئة