أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبدالحسين طاهر - بطاقة ضيافة في العربة الرابعة














المزيد.....

بطاقة ضيافة في العربة الرابعة


عبدالحسين طاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3401 - 2011 / 6 / 19 - 20:40
المحور: كتابات ساخرة
    


بدأ القطار يهتز ثم راح يعوي ونحن لا زلنا في محطة المعقل وقد... أمضينا قبل ذلك نهارا كاملا في تجهيز أنفسنا للسفرة التي أزمعنا القيام بها إلى بغداد للمشاركة في احتفالات الأول من أيار ولا ندري أي شيطان أوحى لنا بهذه الفكرة وزينها لعقولنا وعلى كل حال فقد اغتنمنا فرصة كنا نراها ثمينة هي عطلة الجمعة والسبت والأول من أيار المناسبة التي نريد الاحتفاء بها عيد العمال العالمي وعلى هذا الأساس اشتغلنا على تجهيز ما تتطلبه تلك السفرة الجماعية وشرعنا بجمع(مصاريفها) ولكن ليس بدون عقبات طبعا فهذا "حسو نيس"حسن الحيدري يريد منا تسليفه ليرد لنا المبلغ مضاعفا عندما يستلم منحة اتحاد الأدباء!!... قال صدقوني يا إخوان بمجرد وصولي للاتحاد سأستلم المنحة وسأرش عليكم الآلاف...بل سأشتري هذه المرة مجموعة من كتب شارع المتنبي وسأعيركم الكثير منها ولأنه حسو نيس أكل في رؤوسنا حلاوة وتدبّر المبلغ وتحول فريقنا المكون من ثلاثة عشر إلى ثلاث خلايا واحدة تعد طعام السفرة والثانية تهيأ لنا السيارة التي تنقلنا إلى المعقل والثالثة تحجز تذاكر القطار
وهتز قطارنا في المحطة وارتطمت( الماكنة) بالعربات وراح الريل يعوي.... وخيل لنا أن أبنية المحطة هي التي تتحرك عندها تفقدنا صاحبنا أبو صادق الذي أصر على الصلاة في مسجد المحطة قلقنا عليه وهبط احد الشباب إلى الرصيف يصرخ ..أبو صادق أبو صادق ...ظهر أبو صادق يلوح لنا بجوربيه وقد حشر قدميه في الحذاء جاعلا منه ما يشبه المداس أو "الكالة"تكرمون عن طاريها.. ....فاجئه القطار على ما يبدو بالحركة وهو لم يتم وضوءه بعد.. كان المسكين يهرول باتجاهنا ممسكا بالجوربين في يمينه ويشد طرف مزويته في شماله وعلى مسافة منه يركض وراءه متولي مسجد المحطة وربما متعهد ( دورة المياه) في المسجد لا ندري يطالبه بدفع مائتين وخمسون دينار أجرة سبغ الوضوء الذي لم يتسنى له أكماله عندما أسرع وتناول مقبض باب القطار أطاح بالجوربين في الهواء وحشر يده في جيبه يريد دفع المبلغ لكننا سحبناه إلى الداخل وأغلقنا الباب وحبسنا يده في جيبه صرخ القطار متهاديا في طريقه إلى بغداد وراح يبتعد عن المحطة عندها يأس متولي قبض اجور وضوء الصلاة!! اللحاق بغريمه ولم يكتف على ما يبدو بالتقاط الجوربين ووضعهما في جيبه بل راح يلوح لنا بيده يرفعها ويخفضها أشارة نعرفها جيدا... كان يشتمنا بالإشارة ويلعن سلفا سلفانا.. تقطعت أنفاسنا من الضحك فتوقفنا نستريح وأخذنا أماكننا في العربة رقم أربعة كنا نتمتع بسقوط حبات المطر التي تولت غسيل زجاجاج القطار المغبر منذ عهد دقيانوس وشكلت لوحات سوريالية جميلة منعشة لكننا سرعان ما صرنا نسمع صرخات استغاثة ... دخل المطر في العربات
ووسط هذا الجو من التنكيت والتعليق اطل علينا ..مضّيف العربة رقم أربعة يطالبنا بإبراز بطاقات الضيافة السياحية وتلمض بعضنا وراح بتفكيره بعيدا..لعلها وجبة عشاء خفيفة ؟أو قطعة كيك وربما علبة من العصير المعتق؟..صاح أحدنا...ـ خليل مطشرـ.....مشوا بوزكم... السمكه "خايـسه" من رأسها.ثم قام ابو سامر يتوكأ على عكازه محتجا لماذا تعاملوننا بهذه الطريقة نحن من الطبقة العاملة؟ وغدا نحتفـل.. بالمناسبة العزيزة..الأول من أيار ثم ألتفت إلينا وهز عكازه مرددا عاش الأول من أيار فرد بعضنا..عاش عاش.. لكن مضيّف العربة الرابعة .. كأنه لم يسمع ــ عمك... أصمخ...أخذ بطاقات الضيافة السياحية!! وسلمنا...بطل ماي ...دافي!! نسألكم الدعاء ورحم الله من غسل حظ...قطار المحطة ...



#عبدالحسين_طاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كبة...موسكو !!


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبدالحسين طاهر - بطاقة ضيافة في العربة الرابعة