أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق الصافي - ما هكذا تدار الامور!














المزيد.....

ما هكذا تدار الامور!


عبد الرزاق الصافي

الحوار المتمدن-العدد: 3398 - 2011 / 6 / 16 - 11:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول المثل العربي " ما هكذا تورد يا سعد الابل!" عندما يـُراد التوجه باللوم او النقد او النصيحة لشخص بمفرده ، قصـّر او اخطأ في القيام بعمل ما او إدارة مهمة من المهمات . وقد تعذر عليًّ استخدام المثل لوجوب التوجه الى اكثر من سعد واحد في واقع العراق اليوم ، قصروا واخطأوا وسلكوا سلوكاً لا يليق بمسؤولين يتصدون لإدارة شؤون البلاد وقيادة العباد .
ففي الوقت الذي تتطلب المصلحة العامة والمسؤولية الوطنية العليا تآزر المسؤولين عن ادارة الدولة والتعاون في ما بينهم لتخطي المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد ، وايجاد نقاط التقاء لحل الخلافات في ما بينهم ، نراهم يقومون بالعكس من ذلك ، إذ يقدمون على كل ما من شأنه تعقيد الامور وزيادة الاوضاع سوءاً.
فمن المعروف ان الكتلتين الكبيرتين في مجلس النواب العراقي: كتلة التحالف الوطني وابرز قيادييها السيد نوري المالكي رئيس الوزراء، والكتلة العراقية ورئيسها الدكتور اياد علاوي اتفقتا قبل ستة اشهر من الآن على تشكيل الحكومة ، غير المكتملة ، بعد ثمانية اشهر من انتهاء الانتخابات في العام الماضي ، على ان يجري استكمال التشكيل بعد ايام قليلة بالاتفاق على من يشغل الوزارات الامنية :الدفاع والداخلية والامن الوطني ، وتشكيل المجلس الوطني للسياسات العليا إثر مبادرة من رئيس اقليم كردستان السيد مسعود البارزاني. غير ان هذا الامر لم يتحقق. وليت الامر توقف عند هذا الحد ولم يتدهور الحال الى ما شهده الشعب العراقي وكل المراقبين لآوضاع العراق يوم الجمعة الماضية . فقد اقدمت حكومة المالكي ، التي يشارك فيها تسعة وزراء من الكتلة العراقية التي يقودها الدكتور علاوي ، على تجنيد اعداد كبيرة من المنتمين الى اجهزة الامن ومن ابناء العشائر للتظاهر في ساحة التحرير في بغداد ، بإسم المطالبة بالاقتصاص من مرتكبي جريمة الاعتداء على حفل زفاف في الدجيل إذ جرى قتل سبعين مواطناً بمن فيهم العروس والعريس واغتصاب العروس والتمثيل بها بشكل بشع بقطع ثدييها ،وقتل عدد من الاطفال ورمي جميع الضحايا في النهر، والمطالبة بإعدام مرتكبي الجريمة الشنعاء في ساحة التحرير او في المكان الذي ارتكبت فيه الجريمة .
ولم يقتصر الامر على هذه المطالب ، بل تعداه الى التنديد بالدكتور اياد علاوي واحراق صوره التي من بينها صورة له مع المتهم الرئيسي بإرتكاب الجريمة . الامر الذي رد عليه الدكتور علاوي في مساء نفس اليوم بخطاب استعمل فيه لغة لم يسبق لها مثيل في التنديد بالمالكي ووجه اليه اتهامات كبيرة رد عليها انصار المالكي بالاعلان عن رفع دعوى ضدعلاوي والقائمة العراقية . وقامت العراقية بدورها بالاعلان عن اعتزامها اقامة دعوى ضد المالكي وحزب الدعوة ، والاعلان عن ان المحادثات بين الطرفين قد وصلت الى طريق مسدود ، والطرفان ما يزالان يتشاركان في حكومة "الشراكة الوطنية "!وكان من عقابيل ذلك النزاع بين اثنين من اقطاب القائمتين الاعضاء في مجلس النواب والاشتباك بالايدي في المجلس يوم الاحد الماضي عند انعقاده بعد انتهاء عطلته ومقاطعة العراقية لمجلس النواب الامر الذي يزيد الامور تعقيداً .
وليس هذا هو كل ما حدث يوم الجمعة الفائت . فقد كان من اهداف الحشد الذي نظمته الحكومة وشارك فيه وزيرها والناطق الرسمي بإسمها علي الدباغ ووزير آخر والناطق الرسمي بإسم عمليات بغداد اللواء قاسم عطا هو ليس فقط التغطية على التجمع الاحتجاجي المعلن عنه سابقاً من قبل النشطاء المطالبين بإصلاح النظام ووضع حد للفساد وتأمين الخدمات والعمل للعاطلين وغيرها من المطالب الشعبية منذ مظاهرة الخامس والعشرين من شباط/فبراير الماضي وقبله . ولم يكتف زعران الحكومة وبلطجيتها بتطويق المتظاهرين بل قاموا بالاعتداء عليهم بالهراوات والالات الجارحة وإخراجهم من الساحة وحديقة الامة خلفها بالقوة امام المئات ممن كانوا في ساحة التحرير .
ان احداث الاسبوع الاخير تدلل كم هي عميقة ازمة النظام القائم على المحاصصة ؟ وكم هي عاجزة هذه النخب عن بناء نظام ديمقراطي حقيقي يلتزم بالدستور الذي شرعته رغم شوائبه ؟ وكم من الجهود الحثيثة التي يتوجب على القوى الديمقراطية الحية في المجتمع العراقي ان تبذلها للخروج من المأزق الذي ادخلت هذه النخب العراق فيه ؟
انها معركة قاسية وشديدة التعقيد . ولكن الشعب العراقي قادر على الخروج من هذا المأزق قصر الزمن اوطال. وكل آت قريب !



#عبد_الرزاق_الصافي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - سالفة الحية!-
- برلمانان معلقان
- عرض كتاب - عرض كتاب في كتابة تاريخ الحزب الشيوعي العراقي
- من‮ »‬جسر المحبة‮« ‬إلى سكك التواصل
- الأزمة العراقية‮ - ‬التركية‮: ‬شيء م ...
- حراك سياسي‮ ‬واسع بلا نتيجة ملموسة
- ‮»‬تقسيم العراق‮«.. ‬بالون سياسيR ...
- ضد الحرب .. ومع إسقاط النظام بأيد عراقية


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق الصافي - ما هكذا تدار الامور!