أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفعت عطفة - أنا أعجز من نملة














المزيد.....

أنا أعجز من نملة


رفعت عطفة

الحوار المتمدن-العدد: 3397 - 2011 / 6 / 15 - 22:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أنا أعجز من أن...
أنا أعجز من نملة الآن وأنا أرى أن لا أحد يملك الشجاعة ليقول : أخطأنا وارتكبنا فتعالوا لتباركوا لنا خروجنا ونشارك في تعبيد طريق جديد.
لكن ما أعجب منه وأستغربه أكثر هو أنّ الإصلاحات ما زالت حبراً على ورق وأنّ المسؤولين عندنا لم يتجرَّؤوا بعد على كسر وهم كبرياء السلطة والسلطة فارغة، والكبير يكبر بالصغير، فيدعون إلى مؤتمر وفاق وطنيّ حقيقيّ، إلى ميثاق شرفٍ يقود البلد إلى برّ الأمان ويبقي عليه بلداً مقاوماً وربّما قائداً أو على الأقل أساسيّاً في الرحابة التي تخرج الشعوب العربية إليها والتي لا أحد سيستطيع سدّ الطريق إليها.
منذ ما قبل الأحداث في سوريّة وأنا أريدُ الكتابة، الكتابة عن تونِس، الكتابة عن مصر، الكتابة عن البحرين، عن اليمن، عن الشعب اليمني العظيم، الذي يُخوّفوننا من قبائليَّته وعشائريّته وسلاحه، فأجد نفسي عاجزاً عن أن أقول كلمة توازي كلمة أيّة فتاة أو أيِّ شاب أو شيخ قالوها في هذه الساحات. أعجز عن التعبير عن عظمة شعب مصر، الذي جوّعه النظام وأهانه ونهبه وسرقه من قومه ليضعه لقمة سائغة في يد أعدائه الداخليين والخارجيين ومع ذلك لم تُسجّل حالة سرقة أو نهب واحدة خلال مرحلة الثورة المباركة، فالشعب كان يتحمّل الجوع في سبيل استعادة الحرّية والكرامة وإغلاق أقبية الساديين إلى غير رجعة. أعجز عن التعبير عن عظمة الشعب البحريني، الذي لم يكن طائفيّاً ولا عنيفاً في حراكه، وكان وطنيّاً بامتياز، وكان نظامه طائفيّاً بامتياز، فجيَّش الناس بهذا الاتجاه دون أن يلقى تجاوباً، فلجأ إلى الحلّ العسكري. أعجز عن التعبير عن حزني وألمي ووجعي وأنا أرى السلاح، الذي خزّنه النظام الليبي على امتداد أربعة عقود، يُدَمَّر ببساطة وسهولة، بل ويُستباحُ أيضاً من قبل الخارج، الخارج العدّو الذي جاء "مُنقِذاً"، ولم يظهر هذا السلاح فعّالاً إلاّ ضدّ شعبه الذي قال أو أراد أن يقول له كفاك أربعين عاماً ونيّفاً تدميراً ببلد جئت لتحرّره. لم يظهر هذا السلاح فعّالاً إلاّ ضدّ المطالبين بالحريّة، بالتعدّدية، بالخروج من الكتاب الأخضر إلى الحرّية الخضراء، من الورق الأخضر إلى البلد الأخضر، من صورة العظمة الفارغة والجوفاء للشخص، الذي نصّب نفسه إلهاً إلى فضاء عظمة الشعور بعظمة الانتماء إلى الكرامة، كرامة المواطن والوطن. أعجب ممن خرج على الملكيّة المطلقة فبنى على أنقاضها دكتاتوريّة مطلقة. أعجبُ وأتساءل هل كانت ليبيا بحاجة إلى كلّ هذا السلاح الجوّي والبحريّ والبرّي؟ ما هي الحروب التي خاضتها واستخدمت فيها هذا السلاح؟ بماذا أفادها نظاماً وشعباً؟ نعم أفادها في تمويل مصانع السلاح الغربية التي تُدمّره الآن. هذا السلاح الذي كان باستطاعة ثمنه أن يحوّل ليبيا إلى جنّة وهي صحراء. وأعجب وأذهل بهذا العدد الهائل من المتخصِّصين والمفكّرين القادرين على أن يُغنوا الأمّة وكانوا يقبعون قبل الحراك في أقبية الصمت أو أقبية المنفى، أو زنازين الأنظمة. أعجز عن التعبير عن عظمة الشعب اليمني، الذي أودع سلاحه وقهره كيلا يكون منتقماً، كيلا يكون انفصاليّاً، كي يستعيد وجوده ويستعدّ ليدخل الحضارة من باب الديمقراطيّة العريض. لكنّني أعجب أكثر من الساحة السوريّة ليس للأسباب نفسها، بل لأسباب مختلفة: أعجب من إعلامٍ رسميّ لا يستطيع أو لا يجرؤ على أن يكون على مستوى الحدث، فهو ما زال ويحزنني أن أقول ذلك لا يجرؤ على أن يخلع الكمّامة التي وضعوها أو وضعها على فمه، فيأتي ببرهان غليون وعارف دليلة ومشيل كيلو، يأتي بالطيّب تيزيني وأحمد برقاوي ويوسف سلامة وعزمي بشارة ليطلّوا علينا من شاشاتنا بدل أن تتلقّفهم شاشات أخرى، يأتي بمن هم على خلاف أكبر مع النظام، ليقولوا كلمتهم بما يحدث وبما يمكن أن يحدث، بما علينا أن نفعل أمام أزمة يمكن أن تقود البلد إلى الهلاك، إلى ما يتمناه كلّ عدوٍّ. يأتي بهم فيُحاورهم فتظهر نبرة صدق عنده وتظهر نبرة تفريغ احتقان، طال، نبرة ارتقاء على الجراح، نبرة الحرّية عندهم وعنده. أعجز عن أن أعبّر عن كيف أنّ إعلامنا لم يختلف قيد أنملة عن الماضي، وأعجب أكثر كيف أنّ المسؤولين السوريين كانوا يشعرون ويثقون بأنّهم بمنأى عمّا جرى ويجري في البلدان العربية وبلدهم الآن، مستندِين إلى موقفهم من المقاومة ومن العدوّ، وكأنّ الإنسان يعيش بفكر المقاومة وحده وكأنّ المقاومة لا تكون إلاّ أحادية الطرف، وكأنّها لا تكون أعظم حين يندمج ويتماهى فيها الجميع. أعجب من المسؤولين الذين يرون ما يجري في الشارع ويعرفون أنّنا في كلّ يوم نزداد بعداً عن الحلّ ، ومع ذلك لا يُطلّون على الناس، يبدو أنّهم لا يرون أو لا يسمعون أو لا يقدرون. وأعجب من بعض من يدلون بتصريحات فيها الكثير من التجييش فأحزن، وأعتبر الحالة طبيعية، فهم موجودون في كلّ مجتمع، لكنّني أعجب أكثر من أستاذ في الحقوق الدولية يطرح قضية إمّا قاتل أو مقتول وأتساءل من أيّة جامعة ومن أيّة ثقافة حصل على هذه الدكتوراه، كيف يمكن لرجلِ قانون ودوليّ أن يقول مثل هذا الكلام؟ لكنّني وأنا أعجب من كلّ ما قلت وما لم أقل معجبٌ بكلّ أولئك الذين يقولون كلمتهم بجرأة وصدق وتحليل وعمق لا يعجب بعض المسؤولين.



#رفعت_عطفة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- سلطنة عُمان تعتمد هذه الاستراتيجية لجذب السياح في المستقبل
- أعمق ضربات في باكستان منذ أكثر من 50 عامًا.. مراسل CNN يفصّل ...
- الهند وباكستان.. من يتفوق بالقوة التقليدية والنووية؟
- بالأرقام.. ما هي قدرة باكستان أمام الهند مع التهديد بالرد؟
- باكستان تتهم الهند بشن هجوم على محطة الطاقة الكهرومائية
- السجن يعزز شعبية إمام أوغلو: عمدة اسطنبول يتفوق على أردوغان ...
- باكستان تُعلن ارتفاع حصيلة الضربة الهندية إلى 26 قتيلاً وتتو ...
- رسالة من البابا فرنسيس في مقابلة لم تنشر في حياته
- تحطم 3 طائرات حربية هندية داخل البلاد والأسباب مجهولة
- الشرطة الهندية: قصف باكستاني يتسبب بمقتل 10 أشخاص على خط الت ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفعت عطفة - أنا أعجز من نملة