أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - البشير النحلي - - التصريحات الكاذبة -. (فصل آخر من رواية بوحبل)















المزيد.....

- التصريحات الكاذبة -. (فصل آخر من رواية بوحبل)


البشير النحلي

الحوار المتمدن-العدد: 3396 - 2011 / 6 / 14 - 00:08
المحور: الادب والفن
    


كـتـاب:
" التصريحات الكاذبة ".


المقدمة.
الفصل الأول:
أولا: عصرها.

ولدت رحمة سنة 1954. وجنت سنة 1984..
Ÿ Ÿ Ÿ
تشهد الاختيارات الاقتصادية لهذه المرحلة من تاريخ المغرب بحكمة وحنكة المسئولين. فقد أخذ المغرب يصدر القطن والعنب وبعض الخضروات والحمضيات. وتطورت صناعته التحويلية في مجال التغذية خاصة وحسن من دور سياحته في تسوية وضع ميزان الأداءات.. وتدل أرقام تجارته الخارجية طيلة هذه السنوات، على الرغم من أن اغلبها سنوات عجاف، أن الوضع الاقتصادي العام بخير..
طبيعي، إذن، أن تنعكس هذه الإنجازات على المستوى الاجتماعي: فلم يسكن أحد ضريحا ولا اعتمدت أسرة في عيشها على بغاء بناتها ولا اقتسمت أسرتان غرفة واحدة بمجرد إزار من القماش ولا هجر زوج زوجته وأطفاله بسبب العجز المزمن عن إعالتهم ولا توبع أحد أمام محكمة لعدم قدرته على أداء واجبات الكراء ولا عرف الناس غير الأمن في مراكز الأمن ولا ابتزهم شيوخ ومقدمون ولا انتفض إلا المجانين ولا انتقد الفوارق الطبقية إلا الحساد ولا اختطف واعتقل غير العملاء لأطراف خارجية..*
ويشهد التاريخ أن المسؤولين قاموا بكل ذلك دون تفهم كبير من شعب كانت مساهمته - دائما- أقل من الواجب والمطلوب.. فوق أنه كان لا يأخذ نفسه بالقناعة ولا يسلم بالحكمة من تقسيم الأرزاق على تفاوت.. وهو في كل ذلك غبي غير مُميِّز وغوي غير متحرِّز تفسده الرأفة وينزِّقه الإرخاء ويصلحه الضبط والضغط.

ثانيا: نشـأتـهـا.
نشأت بقلة يتيمة في بيداء مرملة ليس لها من فحيح القيظ منعة عاصمة ولا عصرة واقية. ولتخفف من حرقتها استطالت ليكون ظلها بيتا لأخويها. لم تنض عنها إهابها القديم حتى بعد أن تزوجت وانتمت لبيت يحصِّل قطينه قدرا لا بأس به من القمح والذرة والشعير فكانت لا تبخل عليهما بشيء متى استطاعت إلى ذلك سبيلا ..
ما سيؤول إليه أمرها، فيما بعد، هو الصورة التي ستشم ذاكرة أبناء الدوار: امرأة عصلاء، شعثاء، سدفاء، مأروضة. أصابعها النحيلة لا تترك الحركة حول رقبتها كأنما لتنتشط عقدة وهق وهمي يقودها إلى حيث لا تدري. تمشي وفي سيرها يَـتَم. تتمسك بكل من تلقاه لتحدثه بما يفهم وبما لا يفهم كما لو كانت من خلال ذلك تتشبث بما في الحياة من الحياة.. ثم اتّلعتها والعة.

الفصل الثاني:
وصف التصريحات الكاذبة.
أولا: مضمون التصريحات.
تقدم التصريحات نموذجا لرؤى ذوات منكسرة، عاجزة، مسكونة بالهشاشة ومخترقة بالسوداوية والاختلال. فرقتها صاحبتها ونثرتها في الطرق والدواوير وما وضعت لها مقدمة ولا خاتمة.
ويظهر للمتأمل أنها تنتقد سلوك أهل الدوار الذين عاشت بينهم ! وتبدي تبرمها من الزمن بل وتجترئ، في غير موضع، وترجع مسؤولية مآسيها للمخزن! ! ! وهو ما لا يمكن أن يفسر إلا بجنونها المعتق الأصيل.
ثانيا: أسلوب التصريحات.
ينبغي الاعتراف أن قيمة "التصريحات" تكمن في الفجوة: مسافة التوتر التي تخلقها مقاطعها على مستويات متعددة. لكن دعامتها الأساسية هي، بكل تأكيد، جودة الفضح وروعة الهذيان.

الفصل الثالث:
وصف المرويات المعتمدة.
أولا: المرويات المعتمدة:
المرويات المعتمدة محفوظة بذاكرة أهل الدوار الجماعية. ويمكن لكل من أراد الإستماع إليها أن يتصل بي لأدله على بعضهم ممن لم يصل بهم، بعد، فعل الرطوبة وتخريب الزمن حد الفداحة والإتلاف التام.
ثانيا: المنهج المعتمد في التحقيق:
أهملت ما محي وأسقطت ما لا تتطابق فيه المرويات وشكلت بعض المقاطع ووضعت الهوامش. وقد كلفني ذلك جهدا متواصلا يعرفه ويقدره أهل العلم الذين سخرهم الله لخدمة تراث المجانين ونشره في قالبه الصحيح.
ويسعدني في خاتمة هذا التقديم أن أشكرك يا شريكي في هذا السفر القصير على رحابة صدرك و/أو ضيقه الذي حملك على تتبع خطوات هذا القلم.


التصريحات الكاذبة.


1
مَا أَنا إنْ لم اكن غيمة رضَّتها نتوءات
الزمان وأسلمت هشاشتها لعماء البياض .
2
لا. لست غيمةً. أنا فقط مثقلة بالدموع
وبالحنين.
3
أخاف من احترفوا ملاحقتي واقتفاء أثري:
فهم متى وجدوني عَتَلُونِي إلي البيت وغلّقوا
دوني الباب1 .
4
لا. لست مجنونة. وإذا كنت أترك، كلما قدرت،
البيت خفية واضرب في الأرض فلأبحث عني.
5
ليس لي من حليف عدا الخيبات.
6
شفاؤك في النسيان!
شقائي من مواعظكم2. كيف أهجر الماضي
ولست أسكنه بل هو يسكنني.

7
كِدتن له ليخل لكن وجه أخيه !3
من ذا يصدق؟. لا، لست بحاجة لتقولي أي شيء. فأنا أعرف بك وبـ "رقية " أمك يا ابنتـي.

8
خرجت من عندهم4 وجئتنا محنية الرأس باكـيـة
تُخربقين في مشيتك. سألناك فأبلست.عرفنــا أن
كلفة البدر المنطفئ ليست قديمة لكنــا قلنا إنهـــا
فيه من أثر اللطم.لم ندر-نحن من كنا بانتظارك
إذ كنت آخر من فر منا من جحيمهـــم- ما بـــك
ومــا كنا لنتصــوره فيمــا انطويت أنــت علـى
جرحك وخبيِّ أمرك ودثَّرته بالصمت.
9
قد عدونا بك إلى حتفك يا ابنتي..
لم يكن ينقصنا إلا أن نشهر بهجتنا عبر الخرقة
البيضاء المبقَّعة بأحمر جرحك. اقتحمنا عليكما
الغرفة فأذهلنا مــرآك: كنت الزهـــرة داستـهــا
حوافر دابة شرسة فأسكتت فيها الحياة. سألنـاه
ما الخطب فغمغــم من غير أن يتحلحل: قمــت
بما كان يجب أن أقوم به5!.
10
قالوا له: أنت من قتله6. حملته على الانتحار
بدافع الطمـــع الذي أشعلك وأعماك. زينــــت
لك زوجتك وبناتها أن تتخلص منه حتى تستأثر
وحدك بما تملكان!
11
اعتذر بالعدم وباضطراره لعصب البطـن أكثـر
أيامه فذكروه7 بأمتــار الأرض وأُرَفِهَــا وبعمر
الحمار وعدد النعاج ثم أخذوه وَغَلُّوهُ وأوسعوه
لكما وركلا وشتما..
بيـــع كل شيء وخطـر لــه أن يهرب البردعـة
ويلقيها بعيدا عن أعينهم ويفك ارتباطه بالمكان
ويضيع..
12
وما ضره إذا وضع بردعة حماره على ظهره
أو قفاه ؟ ألم تستخدموه مقابل أن تعيروه دوابكم
كلما لجأ إليكم يطلبها8 ؟
13
لا أدري لـم كتب علي أن أكون حيــزا لتجميـع
هذا القــدر من الخســارات وتبقى الحيـاة، مــع
كل ذلك، متعلقة بي.

14
متى ستخاط خرقة جسدي إلى جـسـد الأرض؟
أفكر في أن أحسن إلى نفســي بالتـي هي أنجع
فأخاف أن يفرد قبري...
15
بالتأكيد لو مت مرة لما مت كل مرة من جديد.
16
لا أدري كيف لجلدي المنسوج من خيط الوجع
أن يمسك دمعة روحي.
17
سأموت وتبقى حسرتي بعدي ..



#البشير_النحلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زَهْرُ النّار
- بَيْنَهُن.
- عَماءْ
- حُزْنُ المِصْفاة.
- لا أقولُ ولا أعيدْ
- متى ما يشأ يوما يقدك لسجنه ..
- قلة أدب
- استبدالْ.
- مُعلّقات.
- ليس في الحبر حنوٌّ أو هواءْ.
- ارحلوا
- مُراهَنَة.
- بأيِّ دَليل؟
- لا عاصِمَة..
- أَشْواطٌ إِضافِيّة.
- بَحْرُ الظُّلُمات
- أولى خُطاك....
- مَذاق حُلمٍ نازِف.
- وَرَقة مُتساقِطة مِنْ خِطاب الدِّيكتاتور
- آهٍ لوْ أَنْقاد..


المزيد.....




- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - البشير النحلي - - التصريحات الكاذبة -. (فصل آخر من رواية بوحبل)