أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - المسار التاريخي العربي














المزيد.....

المسار التاريخي العربي


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 3395 - 2011 / 6 / 13 - 21:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد الأحداث الكبرى والصغرى، التي اجتاحت العالم على الأقل منذ تفكك الاتحاد السوفييتي والمجموعة التي التفَّت حوله، نشأت حالات متعددة تشد إلى العودة إليها. وإذا كان سقوط الاتحاد السوفييتي قد قدم أنموذجاً حياً لاذعاً لـ"المفاجآت" التاريخية الكبرى، فإن انتفاضات الشباب العربي قد تكون - بالنسبة إلى التاريخ العربي وتاريخ بلدان عالمثالثية إضافة إلى التاريخ الغربي عموماً واجمالاً- أكثر إثارة إلى التساؤل المعرفي والسياسي والاستراتيجي. فهذا التاريخ الأخير (الغربي) انتظم في مسار مُنتظم تُمثل "المفاجآت" فيه أحوالاً لا تبدو "كأنها" ناشزة شبه خارجة عن السِّرب. وقد يكون أحد العوامل الكامنة وراء ذلك انتظامه (أي ذلك التاريخ) فيما يعتبر "خصوصيتها التاريخية"، النسبية على كل حال. فالنظام الرأسمالي هو - في هذه الحال- الحقل التاريخي الناظم والذي تجري فيه الأحداث، وبالطبع، فإن هذا القول يصح مع نشأة ذلك النظام خصوصاً في القرن التاسع عشر، ومع اتساع عوالمه وكذلك هيمنته، حتى الآن، في الولايات المتحدة وبلدان أوروبا، وربما في مناطق أخرى.

لكن الأمر يختلف بالنسبة إلى ما كنّا سابقاً ندعوه "عالم التشكيلات الاقتصادية الاجتماعية المتعددة"، والعالم العربي ينضوي فيه. فها هنا، يكاد الأمر - حتى مرحلتنا الراهنة- ألا يكون قد حُسم نهائياً لصالح تشكيلة اقتصادية اجتماعية واحدة حاسمة، بالرغم من مجيء العولمة، التي تسعى لتحويل العالم إلى "قرية كونية واحدة" على طريقتها السوقية، ضمن هذه البنية المركبة، يختلط الحابل بالنابل، ويصبح التطور حالة معقدة، وتضم عدداً من المخاطر والمشكلات. وثمة نقطة حساسة هنا، هي أن عملية تطويرية أو إصلاحية في حقل ما من الحقول العربية، يمكن أن تثير من الأسئلة ومن المعضلات ما قد يعقد تلك العملية، بسبب من غياب الإتِّساق والتوافق بين الحقول المجتمعية القائمة في بلد عربي أو آخر. ضِفْ إلى ذلك غياب التخطيط والتنسيق الحقيقيين في المجتمعات العربية، حتى الآن.

وقد نستطيع أن نسوق عوامل أخرى كثيرة تكمن وراء واقع الحال العربي الراهن، وهذا ينطبق على جيل الشباب المتحدرين من كل الفئات والطبقات المكوِّنة لجموع الشباب في البلد الواحد، بحيث يمكننا القول بأنه حتى لو تحدثنا عن حدّ ضروري من التجانس الجيلي بين الشباب، فإن امتداداتهم وتحدّراتهم من كل المرجعيات المجتمعية العربية القائمة، بعُجرها وبجرها، يمكن أن تُعيق ولادة ذلك التجانس. ومع هذا وعبر اختزان المآسي والانكسارات والأحلام الخائبة من جهة، وعبر الإذلال في قضايا الحرية والخبز والكرامة من جهة أخرى، كان شبابنا يلتقطون من عناصر التمرد والكفاح والتحدي التاريخي ما راح يتحول إلى موقف تاريخي شبابي يكاد يكون فريداً: لقد قرروا مع إخوتهم شباب تونس ومصر وليبيا وسوريا وبقية البلدان العربية، أن ينهضوا! لقد قرروا أن يكسروا آلية قانون الاستبداد الرباعي، مع فتْح ملف الثورة الفلسطينية، فانتفضوا في فصْل من أجمل فصول الحرية. لقد أخذوا من سبارتاكوس وممن سيأتي على الطريق التاريخي (والعربي من ضمنه بل -في هذه الحال- في مقدمته)، ما راح يجعلهم فاتحي تاريخ عربي جديد.

من هنا، كانت الإشارة التي أتينا عليها في المقدمة، ذات أهمية خاصة، حين أعلنا أن ما يقوم به شباب العروبة (بكل معانيها التاريخية الناهضة)، إنما هو حال من النهوض من الاستبداد الرباعي باستئثاراته الأربعة، بالسلطة وبالثروة وبالإعلام وبالمرجعية. وحين يُحيل باحثون وصحفيون ذلك العمل الشبابي العربي البطولي إلى "مُنْدسين وسلفيين ومتآمرين من الداخل والخارج"، فهم -بهذا- يُنكرون مسيرة التاريخ وضرورة إعادة البناء كلما دعت الحاجة في بلدان عربية، تكاد تكون قد أُخرِجت من التاريخ البشري.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإصلاح والسلاح
- الاستبداد والوعي التاريخي
- كلمات في عمل جدير بالقراءة


المزيد.....




- قرقاش: دعوة وزير إسرائيلي دول الخليج لتمويل العمليات في إيرا ...
- -لا يوجد من هو أقذر من ترامب-.. إيرانيون في طهران يردون على ...
- خريطة تكشف المواقع التي تعرضت للضربات الإسرائيلية والأمريكية ...
- قبل وبعد.. صور تُظهر ما أحدثته ضربات أمريكا بمواقع إيران الن ...
- كيف تسير الرحلات الجوية في المنطقة وسط استمرار المواجهة الإس ...
- طهران تتعهد بالرد على الهجمات الأمريكية وتهدد بإغلاق مضيق هر ...
- نتنياهو يتوعد باستمرار الحرب على إيران وعدم إنهائها قبل الأو ...
- دبلوماسية على الحافة.. العرب بين التصعيد الأميركي ورد إيران ...
- هل طوت أميركا صفحة نووي إيران بعد الضربات الأخيرة؟
- إعلان فوردو خارج الخدمة.. هل تمثل نقطة تحول في الصراع النووي ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طيب تيزيني - المسار التاريخي العربي