جريمة عروس التاجي حقيقة ام مسرحية (2)

عبدالستار العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3393 - 2011 / 6 / 11 - 13:00
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

جريمة عروس التاجي حقيقة ام مسرحية (2)

عبد الستار العبيدي

في مقالنا السابق تحت ذات العنوان عرضنا شكوكنا بما يسمى جريمة عروس التاجي، وأبدينا ملاحظاتنا حول تلك الشكوك، ولكن اليوم تأكدنا أنها وكما توقعنا مسرحية من تأليف وإخراج وعاض السلاطين في حكومة المالكي، لأن ماجرى في تظاهرات الجمعة في ساحة التحرير يؤكد توظيف هذه المسرحية في حرف اهداف مطالب المتظاهرين المطالبين بإسقاط الحكومة، وكذلك ماعرض في قناة الحرة والمذكورة ملاحظاتنا عليه ادناه.
من شاهد برنامج (تحقيق) في قناة الحرة عراق الذي عرض يوم أمس، وجاء بمجموعة من أهالي ضحايا (عرس التاجي) المفترض! الحقيقة أن الأهالي المكلومون كانوا حقيقيين، ولكن ضحاياهم لم يكونوا ضمن جريمة التاجي التي لم تحدث!
فكل الذين تحدثوا أكدوا أن أبناءهم وآباءهم اختفوا في 2006، وهو صحيح ولكن لم يشر أحد منهم الى أنهم فقدوا خلال زفة (عرس) ولم يشر أحدهم الى أنهم كانوا قادمين من الدجيل، إضافةً الى أن تواريخ إختفاءهم كانت في أشهر مختلفة من العام 2006!!
ولنتابع تصريحات بعضهم لنتأكد مما نقول:
1- واحد اختفى اخوه (كريم عبيد) في 2006 وكان سائق سيارة كيا، يقول اتصل الخاطفون من هاتف اخيه ولكن لم يطلبوا منه شيئا، ولم يقولوا شيئا. ثم القناة تعرض لقطة من فيديو يظهر فيه أخوه جالسا أمام الكاميرا وخلفه اثنان يحملان كلاشينكوفات، يبدو مثل الفيديوات التي تعرض المخطوفين، يقول الشقيق أن مع اخيه المخطوف كان هناك 4 اشخاص ايضا. القناة تعرض لقطات مشابهة بالضبط لأشخاص آخرين. يقول ان الأمريكان لما داهموا الطارمية وجدوا الفيلم وبعدها عرف الشقيق كيف تعذب الضحية وكيف رموه بالشط، وهذا مايخالف تصريحات وإعترافات المتهمين الذين عرضتهم شاشات قناتي العراقية وآفاق.

2- زوجة مخطوف آخر وهي (أم كرار) وهي ام لسبعة ابناء، تظهر وهي تحمل هويات اولادها امام الشاشة، وتقول تركهم وعمر اصغرهم 20 يوما واكبرهم 10 سنوات، يحاول مقدم البرنامج الايحاء للمشاهدين بأن هؤلاء هم الاطفال الذين قتلوا في (عرس التاجي) ويسألها عن الأطفال بلغة الماضي "كم كانت اعمارهم؟" فتعيد ذكر اعمارهم وتقول (حين تركهم...)، ما يؤكد انهم مازالوا أحياء ولم يقتلوا في عرس التاجي .
والتركيز على قولها ان الخاطفين اتصلوا بها ولم يطلبوا مالا وانما قالوا (اسمه حيدر وهذا كافي حتى ينعدم)، ثم أشارت الى أنه صائم في رمضان.

3- رجل كهل اسمه ابو محمد: ابني فقد قبل 5 سنوات ولم اعثر عليه، ظروف الاختفاء كان يشتغل على سيارة توزيع بيبسي واختفى قرب الفلاحات والتاجي، ولم يذكر اي صله بحادثة عروس التاجي!!

4- الحاجة ام سعد: جاية اسأل على ابني كان سائق سيارة وطلع على علوة التاجي واختفى، ولم تذكر أيضاً اي صلة له بعروس التاجي!!

5- إمرأة من التاجي: طبوا علينا واخذوهم اولادي الاربعة وابوهم، حبسونا احنا النسوان والاطفال في غرفة واخذوهم وراحوا، كان ذلك يوم السبت 7 تموز 2006، وهنا يتناقض هذا مع قول المرأة في التسلسل 2 التي قالت ان زوجها كان صائما في رمضان (رمضان كان في شهر تشرين اول).
6- ويقول فاضل البلداوي ان شقيقه كان يستقل سيارة اجرة مع ركاب واختفى، ثم يروي سيناريو (عرس التاجي) نفسه، عندما يقول صادفت السيارة عبوة ناسفة وحولت الطريق وتوقفوا عند نقطة تفتيش وهمية وكانت في انتظارهم سيارة (ذكر لونها ونوعها) وكأنه (هل كان معهم )؟؟، ثم يضيف ان الخاطفين اتصلوا به على هاتف اخيه وطلبوا منه فدية 40 الف دولار. وابلغوه ان يذهب الى مكان معين ويضع الفلوس ونفذ ما طلبوه ولم يعد اخوه.
من شهادات هؤلاء الشهود وتضارب اقوالهم وعدم ذكرهم لجريمة عروس التاجي، التي أصر مقدم البرنامج على الإيحاء للمشاهد وكأنما هؤلاء ضحايا جريمة عروس التاجي، كذلك تضارب اقوال عوائل المفقودين مع تصريحات قاسم عطا وإعترافات المتهمين، واهم هذه الإعترافات ماجاء في اعتراف حكمت الجبوري حين سأله مقدم البرنامج عن علاقته بفراس الجبوري في ذلك الحين (2006) قال: "لم اكن اعرفه ولم التق به لأنه كان يداوم في منظمة حقوق الانسان." مع أن فراس في اعترافاته يقول أن انتماءه للمنظمة كان في عام 2009.!! نتأكد انه ليس هناك جريمة باسم (عروس التاجي) وإنما هي مسرحية أستثمرت فيها ماساة عراقيين فقدوا ابنائهم وذويهم في حالات متفرقة لإشغال الناس عن مطالبهم مع إنتهاء مهلة المائة يوم التي وعد بها المالكي، وللمسرحية مآرب أخرى ذكرناها في مقالنا السابق.
ملاحظة:
ورد في أحد تعليقات القراء على مقالنا السابق أنه لو كان فراس الجبوري من جماعة المالكي فهل سيكون موقف الكاتب نفس الموقف تجاه الجريمة، أقول نحن عندما كتبنا مقالنا لم يكن في بالنا الدفاع عن اياد علاوي والعراقية، فراينا أن علاوي والعراقية لايختلفان عن دولة القانون والمالكي، كلاهما يسيران في خط الإحتلال ويخدمان أهدافه ولافرق بينهما، وخير دليل على ذلك عملية تهريب مجرمي القاعدة الى إيران بمساعدة مسؤول أمن مكتب المالكي ابو علي البصري!!!

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل