أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خلدون جاويد - ثقافة الثريد ...














المزيد.....

ثقافة الثريد ...


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 3386 - 2011 / 6 / 4 - 23:42
المحور: كتابات ساخرة
    


ثقافة الثريد ....

خلدون جاويد

" ملاحظة غاية بالأهمية : المقالة القادمة ستكون بعنوان الثقافة والتشريب . ترقبوها لاتفوتكم الفرصة ! "

الأثـْرَدة أنواع ...

أولا ً :ـ ثريد ذوعلاقة وطيدة بالثقافة لكن متحيّزة ، على سبيل المثال .. هناك الثريديّون الذين يعدّون الطبخة لكل مناسبة ووفق فكرة سياسية مبيتة نطلق عليها نحن أنصاف المثقفين وحثالة الانتلجنسيا ، كلمة الأيديولوجيا . والمؤدلِجون العضويون والعياذ بالله يشبهون الى حد ما " السقـّـا " الذي يحمل الماء من البئر" الخاص" بالفئة والطائفة والحزب والدين هلمجرا والى قطاع معين من جمهور . فمرة يأتينا السقا بأفكار شمولية ومرة قومية واخرى اقليمية وتارة دينية وهلمجرا . والمكارهة هي شعارنا وليس المثاقفة ولا الأخذ من بعضنا البعض . إن الثريد الثقافي تحاصصي ! . والوعي الإشكالي لاوجود له .
أن نتأشكل " يعني ان نمارس الإشكالية في البحث " يعني مثلا أن تشتمل البحوث الأكاديمية على كل أنواع الرأي بما فيها آراء المغايرين والمتضادين . جمع المتضادات في تقرير واحد تعبير عن بحث إشكالي دسم . لكن مَنْ يتقبل مَنْ في زمن لا إشكالي ؟ . كلها تريد أن نسير في خط الثورة . كلها لها خطوط حمراء وبالضبط كما يوصي أحد الصحفيين مرؤوسيه قائلا إكتبوا كل شيء ، فقط لاتمسّوا " العائلة " الفلانية و" الفئة " العلاّنية .
ثانيا ً :أما ثقافة ماقبل الثريد فهي حالة من القحط والتصحر اذ لا من يثرد لها بسبب من اُميّة قطاعاتها ولأنها مهملة ومكبلة بالوهم والخرافات وتعيش وتموت وهي لم تسمع حتى بالمنفلوطي . أما تخصيصات محو اميتها فهي شحيحة عموما ومسروقة في الأعم الغالب . أما في زمن الفساد الحكومي فالناس محرومة من العمل الخدمي والوظيفي ومن الزادين ، زاد الرغيف وزاد العلم .
ثالثا ً: أما ثقافة الثرد بجانب الماعون فهي ثقافة خارجة عن المستوى التاريخي للوعي الشعبي في مرحلة معينة . كأن أقول لبيكاسو ما هذه الشخبطة التي رسمتها في لوحة الجيرنيكا أو أستغرب من تصريح له أفضى به الى فرانسواز جيلو عندما قال اريد ان ارسم شجرة لاتُحاكى . شجرة ليست من المحيط الطبيعي . شجرة من خيالي لاصلة لها بالواقع . بمعنى : يحق للفن أن لايقلد الواقع !.
هذا هو الثرد الشاذ بجنب ماعوننا ! ولكنه يكون بالصميم والصواب بالنسبة الى حضارة ووعي " الأحمر والأسوَد" الذي يتوخى منه ستندال أن يكسر فيه نظام التوقعات وأيضا ان يرقى بلغة لايفهمها الاّ القليل .
لاشجرة بيكاسو تنفعنا ولا لغة الأحمر والأسود الآن . إنها ثرد بجنب الماعون المحلي وبالنسبة لنا بالذات . والعالم ـ كما هو معروف ـ وفق افلاطون تقليد للعوالم السامية والفن يأتي ليقلد التقليد أي أن يرسم شجرة الشجرة وتفاحة التفاحة وزنقة الزنقة . والامور لحد الآن مقبولة في ثريدنا وطاولة زادنا الثقافي . لابأس بالمنفلوطي ، الكواكبي ، سلامة موسى ، حافظ وشوقي ، وصلاح عبد الصبور وهلم جرا . لكن كيف بنا اذا ترجمت الوضع الى صور سريالية في الشعر أي اذا ثردت ثريدا جديدا ؟ يقينا انك ستخسر ولا أحد سيتناول زادك الثقافي فشجرة بيكاسو الجديدة في لوحتك غريبة ومستهجنة واللغة الستندالية هي نوع من السنسكريتية بينما شعوبنا في الواقع لاتزال تتهجى الأبجدية وترسب بها في كل امتحان وتراوح في إعادات وإستهلاك واجترار لكلمات متحجرة يراد لها الشروح والشروح فكيف بنا اذا ً بالغرائبيات التي تفوق مستوى الرموز والقصص الميثولوجية . وبالرياضيات نحن لانزال في مرحلة حفظ جدول الضرب بينما الاستاذ الأرعن يريد أن يعلمنا الليْزرَة .
اذا ً لا لهكذا ثردنة ! . دعنا على ماتعودناه من مآكل . لانريد التقدم . الثوب ألأسود جميل لا للألوان جميعا . حزبنا خالد الى الأبد .. أفكارنا كونية الجبروت لاداع لتطويرها لأن التطوير تغيير، والتغيير تدمير ! فلمن نحفر قبرنا بيدنا . لمن نطلع على وعي عال ٍ ومدارس فكرية جديدة ؟. لقد بصقوا كما قيل في وجه الشاعر العظيم السياب لأنه أتى بالجديد ورموه بالعمالة . أما الأفكار وسجالياتها والتحدث بالمسلمات الدينية فهو ممنوع ولايجرأ أي أديب عربي مسكين على أن يتمنطق لأنه سيتزندق ! . الثبات هو المطلوب أما التململ حتى التململ النسبي فهو خطر على مجتمعاتنا الملتزمة .
وختاما ثريدنا الثقافي هو وجبة معتادة . والفيتامينات الجديدة التي لم تعتدها بطوننا تعتبر سما قاتلا لامحالة .
ومن العلم ماقتل . العلم شقاء ! أوما سمعتم بالشاعر القائل
ذو العلم يشقى بالنعيم بعلمه
واخو الجهالة في الشقاوة ينعم
دعونا اذا في نعيم جاهليتنا وشكرا .
رابعا ً: يوجد ثريد ثقافي خارج التاريخ تافه للغاية :1 مثقفون طبّالون للسلطة هم أحذيتها يعملون حسب الطلب .2 متعاقدون ثقافيون يعملون بأخذ الفواتير عن نشاط ثقافي .3 ثقافة سرقة البحوث والقصائد والأفكار وحتى الترجمات والتي يتورط بها كبار الشخصيات ، وتزوير الشهادات . وعداها ... وكل هذه الامور هي درن في أقبية الصرف الصحي يقوم به المستنقعيون الذين لامصير لهم .

*******
توقٌ أخير :
توصية للشباب الثقافي المتمرد :لاترسم وردة مثل التي علمونا أن نرسمها في حجرات الدرس ولا حتى التي تراها في الحديقة ارسمها مثل ماتحلم به انت ومايشاء خيالك أي مثلما قال بيكاسو وزد عليه بفنطزة ونكَرزة ! لاتكتب مثلما يكتبون تمرد ... اهجر !!!! غيّر مكان الطاولة بل غير الطاولة أو حتى فكرتها . وتذكر أن الشاعر الروسي يسينين قد قال : أنا لست أنا في اللحظة القادمة . اللحظة القادمة تناقض التي قبلها فاكتب جديدا دائما حتى لو اغتالوك دعاة الأمس .
لاتدع حزبا ولاطقوسا تملي مسطرتها عليك قس الامور بمقياس حريتك . لاتكتب بوصفة ولا حسب طلب جاهز . اخرج عن الخط . كفانا سيرا في مسار الأبقار والعبيد . على الأديب أن يحترم نفسه أن يكون هو مرجعية ذاته !!! طز بالرفيق المسؤول !
ختاما : ضع بخلسة وحذر هذه التوصية او المنشور في جيب من تحب أن تستفزه ! وخاصة أهل الأدمغة المتحجرة .



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة - روسو - أعظم من مكتبة - ستندال - ...
- لايسألونك عن حال ٍ ...
- ظائية الحريري أم ضائّيتُه ُ ؟
- - لقد هر ِمْنا ! -...
- خوطوا ولوطوا ... - السيمفونية السادسة - !
- طوبى للبنان السلام ...
- سحقا لقد مدحَ الرئيسَ وبجّلا ...
- قراءة في رواية شارع إبليس ...
- ميدان سنداغما العظيم ...
- الحاضر وجهتنا وليس الماضي ...
- جبل البحرين ياهادي الخواجة ْ ...
- قصيدة أنا والضباع ...
- كم من وصولي ٍ بإسمك ياعلي ...
- رسالة الى الاستاذ كاظم جهاد حول أدونيس
- قصيدة الحثالة ...
- التبغدد ..حركة إجتماعية جديدة !...
- إلحاديّات ...
- إنهضي ياسور ِيا، شقّي الفضاء ْ ...
- شوفوني شوفوني لسميرة المانع ...
- بصدد سعدي يوسف الانجليزي ! ...


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خلدون جاويد - ثقافة الثريد ...