أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سمير نوري - واقع الأنتخابات العراقية المقبلة، و النظرة الطوباوية!!














المزيد.....

واقع الأنتخابات العراقية المقبلة، و النظرة الطوباوية!!


سمير نوري
كاتب

(Samir Noory)


الحوار المتمدن-العدد: 1008 - 2004 / 11 / 5 - 11:21
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ان السيناريو ألاسود الذي جلبته حرب الولايات المتحدة الأمريكية وفرضته على الشعب العراقي، يتأزم اكثر وأكثر بمرور الزمن ويقطع أوصال الشعب العراقي أرباً. ان قطع الرؤوس وأغتصاب واختطاف النساء والاطفال، وقصف المدن والقتل الجماعي والمذابح وتهديدات اشعال نيران الحروب القومية والدينة والطائفية، والأنفجارات واطلاق الصواريخ على المدن، اصبحت حالة روتينية في المدن الرئيسية للعراق وليس فقط القصبات والمدن الصغيرة. تشغل اخبار مآسي الشعب العراقي حالياً الأعمدة الرئيسية لكل المراكزالأعلامية العالمية والمحلية، ولا يمر يوماً دون ان تعرض الصور والافلام المروعة والبشعة لجرائم القوى المتصارعة السوداء على الساحة السياسية في العراق ودون ان يلقي ذلك بالحزن والانقباض في قلوب الملايين من البشر الشرفاء.

ان استئصال الدولة عن طريق حرب خارجية ترك فراغاً ادارياً وسياسياً دون احلال بديل واقعي على الارض، وقد حول العراق الى ساحة للمواجهة بين الاسلام السياسي من جانب وأمريكا وحلفائها في الجانب الأخر، وأدى الى تقسيم وتعريف الشعب العراقي كقوميات وطوائف واديان ومذاهب مما هيأ ظروفاً اكثر خصوبة لتنامي اشكال والوان من القوى الرجعية والمجرمة من رجال الدين وجنرالات الحروب الماضية ومجرمي وجلاوزة صدام ورؤساء العشائر، و بعث روحاً في كل الأحقاد القومية والدينية والعشائرية البغيضة العنصرية وخاصة تجاه المرأة. ان كذب و بطلان شعار "تحريرألعراق" قد توضح تماماً وقد فقأ كالفقاعة واثبت صحة تصوراتنا حول الحرب والسياسة الأمريكية تجاه العراق. لقد اصبحت حياة الناس في منتهى الخطورة، بغض النظر عن قلة الكهرباء وماء الشرب والأدوية والخدمات الصحية وتأمين لقمة عيش الناس. أن الانفلات الأمني وعدم ضمان أمن الناس يهدد بالخطر حياة كل فرد في العراق بدون استثناء.

ان ضمان الحياة قد اصبح مطلبا لكل من يعيش في هذه المحرقة الرهيبة، محرقة السيناريو الأسود، وبدون انهاء هذا السيناريو المظلم لا يمكن ظمان الحياة وتأمين استمرارها. هذه المسألة مرتبطة كليا بمسألة السلطة وملئ هذا الفراغ وانهاء حالة الهرج والمرج والأقتتال. طرح اجراء الأنتخابات في العراق من قبل أمريكا للأجابة على هذه الاوضاع السياسية والخروج منها قبل أن ينقلب السحر على الساحر ويحرق الحابل والنابل!.

ان الموقف من الانتخابات يبدأ من هذه الموضوعة، أي من زاوية الى أي حد تساعد على انهاء السيناريو الأسود والى أي حد ستضمن أمن الناس وتجيب على قضية الخبز بالمعنى الواسع للكلمة، هل ستحلها ام تزيدها فجاعة وبؤساً؟.

ان طرح مفاهيم حول"انتخابات نظيفة ونزيهة" و"ضمان حرية النشاط السياسي" و"الاستفادة من وسائل الأعلام وأستخدامها" لا يشكل المحور الأساسي للشيوعيين لتشجيع الناس للمشاركة في الأنتخابات و" الوقوف في الصف الأنتخابي خلف صناديق الأقتراع" !! ان تحليل الأوضاع السياسية ومجرى الأحداث وصيرورتها يشير الى استمرار تدني الأوضاع يوماً بعد يوم وأزديادها سوءاً وسوداوية وقتامة. ان الولايات المتحدة الأمريكية بعنوانها احد اللأعبين الرئيسيين في هذا السيناريو قد طرحت مسألة الانتخابات في العراق لأعطاء الشرعية لكل ما جرى وحدث في العراق لحد ألآن، وهي تنوي بذات الوقت اعطاء زمام الأمور الى حفنة من مجاميع الأسلام السياسي من السنة والشيعة والقوميين الكرد والعرب و رؤساء العشائر أي الى" لويا جركا" بنكهة عراقية. ان هكذا الانتخابات ستزيد من الطين بلة وتفتح الباب على مصراعيه للأقتتال والحروب الطاحنة لعدة سنوات، هذا بعد أن يسلم الأمريكيون زمام الأمور الى العراقيين!! ويخرجوا من كامل اللعبة بأقل الخسائر. سيعلنوا للعالم بان العراقيين هم الذين أختاروا حكومتهم وبعملية " ديموقراطية"!.

لقد صرح قبل ايام جورج بوش بأنه اذا اختار الشعب العراقي "الجمهورية ألأسلامية" فنحن سنقبل بها. يا للكذب والسفالة!.
لا "ضمان حرية النشاط السياسي" ولا "الأستفادة من وسائل الأعلام واستخدامها" ولا "انتخابات نظيفة ونزيهة" كما تم طرحها من قبل ريبوار احمد ليدر الحزب الشيوعي العمالي العراقي وسمير عادل رئيس مكتبه التنفيذي تشكل النقاط المحورية لتبيان الموقف الصحيح من الأنتخابات. من الممكن ان تكون هذه الشروط مفيدة لحزبهم من اجل المشاركة في عملية الأنتخابات ولكنها تخلق الوهم حول ماهية هذه الأنتخابات والهدف من وراء أجرائها.

ان طوباوية هؤلاء حول الأنتخابات تكتمل حلقتها بأنتظارهم لـ"تحقيق شروط مناسبة لضمان وتأمين المجال للمشاركة كل ألأطراف" و يزيدها وهماً على ما هي عليه من وهم. انها تصب الماء في طاحونة امريكا لتنفيذ سياساتها حول الأنتخابات ولأعطاء الشرعية لحكومة السيناريو الأسود وهي ليست نفياً للسيناريو ألأسود.

أن انهاء الأوضاع المزرية والمأساوية وخلاص الجماهير في العراق من السيناريو ألاسود لا يمكن تحقيقه ونفيه على يد قوى السيناريو الأسود ومنها الولايات المتحدة الأمريكية وأنما يأتي عن طريق أزاحتهم من الساحة السياسية تماماً. هذا ممكن عن طريق تنظيم وتعبئة جماهيرية وعمالية واسعة ورفع درجة وعيهم السياسي وارجاع ارادتهم المسلوبة لهم. تلك هي مهمة الشيوعيين العماليين. وبغض النظر عن صعوبتها غير انها ممكنة وضرورية لتأمين الحياة والخبز للجماهير. انها طريقة ومسلك ثوريان لتنظيم الجماهير الغفيرة لبناء عالم افضل في العراق .
1 112004



#سمير_نوري (هاشتاغ)       Samir_Noory#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون ضمان البطالة أو تأمين فرص العمل، أي هجوم على الباعة الم ...
- لنتصدى لتطاولات الاسلام السياسي!!
- بيان حول عقد الكونفرانس السادس لتنظيم كندا للحزب الشيوعي الع ...
- جائزة نوبل للسلام ام للاسلام؟!!
- نداء الى الرفاق وأصدقاء الحزب أينما كانوا!!!!
- ألطراف الثالث والناطقين باسمه في ندوة أحمد الجلبي
- الصحوة الدينية- في ضل الحصار الاقتصادي


المزيد.....




- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...
- جامعة كولومبيا تعلق المحاضرات والشرطة تعتقل متظاهرين في ييل ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سمير نوري - واقع الأنتخابات العراقية المقبلة، و النظرة الطوباوية!!