أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد طاهر محمد - قراءة في المجموعة القصصية للقاص طالب عباس الظاهر: خلايا عالم كوني أسمه ( الفضاء السابع)














المزيد.....

قراءة في المجموعة القصصية للقاص طالب عباس الظاهر: خلايا عالم كوني أسمه ( الفضاء السابع)


محمد طاهر محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3374 - 2011 / 5 / 23 - 10:56
المحور: الادب والفن
    


قراءة في المجموعة القصصية للقاص طالب عباس الظاهر: خلايا عالم كوني أسمه ( الفضاء السابع)
محمد طاهر محمد
اعتمد القاص طالب عبّاس الظاهر في مجموعته القصصيّة (الفضاء السابع) الصادرة عن الشؤون الثقافية العامة (بغداد ـ 2002) في وصف العلاقة بين المدارك الحسّية والأشياء المادية، وعلى الواقع الخارجي والعمق الداخلي للصيرورة الإنسانية، فكشف بذلك عن الهوة السحيقة بين ما نراه وبين ما هو موجود... ثم يخلص إلى استنتاج يمثل تحدياً للحس قوامه إن ما هو موجود، من تأليف مداركنا الحسّية.
ففي القصة الأولى للمجموعة (رحلة إلى العالم الآخر) تكمن الإثارة في خروج القاص عن المألوف، وإدراك عالم آخر غير عالمنا فقد استخدم القاص فنّاًَ خاصاً، هو مزيج من الواقعية واللا واقعية، ينبع من رؤية لعالم حذفت منه العناصر الرؤيوية، إن أكثر ما يلفت انتباه القارئ إلى إن الشخصية التي رسمها القاص في هذه القصة ترى العالم الداخلي والخارجي، وحتّى الدماء في العروق، ولكن بذات الوقت لا يراها أحد، فتبقى الأسئلة المحيّرة تراود شخصية البطل عندما يرى صديقه الحميم عبد الجليل ويكلّمهُ فلا يشعر الآخر بوجوده، فينتاب البطل إحساس بالغضب، ويصيح بوجه صديقه، وتتوالى الأحداث الباراسايكولوجية فليس عبد الجليل وحده لا يشعر بوجوده، بل أصدقاؤه الآخرون أيضاً، فيتبع صديقه عبد الجليل وهو صامت، بعد أن تأكد إن كل صيحة سيطلقها ستذهب أدراج الرياح، وأخيراً يكتشف انه روح بلا جسد عندما يرى صديقه عبد الجليل وهو يبكي على جثة، والتي لم تكن سوى جثته، لقد حاول القاص أن يبقي بطله خارج حدود العالم، واستطاع أن يرسم عدّة صور للعالم في وقت واحد.
أمّا في قصته الثانية (رؤيا) فإن الشخصية الأسطورية للبطل الذي يأتي من السماء كنور، قد وظّفه القاص في فهم النفس وإدراكاتها، من خلال الحوار الذي لجأ إليه، مسلّطاً الضوء على تصوير البنية المنطقية للإدراك الحسي البشري، رغم ابتعاده عن الواقعية، ودخوله عالم الأساطير، إن الطريقة الميتافيزيقية التي لجأ إليها القاص في الحوار بينه وبين النور، قد ابتعدت عن قصّة برومثيوس في الأساطير اليونانية، وحددت استقلاليتها، وكشفت للقارئ الأسلوب الهادف في إعطاء رؤية أخلاقية خارج حدوسات المرء.
وقد جاءت قصص (باراسايكولوجيا) و (أقاصيص هامسة ) و (نداءات الوهم) على نفس الوتيرة.
أمّا في قصة (القارب الورقي) فإن القاص هنا رسم لنا عالماً من عوالم الطفل، وما يصاحبه من شعور مختلف، إن الصعوبة التي يواجهها الطفل في الحصول على قارب ورقي يصنعه له أبوه، تجعله في اشدّ الحرص عليه، كما إن عزوف الأب عن تحقيق رغبة الابن في صنع القارب، له تأثير كبير على شعوره وانتكاسته، لذلك نرى إنه عندما توقّف القارب وسط البركة التي خلفتها الأمطار في الليلة السابقة، وهطولها عليه مرّة ثانية وتهشيمه، قد خلّف إحساساً مريراً بالألم لدى الطفل، جعلته يجهش بالبكاء، لقد نجح القاص هنا في وصف مشاعر الطفل، بعفوية تصوّراته في الفرح والألم.
أمّا في قصّة (صراخ الصمت) فإن القاص قد جسد الألم النفسي الذي يعتصر قلب فتاة وهي في طريقها إلى العنوسة، بانتظار ابن خالتها، فضلاً عن المتاعب التي تواجهها جراء ذلك، لقد رفضت جميع من تقدم لها الدكتور ومهند وغيرهما، لتعيش في هواجس مخيفة، عندما تكتشف شعرة بيضاء في رأسها، لقد جعل القاص بطلة قصّته في مواجهة بين العاطفة الرومانسيّة، وتجربة العاطفة الواقعية.
أمّا في قصّة (القنطرة) فقد أبدع القاص كثيراً في جعلها عنواناً لقصّته لأنّها تمثل عبور الإنسان مرحلة الطفولة والبراءة وملاعبة الأصحاب، إلى عالم آخر يكتنفه البغض والفظائع، فيعود ليتذكر أيّام البراءة وطهارة الروح، وقد جمع كل معطيات تضاد الموت والميلاد في نقطة النهر، لقد كشف القاص هنا عن الفجوة العميقة بين العالمين، حينما جسد القاص طالب عبّاس الظاهر في مجموعته (الفضاء السابع) الروح الإنسانية، ونوازعها، ورغباتها، وإحساساتها، بعدّة أشكال، فخلق شخصيات ذات طبقات متفاوتة، عاشت وظهرت، على الرغم من اختلاف طموحاتها، ومظهرها الجسدي والنفسي، وصفاتها الظاهرية والباطنية.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مسرحية كوميدية عن العراق تعرض على مسارح شيكاغو
- بغداد تمنح 30 مليون دينار لـ 6 أفلام صنعها الشباب
- كيف عمّق فيلم -الحراس الخالدون 2- أزمة أبطاله بدلا من إنقاذه ...
- فشل محاولة إقصاء أيمن عودة ومخاوف استهداف التمثيل العربي بال ...
- “أخيراً جميع الحلقات” موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عث ...
- سرقة موسيقى غير منشورة لبيونسيه من سيارة مستأجرة لمصمم رقصات ...
- إضاءة على أدب -اليوتوبيا-.. مسرحية الإنسان الآلي نموذجا
- كأنها خرجت من فيلم خيالي..مصري يوثق بوابة جليدية قبل زوالها ...
- من القبعات إلى المناظير.. كيف تُجسِّد الأزياء جوهر الشخصيات ...
- الواحات المغربية تحت ضغط التغير المناخي.. جفاف وتدهور بيئي ي ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد طاهر محمد - قراءة في المجموعة القصصية للقاص طالب عباس الظاهر: خلايا عالم كوني أسمه ( الفضاء السابع)