أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - المثقف العربي ووجدانية التعامل مع السياسات الأمريكية














المزيد.....

المثقف العربي ووجدانية التعامل مع السياسات الأمريكية


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 3373 - 2011 / 5 / 22 - 14:52
المحور: القضية الفلسطينية
    


المثقف العربي ووجدانية التعامل مع السياسات الأمريكية
علينا أن لا نتلقف بالعواطف والوجدانيات كل ما يصدر عن البيت الأبيض لأن التجارب علمتنا أن نتعامل بحظر شديد مع الخطاب السياسي الأمريكي، ونقرأ أبجدياته بنظرة أكثر عمق.
فالتاريخ الأمريكي يعتبر إسرائيل أو يتعامل معها كإحدى ولاياته الإستراتيجية في المنطقة، التي تحافظ على مصالحه.
وهذا التصريح الذي يُحذر إسرائيل ما هو سوى دغدغة للمشاعر العربية في ظل حالة التثوير التي تعيشها شعوبنا ضد الأنظمة، وهي تدرك أن القضية الفلسطينية جوهر الصراع، ولها مكانتها لدى كل عربي وجدانياً وقومياً وتمثل القضية والهم الأساسي له.
لكن؟؟؟ هذا لا ينفي أن هناك بداية لإمكانية التأثير على الشعب الأمريكي من خلال تعرية إسرائيل أمام العالم سياسياً، وكشف تعنتها وهضمها لحقوق الشعب الفلسطيني. فهي استطاعت هزيمتنا إعلامياً منذ عقود نظراً لتعاملنا العاطفي والوجداني وعدم قدرتنا على قراءة الواقيعة السياسية التي غاب عنها الساسة المخضرمين أولاً، ووسائل الإقناع ثانياً في الخطاب العربي عامة، والفلسطيني خاصة، وهو ما استطاعت الشعوب العربية أن تتعامل معه بتحركاتها السلمية نحو الحدود، وبدء الدعوات لمسيرات مليونية نحو فلسطين، مما أثر بل وسيؤثر على الرأي العام الدولي عامة، والأمريكي خاصة كونهما يدركا أن هناك تحركات شعبية إنطلقت بشكل وجداني، وهو ما يؤكده محاولات الولايات المتحدة الأمريكية التعامل معه بوجدانيات مقابلة، من خلال مخاطبة الرأي العام العربي وفق محاكاه نفسية وجدانية تميز الشعوب العربية.
كما أن الولايات المتحدة الأمريكية تدرك وتعلم جيداً أن استحقاق سبتمبر(أيلول) قد اقترب وهناك إجماع دولي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية مما سيشكل مأزق للولايات المتحدة وإحراج أمام سقوط إدعاءاتها في العراق وافغانستان، وتصبح أكثر عري أمام شعوب العالم، والمنطقة.
ورغم ذلك علينا أن نكون أكثر حظر ووعي وواقعية في التعامل مع الخطاب الأمريكي ومحاولة استثمار ما هو إيجابي منه، وأن لا نقع فريسة هامشيتنا، وتثبتنا بالقشور كما تعاملنا مع العولمة التي جذبتنا لقشورها فقط دون محاولة الاستفادة من مضمونها والإيجابيات التي تحملها، كونها أرعبتنا بنظرة المثقف العربي لها وتهويله لمخاطرها وسلبياتها، فتسلقنا باب الأتوبيس وتركنا المقاعد لغيرنا يستريحوا عليها، وهو الداء الدائم والمتجذر بنفسية المثقف العربي الذي ينحو دوماً للتعامل بإنتقائية وهامشية تحتكم للعاطفة والوجدان، فتهوى كل عاتيات الرياح أمام قوة الزوابع التي تجرنا وتلقي بنا لهاويات الأمور.
إذن فالخطاب الأمريكي الذي وجد اهتماماً كبيراً سواء بالمتابعة أو الكتابة لم يخرج عن طور الخطاب التقليدي للولايات المتحدة الأمريكية سوى بالشكليات والتلاعب بالمرادفات، والمسميات التي تحمل بريقاً وطعماً مختلف عما سبقه، ولكن به نفس السموم الناقعة التي تفتك بالجسد والروح.
وهنا لا بد من إعداد رؤية أكثر عمقاً وشمولية تستثمر حالة التثوير والاستثوار التي تعم شعوبنا العربية، واستغلالها في تشكيل قوة ضاغطة على الولايات المتحدة من خلال تهديد مصالحها في المنطقة بمقاومة شعبية جماهيرية، وكذلك حصار إسرائيل بحزام جماهيري شعبي ضاغط ومستمر، إضافة لدعم القوى الفلسطينية في إنجاز مصالحة وطنية شاملة تعتمد على الرؤية الوطنية الصادقة والخالصة، والإرتقاء بجهود المصالحة بعيداً عن ترسيخ مفاهيم الحزبية والمحاصصة التي نلمسها في جهود القائمين على المصالحة في الوقت الحالي، ورسم خارطة موحدة وواضحة تحدد السياسات العامة في كيفية التعامل مع القضايا الرئيسية المرتبطة، والمتثملة بحالة الاستنهاض الشعبي العربي، وقضية العراق، والتحالفات التي تتضح معالمها رويداً في المنطقة.
سامي الأخرس
22 مايو 2011م
Samyakras_64@ hotmil.com



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسن حجازي وتجسيد حق العودة والدولة
- لا زالت نكبتنا مستمرة
- من اين تبدأ مصالحتنا الوطنية؟
- مؤتمر الحكيم الفكري- الثقافي الأول خطوة على الطريق
- فلسطين واولويتها المركزية حقيقة أم سراب؟
- عملية إيتمار إدانة للإجرام الصهيوني
- فيتوريون أغفر لنا هواننا
- سفهاء بجلباب الدين
- مصر بين موقعتين
- ثورة اليمن ثورة ورود وفل وياسمين
- العراق والثورة المتوقعة
- الحراك الشعبي الشبابي الفلسطيني فِعل أم تصريف للفِعل؟
- لم نولد اذلاء يا مصر بل ولدنا احرار ثوار
- الفلسطيني مطية أبوهم
- ثوار بغطاء غربي ونيران أمريكية
- الأم الفلسطينية تحتفل بعيدها في حظيرة مطار القاهرة برعاية ال ...
- في ليبيا ثورة فقدت بريقها الوطني والشعبي
- ليبيا واللعب ع المكشوف
- الولايات المتحدة الأمريكية وديمقراطيتها نحو العرب
- إرحل ....... خشية الرحيل


المزيد.....




- روسيا: زلزال هائل قد يكون سبب أول ثوران بركاني منذ 600 عام
- -شريكتي بالأمومة-.. أصالة تهنئ ابنتها شام بعيد ميلادها
- بصمة يد عمرها 4000 عام على قبر مصري قديم.. لمن تعود؟
- القضية الخامسة خلال خمس سنوات: السلطات تواصل استهداف موقع مد ...
- تبادُل الاتهامات بين الجيش السوري وقسد حول قصف -منبج-
- نتانياهو يندد بمشاهد الرهائن ويصف تصرفات حماس بـ-الدنيئة وال ...
- فيديو- لحظة وصول البابا ليو الرابع عشر إلى روما للمشاركة في ...
- انفجار مرفأ بيروت: تحقيق معرقل وعدالة غائبة
- لوفيغارو: 7 خطوات للحصول على الجنسية البريطانية
- الوقفة الشجاعة لحزب النهضة في تونس


المزيد.....

- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - المثقف العربي ووجدانية التعامل مع السياسات الأمريكية