أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد حدوي - حكاية-بامنصور-المغبون ومعالي الوزير














المزيد.....

حكاية-بامنصور-المغبون ومعالي الوزير


محمد حدوي

الحوار المتمدن-العدد: 3372 - 2011 / 5 / 21 - 01:42
المحور: حقوق الانسان
    


في ذلك الزمن البئيس استجمع"بامنصور" جميع قواه المنهكةوهو ذلك المواطن الذي يرضع من القهروالحرمان ويتغدى من الحزن والإنتظار-انتظار-غودوأن يأتي من السماء، ويحل مشاكله، وقصد معالي الوزيريستفسره:لماذا مطرمطر..وفي البلاد جوع؟
-فأجابه معالي الوزير:رغم مطرمطر..فالجفاف قد تجدر مع الإحتباس الحراري ولازال يحكم حلقاته على الكثير من مناطق البلاد، فانتظر..!
مر عام..ومطرمطر..وحرث الفلاح في بعض مناطق البلاد التي تعرف الأمطار، وحصدالغلال، وتوسم من البلاد خير..وعاد إلى معالي الوزيروقال له:مطر مطر..وفي البلاد خير وفقر..فأجاب:
-نعم مطر مطر..لكن تأزم الإقتصاد والفيضان أغرق البلاد مع موسم الرياح والأعاصير، وأتلف الغلال، فانتظر..!..
مر عام آخر بلامطر مطر..وعاد "بامنصور"إلى معالي الوزيروقال له:
البلاد بلامطرمطر..وسئمت الإنتظار، واستفحلت البطالة، وعم الإجرام، وتأزم الإقتصاد، وتشردم المجتمع.. فأجابه معالي الوزيربلباقته المعهودة:نعم مطرمطر..وتضخمت كتلةالأجور، وتأزم الإقتصاد العالمي، واختلت التوازنات، ومازلنا نبحث عن توازنات أخرىجديدة وملائمة مع الوضعية الجديدة..فانتظر..!
قال في نفسه ربما أن معالي الوزير على درجةمن الغباء تجعله يحصر الإقتصاد في مطر مطر، والقمح والشعير، والتوازنات الغبية المقلوبة والملعوبةفي عالم تهدده الويلات والكوارث الطبيعية والحروب والثورات، وقال منبها:مطر مطر..أوبلا مطرمطرأوبلاتوازنات مقلوبة في عالم مقلوب..فالفوسفاط، والسمك، والشمس، والحجر، و..و..تكفي لبعث الحياة والأمل في النفوس..
عصفت سحابة سوداء قاتمة على جبين معالي الوزيرمبرطما،وانتفخت أوداجه، وأخديشهر على وجهه عضلاته البوليسية،واتهمه بالبطالة، والتسكع، ومحاولة كشف المستورمع سبق الإصرار والترصد، وأشارببنانه إلى زبانيته وهددوه بأن يقدفوه حيا إلى أعماق الجحيم..تبعثر من جراء ذلك زملاءه ورفاقه الشباب، مهرولين، فارين، من شدة الهول.. وشربوا الماء حرقا وغرقا في البحر..ومن تبقىمنهم، تبخر في عتمة الزقاق الضيقةالمظلمة.. ودخلواجحورامثل تلك التي تبنيها الفئران ولكن بسقف من صفيح القصدير يتعاطون للمخدرات، والمسكنات، ويتهامسون وراء الأبواب، سارقين النظر من الثقوب المطلة إلى الخارج وهم في الظل والظلام خوفا مما تعرفون.وأصبحت الدنيا مثل خابية "جوحا"فوقها قليل من العسل والباقي يخفي الذي على بالكم..
وفي المساء جلس "بامنصور"وعائلته أمام الشاشة الصغيرة يتابعون الأخبار:أخبار الدنيا(...)وأخبار مطرمطر، والتوازنات المقلوبة في عالم مقلوب تهدده الكوراث الطبيعية والحروب...وفي الأخبار جلسوا ينظرون وهم يشربون شاي المساءإلى جثث الغرقىفي الضفة الأخرىوشرطة الجيران تتفحص جيوبهم بحثا عن هوياتهم لإعادة جثتهم من حيث أتت في ثوابيت صليبية لامعة.. دمعت عيون "بامنصور"ومعه عائلته من شدة الهول والتأثر، وهم الذين يعرفونهم لأنهم منهم..ولابد عليهم أن يخبروا الشرطة بأسمائهم..كانوا بالأمس معهم واليوم انتحرواغرقا بلاهوية..وبعد هذا الخبر بقليل مسحوا دموعهم، وترحموا عليهم، وأطل عليهم من جديد معالي الوزير بقسمات وجهه التي تعني الكثير وتخفي الكثير.. ورغم ماسبق، ظهر بمظهر عادي، وماهو بعادي ،وهويدعو بهدوء واتزان سياح العالم إلى زيارة أجمل بلد في العالم..
قال"بامنصور" في نفسه وجعبته تعج بأسئلة كثيرة متناقضة ومزعجة، لو كنت أملك حرية التعبير وأنا الذي فرض علي أن أمارس النفاق إذا أردت الإستمرار في الكلام وفي العيش في زمن صار فيه الصحافة جهل قائم على جهل، لسألت معالي الوزيرعن حراس عوائد التخلف في البلاد الذين أسنانهم سوستها الحلوى التي يهديها لهم الفقراء المغلوبين على أمرهم لقضاء حوائجهم، وأولائك الذين يسرقون خزائن الأمة بالملايير رغم أجورهم الخيالية، ويخنقون أنفاسنا بأغنية تضخم كتلة الأجور والتوازنات الملعونة والملعوبة..وقال في نفسه، وأناالذي بدأت أعرف معالي الوزيرسأجيب هذه المرةمكانه:سنؤسس محكمة العدل الخاصةلمحاكمتهم، وسنعمل على القضاء عليهم، وس..، وس..، حتى أصاب بالتخمة من جراء كثرة حرف السين اللعين والذي سيجعل بلاشك بديع الزمان الهمداني لو بعث حيا بيننا بأن يقول في مقاماته، ويا أقبح من حرف السين اللعين، بدلا من حتى البريء..
محمد حدوي



#محمد_حدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب في حاجة إلى ج.ج. روسو


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: ارتفاع حصيلة الاعتقالات بعد 7 أكتوبر ...
- برنامج الأغذية العالمي يدعو لوقف إطلاق النار في غزة: السرعة ...
- هل يصوت مجلس الأمن لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المت ...
- ترجيحات بتأجيل التصويت على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
- السلطات الفرنسية تطرد مئات المهاجرين من العاصمة باريس قبل 10 ...
- حملة مداهمات واعتقالات في رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم
- عباس يرفض طلبا أمريكيا لتأجيل التصويت على عضوية فلسطين في ال ...
- زاخاروفا تدين ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بلسانه
- 2.8 مليار دولار لمساعدة غزة والضفة.. وجهود الإغاثة مستمرة
- حملة مداهمات واعتقالات في رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم ( ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد حدوي - حكاية-بامنصور-المغبون ومعالي الوزير