أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - إسماعيل الفقعاوي - الثقل السعودي















المزيد.....

الثقل السعودي


إسماعيل الفقعاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3370 - 2011 / 5 / 19 - 11:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


الثقل السعودي
الكاتبة: مُن جونزاليس فيران
ترجمة: أ. إسماعيل الفقعاوي

إنني اعتقد بأن ما أدعوه بالثقل السعودي يقف وراء الكثير من الأنظمة الرجعية التي وجدت في العالم العربي في القرن الماضي. وفي رأيي، أن ذلك الثقل هو ما أبقى في السلطة ديكتاتوريي العالم العربي، اللذان غادرا السلطة للتو – بن علي في تونس ومبارك في مصر. وأعتقد أيضاً أنه القوة التي تقف وراء كثير من تلك الديكتاتوريات التي لا تزال في السلطة – خاصة وراء بعض الملكيات1 الخليجية.
إن الثقل السعودي ليس لديه أي شيء ليفعله مع الديناميات المسمومة التي وُلدت بعد قيام دولة إسرائيل في مايو 1948 ومع الحروب العربية-الإسرائيلية الخمسة اللاحقة. ففي رأيي تقف، خلف ديناميات ما بعد 1948، خمس قوىً، لن أعالجها هنا. وسأحلل تلك القوى الخمس الأخرى في خمس قصص منفصلة.
يعود أصل ما أسميه بالثقل السعودي إلى عام 1902. ففي ذاك العام بدأ عبد العزيز بن سعود، التابع آنذاك لأمير نجد (أحدى الممالك الصغيرة في الجزيزة العربية) فتح الأقاليم المجاورة وفاتحاً الرياض في تلك السنة. لقد مارست عائلة آل سعود (أو القبيلة السعودية) فرعاً من السنية رجعياً بدرجة عالية جداً ومتطرفاً جداً وكانت أقلية صغيرة جداً حينها (والسنية هي أحد فرعي الإسلام الرئيسيين والشيعية هي الفرع الآخر). ولم يكن تقدم2 ابن سعود مذهلاً في البداية وبحلول عام 1920 كان قد نجح في ضم الأحساء عام 1913.
لقد بدأت الصدامات بين القوى الأوروبية (المملكة المتحدة وفرنسا) مرة أخرى بعد الحرب العالمية الأولى في سيناريو ما بعد الدولة العثمانية. إن عودة نشوء تلك الصدامات الأوروبية الخارجية سمحت بولادة لاعب إقليمي آخر ليجد الفضاء السياسي كافياً ليساند الثقل السعودي الوليد في فتوحاته. وهكذا فتح ابن سعود حائل عام 1921 ومكة في 1924 وجدة في 1924 وعسير في 1926. وفي العاشر من يناير 1926، أعلن عبد العزيز بن سعود نفسه ملكاً على الحجاز وفي السابع والعشرين من يناير 1927 أعلن نفسه ملكاً على نجد (لقد غير لقبه ببساطة من "سلطان" أو "أمير" إلى "ملك"). واتحدت كل من مملكتي نجد والحجاز لتكونا المملكة العربية السعودية عام 1932.
مع قيام المملكة العربية السعودية كدولة، أصبحت الحركة الوهابية (وهي فرع صغير من الإسلام والتي كانت لا تزال أقلية كبيرة من حيث التأثير الديني في العالم الإسلامي ومحدودة جداً في المساحة والمدى الجغرافيين)، "دين الدولة" في المملكة العربية السعودية.
ولو كان الموقع الجغرافي للمملكة العربية السعودية موجود في أي مكان آخر من العالم العربي، فما كانت حقيقة أن المملكة العربية السعودية وهابية لتحوز مضاميناً بعيدة المدى خارج حدودها. إنها كانت ستؤثر فقط في السعوديين (وهي تؤثر فيهم: فنساؤهم يتبعن النظام الصارم لتغطية أجسادهن بالملابس السوداء الذي يوجد في كل الوطن العربي). واسمحوا لي أن أورد القول الأسباني كبرهان: كل الناس أحرار في أن يفعلوا ما يشاؤون في بيتهم – أو داخل منازلهم – يفعلون أي شيء يريدون"، وبوضوح تطبق الديكتاتورية المطلقة ذات القبضة الحديدية، أي الديكتاتورية السعودية، المذهب الوهابي على رعاياها. وإن هذه الحقيقة المحضة مشكلة ضخمة من السابق بحسب حقوق الإنسان، كما تعرف ذلك جيداً الكثير من المنظمات العاملة في مجال حماية حقوق الإنسان في العالم أمثال منظمة مراقبة حقوق الإنسان (Human Rights Watch) ومنظمة أمنستي الدولية.
علاوة على ذلك، منذ عام 1932، بدأ النظام السعودي (حيث أنه كان قد ضم في فتوحاته مدينتي مكة والمدينة والمقدستين) يلعب أيضاً دول "خادم الحرمين" أي أنه أصبح العصب أو المركز الأهم في كل العالم الإسلامي. وهنا من المهم التذكر بأن الإسلام يشكل هذه الأيام ثاني دين أكثر أهمية في العالم من حيث عدد تابعية: فهم ما بين 1410 و 1570 مليون نسمة أي ما بين 21% و 23% من سكان العالم.
لقد كانت مكة ومازالت وستظل المكان الأكثر أهمية في المكانين الإسلاميين. وذلك لسبب واضح: فمحمد (صلي الله عليه وسلم – المترجم) وُلد وتوفي في مكة عام 570 و 630 على التوالي. وبالضبط لأن محمد (صلى الله عليه وسلم – المترجم) وُلد وتوفي في مكة، فإن مكة هي المدينة التي يرتحل إليها المسلمون لأداء فريضة الحج. وهذا هو السبب وراء أن من يحكم مكة يكون مهماً جداً بالنسبة لكل العالم الإسلامي.
ومع ذلك، بينما امتلك السعوديون تحت حكمهم كلا المدينتين المقدستين، وليس واحدة منهما، فقد كان حينها أن حدث القطع التاريخي: إذ اخترع الوهابيون السعوديون مصطلح "خادم الحرمين" – ويستخدمون الصيغة العربية المزدوجة لها، أثناء إشارتهم إلى المكانين.
وحتى عام 1924 عندما احتل الوهابيون السعوديون مكة بالقوة، أولئك الذين حكموا مكة، ولهذا حكموا الإسلام، كانوا من خلف "شريف مكة" التي تُرجمت إلى الإنجليزية نبيل مكة (Noble of Mecca). إن اللقب "شريف مكة" تسلمته منذ زمن العباسيين عائلات عربية نبيلة مختلفة تنتمي إلى الفاطميين (976 – 1101) والأيوبيين (1102 – 1254) والمماليك (1254 – 1571) ونبلاء عرب مختلفين تحت نظام السلطان – نظام عثماني شبيه بالحكم الذاتي – خلال الإمبراطورية العثمانية (1571 وحتى الثورة العربية في 1916).
لقد كان آخر "شريف لمكة" تحت الحكم العثماني هو حسين بن علي (نفس الشخص الذي استعاد تلك المكانة في عام 1918 بعد فترة خلو عرش الحكم السلطاني). إن نفس ذاك الحسين بن علي الذي طرده السعوديون من مكة في 1924، كان الهاشمي الأخير "الخادم للمكان الأقدس في الإسلام: مكة". ومذ ذاك الزمن فصاعداً، فقد أُقصيت السلالة الهاشمية إلى الأردن وملك الأردن الحالي هو الحفيد الأكبر لـ "شريف مكة" الأخير.
ومنذ حدوث الترابط الوهابي السعودي والإسلام، فقد اتخذت أي "حركة لقوىً ما" في العالم الإسلامي المملكة العربية السعودية كداعم لها، بسبب صفتها كـ "خادمة للحرمين". والمثال الأكثر حداثة على ذلك، الموقف الذي اتخذته منظمة المؤتمر الإسلامي خلال الاجتماع الطارئ في الثامن من مارس 2011 الماضي، عندما دعمت منطقة حظر الطيران فوق ليبيا.
إن الثقل السعودي الوهابي يقف وراء القرار الإسلامي حول ليبيا. وكان السبب وراء دفع السعوديين لذلك القرار هو كي يبعدوا الاهتمام الدولي عن الأعمال التي أرادت المملكة العربية السعودية تنفيذها في الخليج الفارسي دعماً للملكيات ذات العلاقة بها (لو تجرأت الشعوب، الخاضعة والخائفة تماماً في تلك البلدان، على أن تقاوم أبدأ من أجل حقوقها). وقد بدأت تلك الانتفاضة مسبقاً في البحرين، الجزيرة المتصلة بالسعودية فعلياً بواسطة "جسر الملك فهد"، والذي اكتملت عملية بنائه عام 1086.
واسمحوا لي أن أكون أقل تاريخاوية وأكثر قليلاً تجريدية في خلاصتي: نور نور (Nor Nur). فنور الأولى باللغة الباسكية تعني "مَنْ" ونور الثانية تعني بالعربية "النور". وفي رأيي أن القوة مَنْ وراء ما يجري في العالم العربي هي نور العرب. وأنا أفهم بنور العرب أن القوة مَنْ تحاول تنظيف تلك الأماكن المقدسة من الأكاذيب التاريخية والتشخيصات التاريخانية والمطلقيات والاستبداد المتنور وانتهاكات السلطة والفساد. إن القوة التي أتحدث عنها تترك وراء ظهرها كل من النبلاء والخدام. إنها قوة الناس العاديين والشباب والتكنوقراطيين – أو الموظفين -، بدلاً من سكناهم لأرض ما، فهم ربما يأتون من بلدان كثيرة العدد، لأن العالم العربي أيضاً، مثل نيويورك أو أوروبا، يصبح مع كل يوم يمر وعاء صهر أكثر فأكثر، وهو ما نسميه في الأسبانية – وهنا استخدم لفظة كتالونية "Cristol" ومع كل يوم يمر ينمو وعاء الصهر ذاك. هنا وهناك وفي كل مكان.
إن العقبة الرئيسة هي أن المحيط الكثيف بتلك الأماكن المقدسة يعني ويتضمن الكثير جداً بالنسبة للكثير جداً من الأديان والأيديولوجيات في العالم لدرجة أن الآمال تبدوا أكثر مللاً مع كل يوم يمر. ويمكنني تحديد ست قوىً تعمل من وراء الكواليس ضد قوة النور. والوهابية السعودية هي واحدة فقط من ست قوىً. والثقل الثاني الذي أود الكتابة عنه (إنْ امتلكت الوقت والفرصة لأداء ذلك) هو الثقل الصهيوني الاشكنازي الأورثوذكسي المتطرف [وأرجو أن تفهموني بشكل صحيح، فقد كانت الصهيونية في أصلها، كما الوهابية، أقلية ضمن أقلية، ولكن كما الوهابية، فإن الصهيونية نمت في تأثيرها عبر السنين].
____________________________________________________
1 لقد وضعت كلمة الملكية بالخط المائل، لأنه في رأيي أن الكثير من الملكيات في العالم العربي تطبق المعنى الحرفي لمعنى الكلمة، أي أن قاموس أكسفورد للغة الإنجليزية يُعرف "monarchy" كـ "شكل من الحكومة على رأسها ملك"، لكن كل "الملكيات" في كل العالم العربي تقريباً تتجاهل تماماً المعنى الاستعاري لـ "monarchy" الذي نفهمه في الغرب والذي يتضمن الديمقراطية أيضاً. وتقريباً ينطبق نفس الشيئ، في رأيي، على "الجمهوريات" في العالم العربي، لكن حيث أن هذه قصة تركز على المملكة العربية السعودية، والتي هي ملكية بالمعنى الحرفي للكلمة، فإنني لن أتحدث الآن عن "الجمهوريات"، ولكن سأتحدث عنها في القصة القادمة.
2 أفهم "تقدُم" كما في قاموس أكسفورد للغة الإنجليزية "التحرك إلى الأمام بطريقة هادفة".



#إسماعيل_الفقعاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النساء العربيات والمسلمات والإسلام المعتدل


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - إسماعيل الفقعاوي - الثقل السعودي