أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منتهى عبد جاسم - فلسفة التربية عند جون ديوي















المزيد.....



فلسفة التربية عند جون ديوي


منتهى عبد جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3369 - 2011 / 5 / 18 - 19:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مما لا شك فيه ان شهرة ديوي تربويا تفوق شهرته فيلسوفا ، لكونه صاحب نظرية تربوية ثورية ، ونجد ان اكثر مؤلفات ديوي تركز حول معالجة مسائل التربية وقضاياها ، وهذا ما تدل عليه مؤلفاته مثل ( التربية والخبرة ، الديمقراطية والتربية ، عقيدتي التربوية ، المدرسة والمجتمع ومدارس المستقبل وغيرها )
ومن المعروف ان علاقة الفيلسوف بالتربية عموما قديمة في الفكر البشري ، فالفلاسفة منذ القدم صرفوا جهدهم للتربية والتعليم باعتباره الميدان لتطبيق افكارهم الفلسفية سواء في اصلاح أوضاع مجتمعاتهم السياسية ، الاقتصادية ، الاجتماعية، او كما نجدها عند افلاطون دعوة لاقامة مجتمعات فاضلة .
يرى ديوي ان جميع الاشياء تستخدم من اجل التربية بقوله :" ان الفلسفة هي النظرية العامة للتربية " (1) ومن المعروف ان التربية بالنسبة لكل مفكر هي اداة تقاس بها صحة افكاره الفلسفية وتلازمها مع متطلبات المجتمع الذي يعيش فيه .
لاسيما ان البراحماتية فلسفة ارتبطت بالحياة وشددت على ما فيها من تجدد وتغير (2) فلا غرابة هنا ان نجد ديوي ينادي بالتجديد ويشعر بالحاجة الى تطبيق افكاره في مضمار الخبرة العملية حيث يرى ان جميع المبادئ في حد ذاتها معاني مجرده وهي لاتصبح امورا محسوسة الا فيما يترتب على تطبيقها من نتائج(3)
________________________________________
(1) شنيدر، هربرت / تاريخ الفلسفة الامريكية ،ترجمة، محمد فتحي الشنيطي ،مكتبة النهضة المصرية ، 1964،ص 308.
(2) ابرهيم ،زكريا / دراسات في الفلسفة المعاصرة ،ج1،مكتبة مصر ،ط2، القاهرة، 1968،ص 60.
(3) ينظر: ديوي،جون /الخيرة والتربية ، ترجمة، محمد رفعت رمضان ونجيب اسكندر ،مكتبة الانجلو المصرية ،مصر،د.ت،ص13.

وقد كان ايمان ديوي بالدور الذي تقوم به التربية في المجتمع عميقا قاده الى التاكد من صحة ارائه التربوية عن طريق اختبارها عمليا .
ولاهمية دور التربية يعتقد ديوي بان "كل تربية تتم عن طريق مشاركة الفرد في النشاط الاجتماعي عند الجنس البشري وهذه المشاركة تبدأ في الغالب بصورة لا شعورية منذ الولادة" وهي كذلك " تثير احساساته وانفعالاته ، وعن طريق هذه التربية اللاشعورية يشارك الفرد بالتدريج في الكنوز والذخائر العقلية والخلقية التي ينجح المجتمع في جمعها ويصبح وريثا للمدنية كلها "(1) .
وعليه فالتربية ضرورية لكل مجتمع بشري وهي تعتمد على جانب نفسي ذاتي خاص برغبات الفرد وميوله واخر خاص بالمجتمع في تقاليده وضوابطه ونظمه لان ديوي يرى "ان النظرة النفسانية للسلوك عليها ان تجيب على مشكلة الفاعلية اي على مشكلة كيف يعمل الفرد ،اما النظرة الاجتماعية فعليها ان تعالج ماذا يفعل الفرد وماذا يحتاج ان يفعله من زاوية وجهة نظر عضويته في كل اكبر منه"(2) فينبغي على التربوي ان يستفيد وان يتعاون مع ما يقدمه علما النفس والاجتماع في سبيل تنظيم عمل التربية وجعله ملائما لحياة المجتمع ، لان التربية تعتبر وسيلة للتغير دائما وهي المجهود العملي الذي يهدف الى ترجمة قيم هذه التربية الى اتجاهات واهداف ومهارات لدى الافراد ، لذا يطلب من الفلسفة ان تنزل من برجها العاجي لتعالج مشكلات المجتمع ، فالفيلسوف ابن مجتمعه وقد عبر عن مصلحة شريحة او عن مصالح البشرية باكملها ، ففلسفة التربية هي _________________________________
(1) ديوي، جون/ التربية في العصر الحديث، ج1، ترجمة عبد العزيز عبدالحميد ومحمد حسن الخزوني، مكتبة النهضة المصرية، 1949،ص17.
(2) ديوي، جون / المبادئ الاخلاقية في التربية/ ترجمة عبدالفتاح السيد هلال، الدار المصرية للتاليف والترجمة ،القاهرة،1966،ص 22.


نظرة نقدية تحليلية شاملة لواقع تربوي وفي علاقته بالواقع الاجتماعي ، انها فلسفة تلبي حاجة تربوية تشمل تكوين التفكير الشخصي النقدي الحواري الذي ينقد الواقع.
اولا- دعوة ديوي للتجديد التربوي
ان مهمة التربية بحسب ديوي هي اعداد الفرد للحياة ، فالتربية بداية ليست مجرد وسيلة نحصل بها على المعارف ، بل هي عملية تربوية تهتم بالجانب النفسي والاجتماعي ، ووضع الاهداف التربوية على وفق المجتمع ، والتربية التي يطالب بها ديوي تتميز بانها تركز على الاهتمام بالتعبير عن الذات ، وبرفض القسر الخارجي ، وتاكيدها النشاط الحر، والتخلص من الاهداف والمواد الجامدة وذلك بالاطلاع على عالم متطور ومتغير ، وقد دعى ديوي الى تجديد التربية لانه راى ان التربية التقليدية ممثلة بالمدرسة التقليدية قد قتلت روح الابتكار بما تدخره من انشطة تعليمية لا تتجاوز الحفظ والتسميع والنقل والتقليد والتكرار...الخ.
لذلك نجده اعتنى بامر التفكير كثيرا وحاول اضافته على اسس من التجريب العملي العلمي ، ولم يقبل عملا لايقوم على اساس فكري لان" التفكير الذي لاعلاقة له بزيادة كفايتنا العملية والاستكثار من المعرفة بانفسنا وبالعالم الذي نعيش فيه تفكير منقوص مختل ، وكذلك المهارة المكتسبة بمعزل عن التفكير فانها لا تكون لها اية صلة بالاغراض التي تستخدم من اجلها ، فتترك المرء اسير لعاداته الرئيسية خاضعا لسلطان غيره ممن لهم فكرة واضحة عن اغراضهم وممن لايرعون ضميرهم في الاساليب التي يستخدمونها لبلوغ مأربهم ، وكذلك المعلومات اذا ما انفصمت عن العمل المؤسس على الفكر، وكانت ميته وحملا ثقيلا ينوء به العقل"(1)
____________________________
(1) الشمري،عبدالامير سعيد/ الفلسفة الامريكية /براجماتية جون ديوي في الفكر والعمل ، مطبعة دار الصنوبر ، بغداد،2008، ص277-278.
وقد رسم ديوي عددا من الاسس التي ينبغي ان تقوم عليها عملية التعليم ، من اهمها ايجاد التلميذ نفسه في وضع خبرة حقيقية ترتكز حول مشكلة تكون بمنزلة حافز للتفكير ويشترط ان تكون هذه المشكلة طبيعية المصدر غير مصطنعة وتخص التلميذ نفسه ليكون التعلم اكتشافا وابتكارا وليس مجرد تكديس معلومات ، وبهذا الصدد يذكر ديوي بان التفكير الذي ينطوي على هذه الخطوات ، الاحساس بالمشكلة، وملاحظة الاحوال والتكوين او البسط المفعول لنتيجة نقترحها ، ثم الامتحان او التجربة بالفعل(1) .
ويرى ان التربية التقليدية قد اغفلت عنصر الطبيعة الانسانية ، وقيدت حرية الفرد واهملت دور المتعلم في العملية التربوية ، لكنه في الوقت نفسه لا يخفي اعجابه بافكار افلاطون الداعية الى العدالة والخير والفضيلة ، على الرغم من رفضه للمسلك الذي اتخذه في تطبيق هذه الافكار ، وكذلك عبر عن اعجابه بافكار روسو بقوله " لقد كان للراي الذي نادى به روسو من ان التربية عملية نمو طبيعي ، اثر بالغ من الناحية النظرية على التربية منذ عهده الى يومنا هذا"(2).
وان التربية التقليدية تنتج خبرات ضارة في التربية وهذه الخبرات تعيق النمو ، ومن هنا فهي تؤدي الى التبلد وتشتت لفكر وعدم التركيز، بينما يرى ان غرض التربية هو تحقيق النمو وزيادته وايجاد السبل الكفيلة في الوصول الى هذا الهدف الذي اشار اليه بقوله" ان عملية التربية نمو متواصل وان غايتها زيادة القدرة على النمو في كل دور من ادوار الحياة"(3) .
_____________________________
(1) ديوي، جون/الديمقراطية والتربية ،ترجمة منى عقراوي وزكريا ميخائيل نعمة، مطبعة لجنة التاليف والترجمة والنشر، القاهرة،1964، ص 158.
(2) ديوي،جون / مدارس المستقبل ، ترجمة عبد الفتاح المنياوي، مكتبة النهظة المصرية، القاهرة،1962،ص71.
(3) ديوي، جون/الديمقراطية والتربية ،ص56.

لذلك رفض المبدا الذي يعد التربية اعداد لحياة مستقبلية سيواجهها المتعلم في المستقبل ، فذهب الى ان "التربية هي الحياة ، وليست اعدادا للحياة المستقبلية ، واعتقد ان المدرسة يجب ان تكون ممثلة للحياة الحاضرة ، الحياة الواقعية الضرورية التي يحياها الطفل في المنزل وفي البيئة المحيطة به وفي اللعب مع زملائه"(1).
هنا يظهر الاساس الذي يعتمده ديوي وهو مفهوم الخبرة باعتبارها مرشدا في العملية التربوية ، لان نظرية التربية تتلخص في تكوين الخبرة تكوينا جديدا مطردا ، وهي فكرة متميزة عن التربية من حيث هي اعداد لمستقبل بعيد، او هي اكتشاف او تكوين خارجي او اعادة للماضي.
ثانيا- الخبرة والتربية
لقد نالت مسالة الخبرة عند ديوي قدرا معتبرا من العناية ، فكانت نظرته لها مستفيضة وشاملة ، وان اكثر ما تتميز به مجالات الخبرة في فلسفته التربية التي يوجه اليها الكثير من العناية والاهتمام ، ويبين لنا مدى وجه الحاجة الى فلسفة للخبرة تقوم عليها التربية لان "ما نريده ونحتاج اليه هو التربية الخالصة البسيطة وسوف نحرز من التقدم ما هو اضمن واسرع اذا كرسنا انفسنا للكشف عن ماهية التربية ، وعن الشروط التي ينبغي توفرها كي تصبح حقيقة واقعة وليست مجرد اسم او لفظ تلوكه الالسنة ، ولهذا السبب نفسه اكدت حاجتنا الى فلسفة سليمة للخبرة (2) .وعليه فالخبرة هي اساس التربية ، وكي يزداد ادراكنا لقيمة هذا الاساس الخبري للتربية يوجهنا ديوي الى اعتبار التربية عملية ترق في نطاق الخبرة وعن طريقها وفي سبيلها (3)
_______________________________
(1) الشمري، عبدالامير/ الفلسفة الامريكية براجماتية جون ديوي في الفكرة والعمل،ص281-282.
(2) ينظر: ديوي،جون/ الخبرة والتربية،ص87.
(3) المصدر نفسه،ص 20.
وقد حدد ديوي وجه الحاجة الى فلسفة للخبرة تمكننا من وضع الخطط والمشروعات التربوية لكون ان البحث في ماهية الخبرة يسمح بازالة التناقض الذي قد يلحق بها ، ثم تكوين معيار للتمييز بين الخبرات التربوية عن الخبرات اللاتربوية ، لان الخبرات ليست كلها متساوية ، وتبعا لهذا فلا ينبغي للتربية ان تنهل من كل خبرة وهذا ما اشار اليه ديوي بقوله" الاعتقاد بان التربية الصحيحة انما تتحقق عن طريق الخبرة لايعني ان كافة الخبرات لها قيمة تربوية حقيقية ، او انها تتساوى من هذه الناحية ..لان بعض الخبران ضارة من الناحية التربوية وكل خبرة تؤدي الى اعاقة نمو الخبرة في المستقبل او انحرافها عن سواء السبيل تعتبر ضارة من الناحية التربوية"(1)
وعليه فان ديوي يرى بان الخبرة ما هي سوى قوة متحركة نحو النمو، لذا فان من واجب المربي العمل على البلوغ بخبرة التلميذ الى تمام نضجها لان مهمة " المربي هي ان يتبين الاتجاه الذي تسير فيه الخبرة (2) فالمهمة الاساسية امام التربية الصحيحة هي ان " ننتقي من الخبرات الحاضرة ما يترك اثرا مثمرا في الخبرات التالية ويطبعها بطابع الابتكار(3)
اذن ديوي يدعو الى الخبرة التي تؤدي الى النمو وزيادته في جميع نواحيه الفكرية والجسمية والخلقية ، وهذا ما اشار اليه بان " التربية في جوهرها هي عملية اجتماعية وتتناسب قوة هذه الصفة الاجتماعية مع قوة ارتباط الجماعة التي يكونها الافراد "(4).
_______________________________
(1) ديوي،حون/ الخبرة والتربية،ص17-18.
(2) المصدر نفسه،ص19.
(3) المصدر نفسه،ص38.
(4) المصدر نفسه،ص53.



والاتصال هو وسيلة الافراد في الحصول على التفاهم المشترك ، حيث ان وجود المجتمع متضمن في النقل والاتصال(1). فالخبرة في اساسها فاعلة ومنفعلة معا وان قيمة الخبرة هي بما تؤدي اليه من ادراك للعلاقات واللواحق من الخبرات التالية لان التعلم بالخبرة هو ايجاد علاقة سابقة ولاحقة بين ما تحدثه للاشياء وما نتمتع به ونعانيه من الاشياء من وراء ذلك(2)
اذن الاستمرار في الخبرة والتواصل بين الخبرات السابقة واللاحقة هو الذي يمكن الفرد من الحكم واستخلاص النتائج لان المرونه او قابلية التعلم من الخبرة تعني تكوين عادات ، والعادات تمنح السيطرة على البيئة والقدرة على استغلالها لتحقيق غايات بشرية(3)
ثالثا- الدور التربوي للمدرسة
عد ديوي المدرسة المجتمع الصغير على منوال المجتمع الكبير ككل ، واكد على دور المدرسة بحيث يجب ان يحدث التوافق بين خبرات الطفل وتدريبه على حل المعضلات التي تجابهه من خلال تدريسه طرق التفكير الصحيح وقدرته على اصدار الاحكام الصحيحة ، وهذا يكون بتدريب الطفل على الحياة القادمة والابتعاد عن الاهداف العامة او النهائية وان يقوم هدف التربية على فعاليات الفرد وحاجاته بما فيها غرائزه وعاداته . لذلك يرى ديوي ان المدرسة وجدت من اجل الطفل وليس العكس ، ففي كتابه (مدارس المستقبل) نجده ينوه بافكار رجال التربية من امثال روسو بقوله "لعل روسو كان اول من ادرك ان عملية التعليم ان هي الا ضرورة وانها جزء من عملية اخرى هي عملية النمو وحفظ الذات، فاذا اردنا –
__________________________
(1) ينظر: ديوي،جون/ الديمقراطية والتربية،ص113.
(2) المصدر نفسه،ص144.
(3) المصدر نفسه،55.
اذن- ان ندرك كيف تتم العملية التعليمية التربوية بنجاح كامل وجب علينا ان نتجه الى خبرات الاطفال حيث تكون عملية التعلم ضرورة لا ان نتجه الى خبرات المدرسة وتجاربها التي هي زخارف الى حد بعيد، ومسائل شكلية سطحية، بل لعلها عملية"فرض لا يرحب بها الاطفال ولا يتقبلونها بقبول حسن(1).
فالاصلاح التربوي الذي يركز عليه ديوي هو المتمثل بجعل الطفل محور العملية التربوية وليس المدرسة وهذا ما اشار اليه في كتابه (المدرسة والمجتمع) بقوله " نرى التغير المقبل في تربيتنا هو تحول مركز الجاذبية ، فهو تغير ثوري او ثورة ليست غريبة عن تلك التي احدثتها "كوبرنيكس"عند ما تحول المركز الفلكي من الارض الى الشمس ففي هذه الحالة يصبح الطفل الشمس التي تدور حولها تطبيقات التربية"(2) على الرغم من تاكيد ديوي على الاهتمام بالطفل لكن هذا لا يعني اغفال دور المدرسة وخبراتها لانه يرى ان المدرسة لا هدف لها ولا غرض بعيدا عن فكرة مشاركتها في الحياة الاجتماعية(3) وعليه فان النظرية التربوية الناجحة هي التي تعمل على تحقيق توازن بين الظروف الداخلية وما تستوجبه من حاجات الطفل من نشاط ولعب وراحة وبين الظروف الموضوعية وما تستوجبه من تنظيم في الادارة بمواد الدراسة لان " العجز عن تكييف المادة لتلائم حاجات الافراد وقدراتهم قد يؤدي الى ان تصبح الخبرة غير تربوية كما يؤدي الى هذه النتيجة بعينها عجز الفرد عن التكيف نفسه للمادة"(4) فالتنسيق بين الظروف الباطنية والموضوعية هو الذي يحقق الغرض او الهدف من التربية وهو النمو لذا فان الدور الاساسي للمدرسة هو احداث توافق بين خبرات الطفل المختلفة وتدريبه على حل المشاكل التي تجابهه لاننا "اذا استطعنا ان نوسع من خبرة الطفل بطرق تبدو قريبة الشبه بتلك التي استطاع الطفل عن طريقها ان يكسب خبراته
__________________________
(1) ينظر: ديوي،جون/ مدارس المستقبل،ترحمة عبدالفتاح المنياوي،مكتبة النهضة المصرية،القاهرة،1962،ص56.
(2) ديوي،جون / المدرسة والمجتمع /ترحمة احمد حسن الرحيم ،دار مكتبة الحياة للطباعة والنشر ، بيروت،دت،ص54.
(3) ينظر: ديوي ،جون/ المبادئ الاخلاقية في المدرسة ،ص 128.
(4) ديوي،جون/ الخبرة والتربية،ص41.
الاولى، كان من الواضح اننا قد كسبنا الشئ الكثير ، واصبح لتدريسنا اثر عميق المدى ، وانت تعرف ولا شك ان الطفل قبل المدرسة- لا يتعلم الا كل ما له علاقة وصلة مباشرة على حياته"(1) لذلك يرى ديوي ضرورة تدريب الاطفال على الحياة التعاونية وتنظيم الميول الفردية وتوجيهها والعناية بالاتجاهات الفطرية لدى الطفل ، اي ان لا نتعامل مع الطفل على انه صورة ميتة جامدة حددناها له ذلك لان " الطفل يولد ميالا الى الحركة والنشاط تواقا الى المعرفة والكشف عن الحقائق والاسرار وليس خاملا سلبيا يتلقاها وكفى ، والاطفال باعتبارهم كائنات حية نامية ينمون متفاعلين مع البيئة"(2) . لذلك اكد على ضرورة التواصل ما بين البيت والمدرسة ، لانه يرى ان الحياة المدرسية بقدر ما هي صورة مبسطة للحياة الاجتماعية ، يجب ان تعيش وتنمو تدريجيا من الحياة المنزلة ، ولكن ليس المقصود بهذا التواصل قبول المدرسة لكل ما يحمله الطفل من افكار وسلوكيات وميول ربما تكون ضارة لحياة الطفل ، لذلك فهو يرى ان التربية المنزلية والتربية المدرسية مكملين لبعضهما ، لا غنى لاحدهما عن الاخر ، والمدرسة والمنزل عاملان من عوامل التربية المقصودة ، لذلك اقتضى الامر ان يعملا بهذه الروح التعاونية حرصا على مصلحة الطفل(3) . لذا راى ان من واجب المدرس ان لا يفسر رغبة الطفل على انها نهائية او معيار ختامي ، بل عليه ان يعرف كيف يتخذ منها ضمانا للنمو في المعرفة والفاعلية .
ونظريته في التربية اهتمت بجوانب اخرى كاللعب والمهنة ، وتاكيد هذين الجانبين هو شيئ ضروري لمشاركة الفرد في الحياة الاجتماعية ومن خلال العمل يظهر التلازم بين حاجات المجتمع ومتطلباته ، ودور التربية في العمل على سد هذه
________________________________
(1) ديوي،جون/ مدارس المستقبل،ص 122.
(2) الشمري، عبدالامير،الفلسفة الامريكية براجماتية جون ديوي الفكرة والعمل،ص 268.
(3) المصدر نفسه، ص284.

الحاجات واعداد الافراد وعليه فالتربية هي عملية اجتماعية لان القيم صفات النوع من السلوك يظهر فقط في مجتمع معين بواسطة المشاركة في اعمال وقيم المجتمع حيث يتعلم الطفل السلوكيات التي هي مميزات الشخصية الانسانية ، وقد انطلق ديوي في فلسفته العملية من فلسفتي جيمس وكانط ، لان الفلسفة العملية عند كانط تركت اثرا كبيرا في الفلسفة البراجماتية تجلت في عبقرية ديوي بربطه ربطا واعيا بين التربية والمجتمع والحياة .
وقد ركز على مبدا الاهتمام من خلال اثارة الدافعية والتحفيز لدى المتعلم ، ومن خلال ربطه بالوسطين الطبيعي والاجتماعي ، ويرجع ديوي الفكرة الى نوع القيمة الغريزية في الخبرة التي لا تقبل التجديد ، فحسب رايه ان المدرسة مجتمع تدب فيه الحياة وان التحفيز يجب ان ينبع من الداخل في اهتمام الشخص ، فالاهتمام عند ديوي يرتكز على نقطتين مهمتين هما:
1-يقوم على تقدير الشئ واعتباره مستحقا للاهتمام من حيث هو من اجل ذاته اي تقويم الشئ بمعنى تقديره.
2-يقوم على عمل فكري متميز ، اي عمل الموازنة والحكم فهو يقوم على وضع قيمة له ، وعليه يكون للقيمة جانبان هما:
1-جانب موضوعي ، يعنى وجود الشئ ، بمعنى له قيمة .
2-جانب ذاتي، هو الشعور على قيمة الشئ واستحقاقه وهو ما يتمثل في الناحية العاطفية ، والاهتمام في حقيقته هو شئ متحرك يتصل بالنمو وبتجربتة اغنى واشد.(1)
____________________________
(1) ينظر: ديوي،جون/ المبادئ الاخلاقية في التربية،ص 107.

لذلك يؤكد ديوي ضرورة الاخذ بميول الطفل ، بحيث لا تفرض عليه مادة خارجية ، وان عمل المربي هو تسيير خبرات الطفل وتوجيهها توجيها رشيدا يحقق له نموها ونضجها ، حيث يوضح ان مشكلتنا التربوية هي ان نوجه قوة الملاحظة لدى الطفل وننمي له ولعا وديا نحو الصفات الخلقية في عالمه الذي يعيش فيه(1) ومن هنا نجد ديوي يؤكد على مبداين مهمين واساسيين في التربية الصحيحة وهما الديمقراطية والحرية :
رابعا- دور الديمقراطية والحرية في التربية
قد يتبادر للذهن ما وجه العلاقة بين الديمقراطية والتربية ، لكن ديوي خصص لموضوع الديمقراطية والتربية كتابا يحمل نفس العنوان (الديمقراطية والتربية) والذي اشار فيه قائلا " ليست الديمقراطية مجرد شكل للحكومة ، وانما هي في اساسها اسلوب من الحياة المجتمعة والخبرة المشتركة المتبادلة"(2)
واذا كانت التربية ضرورية للحياة ، فان الديمقراطية ضرورية كذلك او حسب تعبير ديوي بان " الحياة الحديثة تتطلب الديمقراطية"(3) . وعليه فالديمقراطية لا تقل اهمية من التربية كون ان لهما نفس الدلالة على الحياة ، لذا يرفض ديوي ان يتحلى التلميذ بصفات الطاعة والامتثال واداء الواجبات المفروضة لانها نمط التربية التقليدية وليس على حل المشكلات التي تواجهه لبناء مجتمع تقدمي ديمقراطي.
ويذكر ديوي ما يجب ان تؤديه الديمقراطية من توفير المناخ الملائم لتيسير عمل المدرسة ، لذا اكد على ان يكون الاشراف وادارة المدرسة ووضع المناهج
____________________________
(1) ينظر: ديوي،جون/ المدرسة والمجتمع ،ص140.
(2) ديوي،جون/اديمقراطية والتربية،ص90.
(3) ديوي،جون/التربية في العصر الحديث،ج1،ص74.

والمقررات الدراسية من داخل المدرسة ذاتها ، وليس بضغوطات توضع من خارج ذوي الخبرة في ميدان التربية ، وركز على دور كل من المدرس والتلميذ في العمل التربوي ، فمن واجب المربي ان لا يهمل ميول وحاجات الطفل وان لا يفرض عليه مادة خارجية تتنافر مع ميوله وخبراته ، بل عليه ان يوجه خبرات الطفل ليحقق له النمو لذا يرى ان مشكلتنا التربوية هي ان نوجه قوة الملاحظة لدى الطفل (1)
ومن هنا يرفض ديوي صفات الطاعة والامتثال واداء الواجبات المفروضة على الفرد لانها لا تلاءم المجتمع الحديث ، بل يحرص على الصفات التي تنمي مقدرة الفرد على التفكير الحر والعمل بذكاء في حل المشكلات التي تواجهه على وفق النموذج الذي تقدمه الطريقة التجريبية ولهذا نجد اهتماما خاصا لدى ديوي بمسالة الذكاء. ونجد اشارات بهذا الخصوص الى ضرورة استبدال العقل كمفهوم مجرد بالذكاء ، وان الفهم العملي للذكاء او العقل البصير كواضع للخطط ومنفذ لها كما اقره ديوي جاء نتيجة الاثر الذي تركه عليه جيمس من خلال كتابه ( مبادئ علم النفس) حيث عد ان العقل ليس بالكائن الروحاني الغيبي الذي يختلف عن الجسم الحي الفعال وانما هو نمط معين من السلوك ، لذلك يرى ديوي ان الذكاء رمز دال على مجموعة الطرائق التي اتبعتها العلوم الحديثة فمكنتها من الازدهار والتقدم (2) وان مفهوم الذكاء يختلف شكلا ومضمونا عما يقولون عنه انه اسمى عضو او ملكة تمكننا من ادراك الحقائق في صورتها النهائية(3) كما تصوره القدماء لكن الصيغة الجديدة للذكاء الذي اخذت به العلوم الحديثة حيث يشير به الى
______________________________
(1) ينظر: ديوي،جون/ المدرسة والمجتمع،ص 140.
(2) ينظر: محمود،زكي نجيب/ حياة الفكر في العالم الجديد، دار الشروق ،بيروت،لبنان،ط2، 1982،ص166.
(3) ينظر: ديوي،جون/ تجديد في الفلسفة،ترجمة امين مرسي قنديل، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة، 1957،ص13-14.
طرائق عظيمة لا تنفك عن النمو واعني بها طرائق الملاحظة والتجريب والتفكير البرهاني التي قلبت وفي وقت وجيز ظروف الحياة الفيزيقية (المادية) كما قلبت كذلك ظروف الحياة الفسيولوجية الى حد كبير (1) ونتيجة لذلك فان ديوي يدعو الى نقل هذه الطرائق في البحث والنظر الى ميدان العلوم الانسانية ضمن ما ناشده من تجديد فلسفي حيث اشار الى ذلك بقوله" ليس التجديد المنشود الذي ندعو اليه مجرد تطبيق الذكاء هذا من حيث هو اداة جاهزة ، ولكنه تجديد يقتضينا ان ننتقل الى البحث في الشئون الانسانية والاخلاقية الطريقة التي اوصلتننا الى فهم الطبيعة الفيزيقية على النحو الذي نفهمها به الان ، اي طريقة الملاحظة واعتبار النظرية بالاختبار التجريبي"(2) .
من هنا ياخذ الذكاء شكله الاجتماعي ، وان كان منطلقة فرديا ، لانه يستخدم لتحقيق الحاجات المتعددة ويبحث عن حلول المشاكل ونزاعاته، وعليه فان تحديد الذكاء لم يعد متعلقا بالقضايا الاستاتيكية والانطولوجية ، بل بالمفاهيم الدينامية والغائية التي تستخدم عن وعي تعديلات كيفية داخل عملية العيش(3) فالذكاء يتناول الاحداث على انها متحركة ، اي مشحونة بالامكانيات لا على انها نهائية وعند التنبؤ بامكانياتها ينبع التميز بين الافضل والاسوا، حيث عد ديوي " الذكاء هو مفتاح الحرية في العمل"(4) وعليه فالحرية لاتعني للفرد الا النمو والمبادرة الى التغير كلما اقتضت الحال تغيرا وتعديلا(5) .
_________________________
(1) ينظر: المصدر نفسه،ص 14.
(2) الصدر نفسه،ص14.
(3) ينظر: دافيد مارسيل/فلسفة التقدم ، ترجمة خالد المنصوري، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة،1987،95.
(4) ديوي،جون/الطبيعة البشرية والسلوك الانساني، ترجمة محمد لبيب النجيحي، مؤسسة الخانجي،القاهرة، ط1،1963،ص318.
(5) ينظر: ديوي،جون/الحرية والثقافة ، ترجمة امين مرسي قنديل، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة ، ص177.
ويرى ان في ظل هذا المجتمع الحديث يجب ان يحسب للطبيعة البشرية حسابا
كبيرا ، ينبغي ان تفسح لها مجالا تعمل فيه بحرية اكبر(1) فالحرية كحقيقة تعتمد على ظروف العمل التي تقوم على اسس اجتماعية وعلمية (2) وفي الوقت نفسه يجب ان نسلم بانه لا توجد حرية فعالة او موضوعية من دون تنظيم فالانسان يمتلك حرية طبيعية معينة ، بمعنى انه في بعض النواحي يوجد انسجام بين طاقات الانسان وظروفه المحيطة ، حتى ان هذه الظروف المحيطة تعضد اغراضه وتعضدها.
وان الحرية الطبيعية سابقة على الحرية السياسية ، بل هي شرط لها ، ولكن الحرية الطبيعية لا يمكن ان نثق بها كلية بحرية اذ انها تقع تحت رحمة المصادفة فالموافقة الواعية بين الناس يجب ان تلحق والى حد من ان تحل محل حرية العمل التي هي هبة الطبيعة ولكي يصل الى هذه الاتفاقات يجب ان يذعن الافراد , وان يوافقوا على تعويض بعض الحريات الطبيعية حتى يصبح كل منهم مطمئنا ومستمرا ، وبهذا يكون هناك تضحية ، لكنها تضحية معتدلة تبررها النتائج وعلى هذا يرى ديوي ان " علاقة الحرية الفردية بالتنظيم امر تجريبي لا تنتهي هذه المشكلة عن طريق النظرية المجردة"(3)
كذلك يرى ان الاختيار عامل في تكوين الحرية ، ولا يكون هناك اختيار من دون امكانيات متغيرة لم تتحقق ، فالعالم متغير ومتجدد لانه " عالم تكون فيه الارادة حرة لا لانها متقلبة وغير مستقرة ، ولكن لان المناولة والاختيار عوامل استقرار
وتجديد "(4) وتكون هناك حرية فقط عندما " تستخدم ضرورة لتغير اخرى وعندما
___________________________
(1) ينظر: ديوي،جون/ تجديد في الفلسفة،ص330.
(2) المصدر نفسه ،ص330.
(3) المصدر نفسه ،ص323.
(4) المصدر نفسه ،ص 325.
تستخدم القانون للتنبؤ بالنتائج ..عندئذ تبدا الحرية"(1) والعمل يوضح لنا نوع الحرية المطلوبة حيث اشار الى انه يجب ان تؤكد هنا على الحرية العقلية الفكرية(2). وهنا لابد من ان يدرك الفرد معنى الحرية ، لكي يتمكن من الافادة منها وكذلك في تنمية الصفات الخلقية ، وقد اشار الى ذلك بقوله" الاطفال في المدارس ينبغي ان يسمح لهم بالحرية حتى يعلموا معناها ، ومدى الفائدة التي يحصلون عليها .. وان تسمح لهم بتنمية الصفات الايجابية صفات الخلق والابداع"(3) لذلك يعد ديوي ان مبدا الحرية شئ اساسي في التربية ، لكونه يساعد المتعلم ويمنحه الفرصة لاظهار قدراته وبذلك يستطيع المعلم ان يكشف ما يحتاج اليه كل الطفل من ان يجعل منه انسانا كاملا(4) ويمكنه من جعل الفرد شخصية قوية نامية في جميع مناحيها ، وذلك بالابتعاد عن الكبت ، لان كبت الطبيعة الانسانية وقدرتها بحجة استبعاد العناصر السيئة ، قد يحول دون تحقيق عناصر الخير والصلاح فيها ، لان الحرية هي الفرصة التي يختبر بها كل الدوافع والمثيرات والميول ويجربها على عالم الاشياء والناس الذي يجد نفسه بينهم يختبرها ويجربها لدرجة كافية تمكنه من ان يكتشف طبيعتها وبحيث يستطيع ان يتخلص من تلك الدوافع الضارة ، وان ينمي ويطور تلك الدوافع الاخرى التي تفيده وتفيد الاخرين .
وهكذا يتضح لنا مبدا الحرية هو اساس جوهري في تنمية الفرد ، وكذلك فقد اعطى ديوي اهمية كبرى للاخلاق في التربية اذ عد عملية التربية والعملية الاخلاقية شئ واحد ، مادامت الثانية لا تخرج عن انها انتقال الخبرة باستمرار من امر سيئ الى اخر احسن منه .
______________________________
(1) المصدر نفسه ،ص325.
(2) ينظر: ديوي،جون/ التربية في العصر الحديث،ج1،ص80.
(3) ديوي،جون/مدارس المستقبل،ص 334.
(4) المصدر نفسه،ص84.

المصـــــــــــادر
ــــــــــــــــــــــ
1- ابراهيم ،زكريا/ دراسات في الفلسفة المعاصرة، ج1، مكتبة مصر، ط2، القاهرة، 1968.
2- دافيد ، مارسيل/ فلسفة التقدم، ترجمة، خالد المنصوري، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة،1987.
3- ديوي، جون /الخبرة والتربية، ترجمة، محمد رفعت رمضان ونجيب اسكندر، مكتبة الانجلو المصرية، مصر،د.ت.
4- - ديوي، جون /التربية في العصرالحديث ،ج1، ترجمةعبدالعزيز عبدالمجيد ومحمد حسن الخزوني ،مكتبة النهضة المصرية، 1949.
5- ديوي، جون /المبادئ الاخلاقية في التربية ، ترجمة عبدالفتاح السيد هلال، الدار المصرية للتاليف والترجمة، القاهرة، 1966.
6- - ديوي، جون /الديمقراطية والتربية، ترجمة منى العقراوي وزكريا ميخائيل نعمة ،مطبعة لجنة التاليف والترجمة والنشر، القاهرة،1964.
7- - ديوي، جون /مدالرس المستقبل ، ترجمة عبد الفتاح المنياوي، مكتبة النهضة المصرية ،القاهرة ،ذ962.
8- - ديوي، جون /المدرسة والمجتمع، ترجمة احمد حسن الرحيم ، دار مكتبة الحياة للطباعة والنشر، بيروت ، لبنان ،د.ت.
9- ديوي، جون /تجديد في الفلسفة، ترجمة امين مرسي قنديل، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة،1957.
10- - ديوي، جون /الطبيعة البشرية والسلوك الانساني ، ترجمة محمد لبيب النجيحي، مؤسسة الخانجي، القاهرة، ط1، 1963.
11- - ديوي، جون /الحرية والثقافة، ترجمة امين مرسي قنديل، مكتبة الانجلو المصرية، القاهرة، 1955.
12- شنيدر، هربرت/ تاريخ الفلسفة الامريكية، ترجمة محمد فتحي الشنيطي ، مكتبة النهضة المصرية ،1964.
13- الشمري، غبد الامير/ الفلسفة الامريكية براجماتية جون ديوي في الفكرة والعمل، مطبعة دار الصنوبر، بغداد ، 2008.
14- محمود، زكي نجيب / حياة الفكر في العالم الجديد ، دار الشروق، بيروت ، لبنان، 1982.






#منتهى_عبد_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيكولوجية الدين عند وليم جيمس


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منتهى عبد جاسم - فلسفة التربية عند جون ديوي