أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهى ياسين - كيف أعبر لغتي














المزيد.....

كيف أعبر لغتي


مهى ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 1004 - 2004 / 11 / 1 - 09:35
المحور: الادب والفن
    


لم يحدث أبداً أن تخبطت في أعماق لغة
أن دوختني كلمات
وأشعلتني عبارات..
عبرت دائماً جسوراً وممرات ..
تهتُ في قبور الأحلام
وفنيت في عويل الأصوات..
افترشت الخنادق ملجأً
وقذفت بالقنابل خوفاً
أعلنت حرباً على القيم
وصددت كل المحاولات
محاولات الإيمان ..
الهوس..
الحلم..
التفاؤل..
والعبادات ..
اقتربت من حدود البعد
ولمست نضارة الوهم
وحجبتني عن الرؤية ظلمات ..
ووسط ضجيج الهدوء القاتل
شعرت برغبة في الصراخ
لكن بصمت..
بصمت يصمُّ الآذان
بحركة تشل الأيادي
برؤية تمحي البصر
بأفعال تخرج عن المألوف وتشذ عن القاعدات..

استنفذ الحلم قواي كلها..
بعدت .. توغلت في البعد
تمعنت في العمق ..
وعدت
استرق رشفات الحياة
وأروي ظمأ المرارة..

استحدثت قاموساً لونت فيه المعاني كلها بألوان أخرى
الوان تناسب وقع الكلمات ..
الوان حمراء قانية
الوان صفراء شاحبة
الوان امتقع لونها
الوان لُوِّنت للبهرجة والمجاملات ..
دونت في قاموسي دموع الأحرف
وأحزان الجمل والعبارات ..
غلّفته بمسكن من زجاج
جلّدته بذاكرة من وجع
ووقعت عليه باسم الشعوب المتناثرة على امتداد الزمن
على وقع أنغام الزفرات والآهات..
شعرت بلذة في تعرية الكلمات
وتغيير مقاييسها
كم من المعاني احتضنتها دونما ائتلاف
كم من الجمل حملتها في بطونها ثم ولدتها
دون مخاض .. دون معاناة ..
ما كنت انتهي من قتل كلمة حتى تولد اخرى
ما كنت انتهي من طعن حرف حتى يلتئم آخر
ما كنت انتهي من حرق معنى حتى يصعد بديل
من الماضي .. من التاريخ ..
من الذاكرات..
كنت أريد أن أخترق زمن المفردات
زمن النعوت والصفات
كل كلمات الحب.. كلمات الحزن
كلمات الشكر .. وكلمات المواساة ..
أردت أن أفك رموزها
وأروض أوزانها
وأصد إغراءها
في القراءة ما بين السطور
واللعب على الكلمات..
لكني فشلت ..............

فشلت في تحطيمها
فهي اصلاً محطمة
مسجونة داخل مقابر الجمل
يُفصَّل كل يوم منها بالمئات ..
وتموت على ألسنة رجالات القوم
تحت أقلام الشعراء والكتاب
وتذبح في أجمل الشعارات ..
تموت كلماتنا يومياً
أو تتظاهر بالموت ..
لنبكيها ..ونرثيها
ولنبني لها ضريحاً
ونرفع فوق جثتها علامات النصر ..
وأهم الانتصارات ..

تصرخ كلماتنا عالياً علنا نسمع أنينها
فلا من سامع ولا من مغيث ..
ولا من بصيص نور يندح عنها الظلمات ..

ما أسعد الذين اصبحت كلماتهم
تخرج من أفواههم قبل خروجها منهم ..
ما أتعس الذين أصبحت كلماتهم
تحمل سرهم..
وتتحول على شفاههم قضية
ودعوة صامتة للدخول في نوبة حزن ..
ورغبة مربكة للبكاء على أطلال لغة
ما برحت سيدة اللغات ..



#مهى_ياسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امنحني أكثر من الحب
- خربشات على دفتر حزن
- المظلة _ قصة قصيرة
- أمتي.. لا وقت لديها


المزيد.....




- جودي فوستر: السينما العربية غائبة في أمريكا
- -غزال- العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير ال ...
- الممثل التركي بوراك أوزجيفيت يُنتخب -ملكًا- من معجبيه في روس ...
- المخرج التونسي محمد علي النهدي يخوض -معركة الحياة- في -الجول ...
- سقوط الرواية الطائفية في جريمة زيدل بحمص.. ما الحقيقة؟
- منى زكي تعلّق على الآراء المتباينة حول الإعلان الترويجي لفيل ...
- ما المشاكل الفنية التي تواجهها شركة إيرباص؟
- المغرب : مهرجان مراكش الدولي للسينما يستهل فعالياته في نسخته ...
- تكريم مستحق لراوية المغربية في خامس أيام مهرجان مراكش
- -فاطنة.. امرأة اسمها رشيد- في عرضه الأول بمهرجان الفيلم في م ...


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهى ياسين - كيف أعبر لغتي