أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بوخاري حفيظة - قراءة نظرية في سيميولوجيا السينما: تحليل النظام الفيلمي















المزيد.....

قراءة نظرية في سيميولوجيا السينما: تحليل النظام الفيلمي


بوخاري حفيظة

الحوار المتمدن-العدد: 3362 - 2011 / 5 / 11 - 21:21
المحور: الادب والفن
    


من المتعارف عليه أن تقدم العلم مقترن بأي حال بتقدم المناهج، وهنا يقول رونيه ديكارت (René Descartes): " لا نستطيع أن نفكر في بحث حقيقة ما، إذا كنا سنبحثها بدون منهج، لأن الدراسات والأبحاث بدون منهج تمنع العقل من الوصول إلى حقيقة. " وفي سبيل الوصول إلى إجابات واضحة للتساؤلات المطروحة، تعين الالتزام بمجموعة من القواعد العامة التي تهيمن على سير الدراسة، ذلك أن المنهج هو الطريقة التي يتوجب على الباحث الالتزام بها، " فأي بحث علمي رهين بالمناهج، ويدور معها وجودا وعدما، ولا وجود للبحث السليم مع إفتقاد المنهج العلمي. " فالمنهج العلمي هو الذي يحدد مسار أي بحث، كما يضمن التوصل إلى نتائج دقيقة: " فهو طريقة موضوعية يتبعها الباحث لدراسة ظاهرة من الظواهر، بقصد تشخيصها، وتحديد أبعادها، ومعرفة أسبابها، وطرق علاجها، والوصول إلى نتائج عامة يمكن تطبيقها، فالمنهج فن تنظيم الأفكار، سواء للكشف عن حقيقة غير معلومة لنا، أو لإثبات حقيقة نعرفها. " وقد تم الاعتماد في هذه الدراسة على التحليل السيميولوجي كتصور نظري، ومنهج تطبيقي في شتى المعارف والدراسات الإنسانية، والفكرية، والعلمية، وكأداة في مقاربة الأنساق اللغوية وغير اللغوية، والتي كان اللساني الشهير: فردناند دي سوسير (Ferdinard De Saussure) أول من حرص على دراستها، حيث عرَّف اللغة كنظام دلالي قائم متضمن لأنظمة تواصلية أخرى، مثل: الكتابة، الإشارات والإيماءات، والطقوس الرمزية، وغيرها من أشكال التعبير عن الفكر، فحسب دي سوسير: " من الممكن مقارنة اللغة بالورقة، فإحدى صفحاتها هي الفكر، والصفحة الأخرى هي الصوت، وكما أننا لا نستطيع أن نعزل وجهي الورقة، فإننالا نستطيع أن نعزل في اللغة بين الصوت والفكر. " فاللغة كانت تعني اللغة اللفظية فقط " وإنه ليس إلا بعد تطور السيميولوجيا حتّى أصبح ضروريا التمييز بين مختلف اللغات: لغة العصافير، لغة الورود، اللغة الموسيقية، اللغة المسرحية، اللغة السينمائية...الخ " وتتم دراسة هذه اللغة وكذا تحليل مضمونها، من خلال دراسة نسقيها: النسق الداخلي، والنسق الخارجي: النسق أو النظام الداخلي: ويعرف بوصف الجزيئات، وهو دراسة العلاقات السياقية والإيحائية، أي العلاقات التي تقوم بين المفردات اللغوية، عند تداخلها في تركيب أو نظام ما، هذا التركيب هو الذي يكسب السياق أو البنيان اللغوي قيمته ومفهومه. النسق أو النظام الخارجي: أو وصف الإطار المعرفي، أي دراسة البنية اللغوية كحلقة وصل بين المقومات الثقافية، والاجتماعية، والحضارية. ومن جهة أخرى يرى دي سوسير أنه لا يمكن عزل المفردات (الكلمات) عن بعضها، ضمن الإطار العام لنظام اللغة، إذ يقول: " إنه لوهم كبير إعتبار الكلمة وكأنها فقط إتحاد بين صوت معين ومفهوم معين. " وعليه فاللسانيات تهدف إلى تقديم منهج متطور، لوصف ودراسة اللسان البشري من جهة، وكذا إستنباط العلاقة التي تنظم الصلة بين الفكر واللغة من جهة أخرى. كما اعتبر دي سوسير الألسنية فرعا من فروع السيميولوجيا، هاته الأخيرة التي تتولى دراسة الدلالات: " ويمكن أن نتصور علما يدرس حياة الأدلة في وسط الحياة الاجتماعية. " ويصف الباحث الدانماركي لويس يامسلاف (Louis Hyemslev) التحليل السيميولوجي على أنه: " مجموعة التقنيات والخطوات المستخدمة لوصف وتحليل شيء باعتباره دلالة في حد ذاته، وإقامة علاقات مع أطراف أخرى. " إذ تتم هذه العملية التحليلية بدراسة الموضوع ككتلة واحدة، في علاقته مع الأجزاء من جانب، وعلاقة الجزء بالكل من جانب مغاير، إلى أن تستنفذ جميع الوحدات ويتم تسجيل وحدات صغرى غير قابلة للتحليل. وتعتبر السينما أحد أهم مجالات التطبيق السيميولوجي، والتي اهتم بها عدد كبير من الدارسين، وعلى رأسهم: كريستيان ميتز، رولان بارث وغيرهما الكثير، كمفتاح حداثي لابد من اللجوء إليه قصد عصرنة الفهم وآليات التأويل والقراءة، وكمقاربة " أثارت إهتمام كل نظام دلائل مهما كانت مادته: رسم، كاريكاتور، أسطورة، إيماءة، موضة، صورة تشكيلية، صورة فوتوغرافية، ملصقة أو فاصل إشهاري، فيلم سينمائي، مسرحية، منوعة (أوبرا)، مسرحية غنائية (بالي)...إلخ. " ويتناول التحليل السيميولوجي للفيلم السينمائي، دراسة عميقة في أبعاده وتركيباته الداخلية، صوتا وصورة وحركة، ذلك أن بنية الفيلم هي بنية معقدة من الرموز والإشارات، والتي تقسم إلى قسمين: مفردات لغوية: كالصوت البشري، ولغة الموسيقى والغناء، والضوضاء. مفردات بصرية: كفنون التعبير والإشارة، الأشكال والألوان، تقنيات التصوير. وقد بين راندال هاريسون (Randall Harrison) أن الرموز غير اللفظية هي اتصال على مدى واسع، وهي في مجملها أربعة: رموز الأداء: تضم حركات الجسد، حركة العين، كما يوجد ما يعرف بشبه اللغة: نوعية الصوت، الضحك، النحنحة، السعال.الرموز الاصطناعية: الملابس، الأثاث، مستحضرات التجميل، المعمار. الرموز الإعلامية: والمتعلقة باستخدام الوسيلة والاختيار المناسب لها، كزوايا التصوير، أو سلم اللقطات. الرموز الظرفية: أي مكان وزمان وقوع الأحداث. وتضم المعالجة السيمولوجية للفيلم أيضا، تأويل جميع الرموز اللفظية (اللسانية) وغير اللفظية (اللالسانية) من خلال: 1 - الحوار اللفظي الذي يحدد طابع الشخصية ونوع الحدث. 2- توصيف اللقطة التي تمثل تصويرا مرئيا للفكرة العامة، المتناولة في الفيلم. وبعد تحليل كل مستوى على حدى، تتم دراسة حركة السرد المقترن بالصورة، كثنائية محورية في حياة الفيلم، من دون نسيان أحد أهم متطلبات التعبير الفيلمي، ألا وهي الإيديولوجية، إذ يشير جون بول سارتر (Jean Paul Sartre) أن كل عمل فني لابد من انطوائه على موقف أو فكر اجتماعي معين، ما يزيد من القدرة على الفهم، فلكل سينما مرجعية فكرية محددة يستوجب الكشف عنها: " فمن منا لم يقف عند النفحة الإيديولوجية التي كانت تدعو لها الأفلام السوفياتية؟ أو التي تكرسها الأفلام الأمريكية الحالية، عن طريق نشر الوعي الأمريكي المعلب في شرائط التسجيل، داخل شرائط الفيديو أو في علب الأفلام السينمائية. " ومنه فطريقة رولان بارث* ((Roland Barthes في التحليل، تنظر للفيلم على أنه نسيج أو ظفيرة لغوية، بغية فهم مفردات الأفلام المختارة، وأيضا العلاقات بين مضمونها والسياق الاجتماعي لها: " فالتحليل النصي للأفلام هو ذلك التحليل الذي يدرس الكتابة والخطاب الفلمي، من خلال دراسة نسقه، مكوناته، مدوناته، ووظائفه، للوصول إلى تفسير المعنى المنتج من خلال هذه الكتابة. " وتعتمد هذه الطريقة على عناصر: دلالة اللفظ-دلالة المعنى-المرجع والثقافة. دلالة اللفظ والمعنى: فكل فيلم سينمائي يحمل رسالة واضحة، يشرحها المخرج من خلال القصة الممثلة، كما يحمل رسالة ضمنية تبرز من خلال قراءة ما بين السطور، وتتحقق القراءة التعيينية (دلالة اللفظ) عبر مرحلتين: أ- مرحلة التقطيع الفني: وتعني وصف الفيلم في حالته النهائية، بتجزئته إلى مقاطع وهي بدورها إلى لقطات، حيث أن المقطع هو: " سلسلة من اللقطات المرتبطة فيما بينها بوحدة سردية، وهو في طبيعته شبيه بالمشهد في المسرح أو باللوحة السينمائية في السينما البدائية. " أما بالنسبة لتعريف اللقطة، فيعرفها سيرجي إيزنشتاين (Sergei Eisenstein) على أنها: " اللقطة ليست عنصرا في التركيب، بل هي خلية، ومثلما ينتج عن انقسام الخلايا تكوُّن سلسلة أعضاء متباينة، كذلك هو الأمر بالنسبة لانقسام اللقطات: اصطدامها وتنازعها، فإنه تتولد منه تصورات عقلية. " و تتركب اللقطة من وحدات قابلة للتحليل كالتالي: اللقطة: من حيث ترتيبها التسلسلي، من اللقطة الأولى إلى اللقطة الأخيرة، وتحديد مدة كل واحدة منها. شريط الصورة: وفيه عرض تام لمحتوى الصور ومجرياتها، من الشخصيات الأساسية والفرعية، وكذا الأماكن الداخلية والخارجية، الطبيعية منها والمصطنعة، بالإضافة إلى حركات الكاميرا وزوايا التصوير. شريط الصوت: ويضم الحوار، الموسيقى التصويرية، الضجيج والضوضاء. ب- مرحلة الاستشهاد: وهي استعراض نسخة من الفيلم، بالاعتماد على طريقة الفوتوغرامات، حيث يتم الوقوف عند كل صورة من أجل التعرف على محتوى كل منها، وتوضيح معاني قد تكون خفية أثناء العرض المتعاقب للفيلم. ومن خلال التحليل التضميني (دلالة المعنى) للأفلام يتم التوصل للعلاقة الرابطة بين الدال والمدلول، من خلال تحديد أسباب استعمال كل عنصر من عناصر اللقطة: على أي أساس اختيرت، لماذا وظفت شخصية على حساب أخرى، أو لون دون آخر، ثم استخراج حقيقة الرسالة السينمائية: المرجع: وهو التعرف على خلفيات الفيلم، هذه الخلفية التي تتكون من جملة منظومات وركائز معرفية متشابكة فيما بينها، لتصنع البعد الفكري الإرثي، والذي يعبر عنه كاتب السيناريو ويبعثه المخرج للحياة. الثقافة: وهي التنويه إلى مجموعة الاتجاهات والقيم المعروضة في الفيلم، والتي تحيل إلى نوعية الثقافة، أو ذاك النمط المتكامل من المعرفة البشرية، المعتمد على التفكير الرمزي والتعلم الاجتماعي. إن الجمع بين هذه العناصر الثلاث هو بحد ذاته سبر لأغوار الفيلم السينمائي موضوع الدراسة، وإجابة صريحة عن أهم إشكالاتها، خصوصا مع الاعتماد على أداة تحليل المضمون والتي تعرف على أنها: " أسلوب في البحث يهدف إلى الوصف الكمي، والموضوعي المنظم للمضمون الظاهر أو الواضح للاتصال. " إذن فأداة البحث هي تحليل المضمون من الجانب السيميولوجي، كأحد أهم وأحدث الأساليب البحثية التي تستخدم في دراسة مادة اتصالية، لفظية كانت، أو سمعية، أو مرئية، بأسلوب منظم وموضوعي: " كل دراسة نقدية يجب أن تستند إلى دراسة موضوعية، لتحليل نصوص وسائل الإعلام والثقافة المرئية المسموعة، وخاصة النصوص الدرامية للسينما والتلفزيون " والتي تتم مرورا بمستويين: المستوى الأول: وهو المستوى الوصفي، الظاهر الصريح للفيلم المعالج. المستوى الثاني: وهو المستوى التحليلي حيث يتم الربط بين البيانات والمعلومات، والمتغيرات البحثية الأخرى للتعمق في مضمون الفيلم، وتستخدم النتائج المتحصل عليها في التنبؤ بالاستجابات المستهدفة من وراء العرض السينمائي.





#بوخاري_حفيظة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بوخاري حفيظة - قراءة نظرية في سيميولوجيا السينما: تحليل النظام الفيلمي