أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - صالح كركر - تعليق على زيارة السيد منصف المرزوقي إلى سعادة السفير الأميركي بتونس















المزيد.....

تعليق على زيارة السيد منصف المرزوقي إلى سعادة السفير الأميركي بتونس


صالح كركر

الحوار المتمدن-العدد: 1003 - 2004 / 10 / 31 - 09:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


بلغني أكثر من مرة و من أكثر من شخص، ممن لا أشك في رواياتهم، أن السيد المنصف المرزوقي يضيق ذرعا بالنقد الذي يوجه إليه و بالناقدين له، و لعل ذلك هو خير دليل على قناعاته الديمقراطية. و رغم ذلك فها أنا أستسمحه في شيء من التعليق و النقد حول زيارته الأخيرة لسعادة السفير الأمريكي في بلادنا، راجيا منه أن يتحلى بشيء من الصبر و سعة الصدر و يسمح لي بذلك.
لقد سبق لي أن تحدثت في مقالات سابقة بشيء من التحليل حول مسألة اتصال الرجل السياسي بالقوى الخارجية عموما. و قد كنت أكدت أن ذلك من حيث المبدأ جائز إذا توفر في الشخص الذي يتصل بعض الشروط الضرورية و التي أذكر هنا ببعضها:

أولا ـ الإخلاص و الولاء التام للوطن و لمصالحه العليا. و على هذا المستوى أقول بكل صراحة إنه ليس لي ماديا ما يبرر اتهام السيد المرزوقي أو مؤاخذته من هذا الجانب. بل على العكس فإنني لا أزال أحسب، حسب علمي المتواضع، أن الرجل لا يزال وفيا لوطنه و لشعبه.

ثانيا ـ الحنكة السياسية و المهارة العليا فيها، ذلك لأن عالم السياسة هو عالم ذئاب، يفترس فيه القوي الضعيف، و صاحب الحس السياسي المرهف صاحب الحس الركيك. و هنا فإنني لست مستعدا لأن أجامل السيد المرزوقي و أنافقه و أقول له عكس رأيي فيه سياسيا، فحس الرجل لا أراه حسا سياسيا مرهفا أبدا أو حتى قريبا من ذلك وهو يخشى على نفسه سياسيا إذا ما وجد نفسه مع أهل السياسة الماهرين فيها و ليس لهم من قيم إلا مراعاة مصالح جهاتهم و بلدانهم التي يعملون لمصلحتها.

ثالثا ـ تعزيز النفس بالآخر الشاهد الأمين و المعين المخلص، خاصة إذا كان المعني بالأمر من النوع الذي أسلفنا، فقد أصبح من الواجب الحتمي عليه أن يصطحب معه في لقاءاته السياسية عموما و خاصة في لقاءاته السياسية مع الطرف الأجنبي، أحد أو بعض المهرة في السياسة ممن هم من حوله و يتعامل معهم حتى يصححوا له أخطاءه و يتلافوا ضعفه و نقصه، لكن مع الأسف الشديد يبدو أن السيد المرزوقي معروف بروحه الفردية النامية خاصة في إطار تنظيمه السياسي الخاص، و بقلة عودته إلى من هم يعملون معه و لهم عليه حق العودة إليهم و استشارتهم في كل ما يقةم به. و هذا شيء في الحقيقة خاص به و بزملائه في حزبه لا يستحق التدخل من طرف غيرهم، لو كان الخطأ الذي قد يقوم به أو يقع فيه لا يضره إلا هو و تنظيمه، و لا يتعداه لغيره، و أرجو أن يكون المعني بالأمر قد انتبه لهذا الجانب و أخذ معه في زيارته من يدعمه و يصوبه. و إن لم يفعل فقد يجيبني السيد المرزوقي أنه لا يستطيع أن يفرض على السفير الأمريكي شخصا آخر يرافقه في مقابلته و هنا يكون الجواب عليه بأن المقابلات تتم بالتراضي و بشروط الطرفين معا و على أساس المساواة في التعامل حتى لو كان أحد الطرفين سعادة السفير الأمريكي. أما إذا كان منذ البداية هناك طرف يشترط و يقرر و الآخر يسمع و يطيع و ينفذ فلا يسعني إلا أن أقول يا خيبة المسعى.

رابعا ـ أما الشرط الرابع و الأهم من كل مما سبق و الذي يجب أن يتوفر في كل رجل سياسي يرغب في الاتصال بأطراف خارجية هو شرط التأييد الجماهيري الواسع له. فالتأييد الجماهيري الواسع له يمنحه ثقلا في عين محاوره و يخفف عليه من ضغوط الإغراء و يمنحه ثقة في النفس و اطمئنانا للذات وهو درع له و وقاء ضد كل مخاطر و مكائد الاتصال الخارجي. أما إن لم يكن له تأييدا جماهيريا واسعا أو لا ربما إن كان يعيش إفلاسا كاملا من هذا الجانب و عزلة موحشة عن الجماهير، فإنك تراه يبحث على التأييد من جهات أخرى من غير الشعب تماما مثل غالبية حكام العرب. و لا أريد هنا أن أحكم على السيد المرزوقي من هذا الجانب بقدر ما أريد أن أسأله كيف يرى هو نفسه من هذا الجانب و كيف يقدر التفاف الجماهير من حوله و درجة الثقة التي يمنحها الشعب له؟ و هل ذلك كان يكفيه لدعم موقفه في حواره مع السفير الأمريكي، و يجعل منه زعيما حاملا لآمال و طموحات الشعب التونسي و باسطا لها أمام هذا السفير، و ليس مجرد محترف للسياسة بيد فارغة و أخرى لا شيء فيها، بصدد البحث عن منافذ مهما كان نوعها توصله إلى السلطة !!!

و حسب البلاغ الذي نشره حزب السيد المرزوقي فقد أكد هذا الأخير أن زيارته للسفير الأمريكي كانت نتيجة تفويض أعضاء حزبه له للقيام بها. و هذا حسب رأينا حد أدنى و لكنه غير كاف لأنه غالبا ما تكون أضرار عمل ما متجاوزة لحدود من قاموا بها. كما تذكر الآية الكريمة:" و اتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة". فأرجو أن لا تكون هذه الزيارة التي قام بها السيد المرزوقي لسعادة سفير أكبر دولة في العالم في بلادنا باب بلاء جديد قد فتحه من قام بها على الشعب و البلاد عامة.
كما تجدر الملاحظة أن بلاغ حزب المؤتمر كان مقتضبا للغاية، بحيث غاب فيه تماما جانب مصارحة الشعب التونسي بحيثيات هذه الزيارة كاملة و بما دار فيها من كلام بالضبط. و رغم هذا الاقتضاب فقد أكد بشكل يجلب الانتباه على مسألة هامة للغاية وهي مسألة إطلاق سراح المساجين السياسيين إلى حد يخيل معه لقارئ البلاغ و كأن السيد المرزوقي لم يذهب للقاء السفير الأمريكي إلا لمجرد الحديث معه في هذه القضية دون سواها. و هذا بطبيعة الحال لا يمكن أن يصدقه عاقل على وعي بالحد الأدنى بالخطاب السياسي السليم. أما أنا فلا أفهم المسألة بهذا الشكل بقدر ما أفهمها بأن السيد المرزوقي كان واعيا بأن زيارته لسعادة السفير المذكور ليست محل اتفاق و لا محل ترحيب من قبل القوى الوطنية، و كان خائفا من أنها ستجلب له مصاعب جمة و ستثير حوله و ضده و ضد حزبه غبارا كثيفا، خاصة من قبل القوى الشعبية و المعارضة الوطنية المتجذرة. فألقى للجميع بهذا العظم ليرضيهم به على زيارته، و ليشغلهم و يصرفهم بذلك عن التعبير عن عدم الرضا و السخط على هذه الزيارة التي تفوح بالرائحة الكريهة في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به بلادنا و أمتنا. مساكين أخواننا المساجين، لقد أصبحت قضيتهم بقرة حلوبا لكل ناعق في المجال الحقوقي و في المجال السياسي، حتى اليسار الميكروسكوبي الماكر لا يتورع من استغلال هذه البقرة الحلوب وهو رافض للإسلام و للإسلاميين و حاقد عليهم. و هكذا يبدو أن السيد المرزوقي هو بصدد بداية التدرب على السياسة السياسوية إذا سمح له الشباب التونسي الواعي بقضيته و المتمرس منذ البارحة على ممارسة السياسة الحقيقية بذلك.



#صالح_كركر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما أشبه اليوم بالأمس...
- حول مهزلة الانتخابات في تونس من جديد...


المزيد.....




- لبنان.. لقطات توثق لحظة وقوع الانفجار بمطعم في بيروت وأسفر ع ...
- القبض على الإعلامية الكويتية حليمة بولند لاتهامها بـ-التحريض ...
- مصر.. موقف عفوي للطبيب الشهير حسام موافي يتسبب بجدل واسع (صو ...
- -شهداء الأقصى- التابعة لـ-فتح- تطالب بمحاسبة قتلة أبو الفول. ...
- مقتل قائد في الجيش الأوكراني
- جامعة إيرانية: سنقدم منحا دراسية لطلاب وأساتذة جامعات أمريكا ...
- أنطونوف: عقوبات أمريكا ضد روسيا تعزز الشكوك حول مدى دورها ال ...
- الاحتلال يواصل اقتحامات الضفة ويعتقل أسيرا محررا في الخليل
- تحقيق 7 أكتوبر.. نتنياهو وهاليفي بمرمى انتقادات مراقب الدولة ...
- ماذا قالت -حماس- عن إعلان كولومبيا قطع علاقاتها الدبلوماسية ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - صالح كركر - تعليق على زيارة السيد منصف المرزوقي إلى سعادة السفير الأميركي بتونس