أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رباب خاجه - كتاب “التصميم العظيم” ؛ مراجعة و ترجمة مختصرة (٦)















المزيد.....


كتاب “التصميم العظيم” ؛ مراجعة و ترجمة مختصرة (٦)


رباب خاجه

الحوار المتمدن-العدد: 3361 - 2011 / 5 / 10 - 23:12
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


كتاب من تأليف عالم الفيزياء النظرية المعروف ستيفن هوكنغ و الفزيائي ليونارد ملوديناو-تابع
الفصل الخامس: نظرية كل شيء:
جميع الفصول الماضية لم تكن في الواقع إلا تمهيدا لهذا الفصل، فهذا الفصل هو خلاصة ما يريد المؤلف أن يوصله إلى القاريء بما يخص النظرية الكلية ، أو بالأحرى، ما يتنافس عليه الباحثون و العلماء في الأمس القريب و اليوم لصياغة النظرية الشمولية الواحده، هذا مع العلم أن آينشتاين بنفسه كان أحد هؤلاء المتنافسين. و هذه النظرية يتأمل أن يجد العلماء فيها بديلا عن جميع القوانين الكلاسيكية، مصيغة بنموذج واحد يمكن إستخدامه على مستوى الكون بجميع أحجامه؛ العالم الذري و العالم اليومي المعاش و عالم النجوم و الكواكب الكوني الشاسع. و لكن هنالك مشكله، كما يؤكد المؤلف، فعلى الرغم من إمكانية صياغة العديد من النظريات ألا أن صياغة نظرية واحدة شامله بحد ذاتها يعتبر من المستحيل ، و ذلك لأن الكون نفسه غير متجانس في جميع أجزائه، و قوانينه تختلف حسب مستوياتة أو حجمه. و لكن ذلك لا يعني أن كل تلك المحاولات كانت بدون فائدة، بل ممكن النظر إليها على أنها هي كلها إنما آجزاء داخلة ضمن النظرية الكلية الشاملة التى يسعى لها الباحثون. فكل معادلة أو نظرية تكمل الأخرى ضمن نفس المفهوم، و بجمعها ممكن أن نحصل لصورة عامة عن الكون. فالكون ، حسب المؤلف ، ممكن فهمه و ذلك لأن ظواهره لها وتيرة مكرره محكومة بالقوانين الطبيعية مهما بدت لنا مختلفة عن بعضها البعض من مستوى لآخر. و على هذا الأساس ممكن أن نعمل للكون نموذج واحد جامع. أو بمعنى آخر ” تصرف {الكون} يمكن أن يوضع بصيغة نماذج {بالإمكان فهم أبجدياتها} “. و لكن جميع هذه النماذج تكون قاصرة ما لم تكن شاملة في نموذج واحد يشملها جميعا. و من هنا يبدأ المؤلف في مراجعة لما قام به العلماء في هذا المجال و النظريات التي قدموها و التي لا تكتمل النظرية الشاملة بدونها . بادئا بما سبق و ذكره في الفصول الماضية عن هذه القوى و شارحا لقوانينها- أو كما سماها بتقديم النماذج - مبتدءا بالقوانين الأربعة الكلاسيكية ، و مرورا بمحاولات العلماء لخلق النموذج الذري لهذه القوى الأربعه، و منتهيا بالنظرية الكلية أو نظرية “م” ، و التي يبين كيف أنها تشملها جميعا. أي أنه و حتي نحصل على النظرية الشاملة فنحن علينا أن نجمع كل تلك النظريات، بدلا من إلغائها جميعا و الإستعاضة بها في نظرية واحدة تطبق على الجميع.

يبدأ المؤلف بالنماذج الكلاسيكية للقوى المؤلف، فيقول، ” أول قوى تم شرحها بلغة الرياضيات هي القوى الخاصة بالجاذبية. فقانون نيوتن للجاذبية و الذي نشر في عام ١٦٨٧ ذكر أن كل شيء في العالم يجذب شيئا آخر بقوة جذب تتناسب مع كتلته” و مع أن هذا القانون بدى متعارضا مع بعض القصص التي جاءت في الإنجيل، كما يقول المؤلف ، ألا أن ذلك كما يبدو لم يزعج نيوتن مع أنه هو صاحب هذا القانون . فقصة يوشع بن نون في الإنجيل تقول أن يوشع صلى كي تقف الشمس في مكانها في السماء، و يقف القمر عن حركتهما كليا و ذلك حتي يطول النهار فيستفيد من ضوء الشمس و يتغلب في حربه على الأموريين في كنعان فإستجاب الرب لصلاته، و هذا يعني أنه طلب من الله إيقاف عجلة الزمن لمدة أربعة و عشرون ساعة. “و حسب كتاب يوشع، فلقد توقفت الشمس تماما{عن الحركة} لمدة يوم تقريبا”. و إذا كان ذلك صحيحا فإن ذلك يعني أيضا أن الأرض توقفت عن الدوران لمدة أربعة و عشرين ساعة. مما يعني أيضا و “بحسب قانون نيوتن {و الذي يقول بأن } أي شيء طليق غير مقيد فهو يظل في حركة دائمة بنفس حركة الأرض الأصلية ( ١،١٠٠ ميل لكل ساعة عند خط الإستواء) – و هذا يعني أن الثمن {لهذا الإجراء} سيكون غالي جدا {كل شيء سيتطاير في الهواء}” و لكن مع ذلك “فنيوتن كان يعتقد أن الله بإستطاعته، بل و بالفعل تدخل في عمل الكون {كما جاء في الإنجيل}”٠

أما القوى الأخرى الكلاسيكية و التي تم وضع قانون أو نموذج لها فلقد “كانت القوى الكهربية و القوى المغناطيسية…فالقوى الكهربية و القوى المغناطيسية أكبر بكثير من قوة الجاذبية، و لكننا مع ذلك لا نشعر بهما عادة في حياتنا اليومية لأن الأجسام الماكروسكوبية {التي نستطيع التعامل معها من حيث الحجم في حياتنا اليومية} تحتوي على شحنات متساوية تقريبا من السالب و الموجب ، و هذا يعني أن القوى الكهربية و القوى المغناطيسية بين جسمين ماكروسكوبيين (كجسمي و جسمك مثلا) تحذف بعضها البعض {ناتج الجمع الجبري}، أما قوى الجاذبية {بين الأجسام الهائلة} فهي مختلفة في كونها تضاف لبعضها البعض” ٠ و من أهم الإستكشافات في هذا المجال هو تأثير كل من القوى الكهربية و القوى المغناطيسية ببعضها البعض؛ فالشحنة الكهربية المتحركة تحدث قوة علي المغناطيس، و المغناطيس المتحرك يحدث قوة علي الشحنات الكهربية {هذا ما لاحظه لأول مرة الفيزيائي الدانماركي هانز كريستيان أورستيد}٠
Hans Christian Ørsted
في عام ١٨٢٠ و هو صاحب المصطلح العلمي الذي نعرفه اليوم بالكهرومغناطيسية
Electromagnetism
و بعد سنوات قليلة جاء العالم الإنجليزي مايكل فارادي
Michael Faraday
ليبين لنا ” بإنه إذا كان بمقدور التيار الكهربائي إحداث مجال مغناطيسي، فالمجال المغناطيسي بإمكانه إحداث تيار كهربائي (١٨٣١)” و من ثم ” إكتشف فرادي العلاقة بين الكهرومغناطيسية و الضوء عندما بين أن المغناطيسية الشديدة تستطيع إستقطاب الضوء”٠
Light Polarization
و أحد تطبيقات ذلك هو بعض النظارات الشمسية. أما أحد أهم المكتشفات العلمية في هذا المجال علي الإطلاق فقد كان في فكرة مجالات القوى أو بالأحرى إنتشار القوى في مجالات بصورة موجية، و التي أثبتها فرادي بالتجربة العملية مع أنه لم يتمكن من وضع النموذج الرياضي لها، و كانت هذه هي نقطة البداية الحقيقة لمعرفة طبيعة و خواص جميع القوى في الكون، فحسب ما جاء على لسان المؤلف ” اليوم نحن نعتقد أن جميع القوى تنتشر بطريقة المجالات، و لذا فهذه الفكرة التي إبتدأت مع فرادي تعتبر اليوم عامل مهم جدا في الفيزياء {الكمية} الحديثة، كما أصبح كذلك في عالم الخيال العلمي {فلم ميتركس مثلا مبني على هذه الفكرة العلمية الثورية } “٠
و في “عام ١٨٦٠ طور الفيزيائي الإسكوتلندي جيمس كليرك ماكسويل
James Clerk Maxwell
إستنتاجات فارادي و قدمه بصورة نموذج رياضي مفسرا بذلك العلاقة الذاتية الغامضة بين الكهرباء و المغناطيس و الضوء. و كان الناتج مجموعة من المعادلات تقوم بتفسير القوة الكهربية و القوة المغناطيسية كتجسيد لنفس الكينونة الفيزيائية، و سماها المجال الكهرومغناطيسي . فماكسويل {إذا، كان له الفضل في } توحيد الكهرباء و المغناطيسية بصورة قوة واحدة. و علاوة على ذلك بين ماكسويل أن هذه المجالات الكهرومغناطيسية تنتشر في الفضاء بصورة أمواج…و قد إكتشف {بعد ذلك} أن الضوء هو بنفسة موجة كهرومغناطيسية، حدد ماكسويل سرعته دون أن يعلم حيث ظهرت في معادلاته كثابت. و اليوم نحن نسمي المعادلات التي تفسر المجالات الكهربية و المغناطيسية بمعادلات ماكسويل. أما تطبيقات هذه النظرية في الحياة اليومية فهائلة، فهي لا تقتصر فقط على الأدوات الكهربية التي نستخدمها بصورة يومية في { صالات و مطباخ و كراجات} منازلنا و في كمبيوترات {مكاتبنا}، و لكنها أيضا أفادتنا في تفسير الموجات الغير ضوئية، كمثل موجات المايكرويف، و موجات الراديو، و موجات الأشعة تحت الحمراء، و أشعة إكس {التي نستخدمها في جميع مجالات حياتنا}. و كل تلك الموجات {مشابهة لموجات الضوء } و لا تختلف عنها إلا بشيء واحد فقط ألا و هو طول الموجة”٠
أما أينشتاين و الذي ظهر في الصورة بعد ذلك فلقد كان في السادسة و العشرون من عمره في سنة ١٩٠٥ م، عندما بدأت شهرته بعد نشره لورقة علمية عنوانها ” الديناميكية الكهربية للأجسام المتحركة” حيث إفترض فيها إفتراض بسيط بأن قوانين الفيزياء و بالأخص سرعة الضوء يجب أن تبدو ثابتة لجميع المشاهدين المتحركين بصورة نسبية لبعضهم البعض. و هذه الفكرة، تطورت فيما بعد، لتقوم بعمل ثورة في نظرتنا {كبشر} لمفهوم الزمان و المكان. فأينشتاين قدم {بورقته} الإستنتاج المنطقي أن قياس الزمن ، كقياس المسافة {الداخلة ضمن الإعتبار} تعتمد علي المشاهد الذي يقوم بعمل القياسات! و هذه المعلومة كانت أحد المفاتيح في نظرية أينشتاين التي وضعها في ورقته العلمية في عام ١٩٠٥، و التي أصبحت فيما بعد {دعامة} لنظريتة التي سميت بعد ذلك بالنظرية النسبية الخاصة”٠
و لقد إستنتج أينشتاين أن ” الوقت لا يمكن أن يكون مطلق، مثلما كان نيوتن يتصور. أو بمعني آخر، ليس من الممكن أن نحدد لكل حادث وقت معين يتفق عليه كل المشاهدين. فكل مشاهد له قياس للوقت خاص به، و الوقت المقاس من قبل مشاهدين أثنين عندما يكونان في حالة حركة ، كل منهما نسبة إلي الآخر، لن يكون نفس الشيء. و فكرة آينشتاين هذه تتعارض مع بديهياتنا لأن تأثيرات {هذه الفكرة} غير محسوسة في السرعات التي نتعرض لها في الحياة اليومية. و لكن هذا ما تم التأكد منه بالتجارب المتكررة”٠
و بسبب ما قدمه أينشتاين في نظريته ” إستوعب الفيزيائيون بأنهم عند مطالبتهم بتثبيت سرعة الضوء في جميع مستويات الإسناد، فمعادلات ماكسويل للكهرباء و المغناطيسية تفرض علينا عدم معاملة البعد الزمني بصورة مستقلة عن الأبعاد المكانية {الثلاثة:طول عرض و إرتفاع}. بل البعد الزمني و الأبعاد المكانية {عليها أن تكون} متداخلة. و هذا شيء شبيه بإضافة إتجاه رابع هو الماضي-المستقبل لما هو معتاد من يمين - يسار ، أمام - خلف ، أعلى - أسفل. و سمى الفيزيائيون هذا التزاوج بالزمكان”٠
Space-Time
و في خضم محاولات آينشتاين بإدخال الجاذبية في معادلاته فطن أنه “حتى يجعل الجاذبية ملائمة لنظريته النسبية، فكان لابد له أن يعمل تغيير آخر {للنظرية}. فحسب نظرية نيوتن للجاذبية، في أي زمن معين تنجذب الأشياء إلي بعضها البعض بقوة تعتمد علي المسافة بينهم في ذاك الزمن. و لكن بما أن النظرية النسبية كانت قد قضت علي فكرة الزمن المطلق ، و عليه فلا توجد وسيلة لتعريف أي زمن {معين } يتم فيه قياس الكتل… وبعد إحدي عشر سنة لاحقة طور آينشتاين نظرية جديدة للجاذبية مختلفة عن مفهوم الجاذبية في نظرية نيوتن، سماها النظرية النسبية العامه. و كانت نظريته فكرة ثورية علي مفهوم الكون المسطح الذي إعتمده البشر حتي تلك اللحظة ، أي إعتمد فيها على أن الزمكان غير مسطع، كما تم قياسه و إعتماده بالسابق، و لكنه منحني و مشوه بسبب الكتل و الطاقات التي تحتويه٠
و هندسة الأبعاد المكانية المنحنية مثل سطح الأرض ليست كالهندسة الخاصة بالأبعاد المكانية المسطحة في نظريات إيكليدس و التي كان العالم معتاد عليها {حتي تلك الفترة}… ففي نظرية آينشتاين، تتحرك الأشياء بصورة تسمى جيوديسية
Geodesics
و التي هي أقرب شيء إلي الخط المستقيم في البعد المكاني المنحني
والأهمية الحقيقية للنظرية النسبية العامة لا يكمن فقط في تطبيقاته بأجهزة مثل جي بي إس
(GPS)
و التي نستخدمها للإستدلال علي العناوين في سياراتنا و حسب، و لكن أيضا في كونه يعطي نمودج مغاير و بصورة كبيرة للعالم {من سابقتها}، و هذه الصورة تتنبأ بتأثيرات {كونية} جديدة مثل الأمواج المتجاذبة و الثقوب السوداء. و عليه فهذه النظرية حولت علم الفيزياء إلي علم الهندسة. هذا و لقد أتاحت لنا التكنلوجيا الحديثة بإجراء العديد من الإختبارات الحساسة علي النظرية النسبية العامة للتأكد من صحتها، فنجحت في كل واحدة منها بلا منازع٠
و مع ذلك فنظرية آينشتين، كما هي نظرية ماكسويل ، و كما كانت نظرية نيوتن قبلهما ، تظل جميعها نظريات كلاسيكية لأنها تعتمد علي نموذج أحادي التاريخ. و كل هذه النماذج لا تطابق المشاهدات في المستوى الذري {و ما تحت الذري للكون}”. و لكنها مع ذلك تؤدى الغرض المطلوب منها في إستخداماتنا ” من أجل عمل الحسابات العملية و التي تخص عالمنا اليومي. فنحن بإمكاننا أن نستمر في إستخدام النظريات الكلاسيكية، و لكن إذا كنا نريد أن نفهم تصرفات الذرات و الجزيئات، فنحن بحاجة إلي الصيغة الذرية لقانون ماكسويل الخاص بالكهرومغناطيسية؛ و كذلك إذا أردنا معرفة العالم في بداياته، عندما كانت المادة و الطاقة جميعها مضغوطة في حجم صغير، فنحن بحاجة إلي الصيغة الذرية للنظرية النسبية العامة. فنحن نحتاج إلي هذه النظريات المستحدثة لأننا إذا كنا بصدد البحث عن أساسيات الطبيعة {و بدقة متناهية}، فلن تكون حساباتنا متوافقة إذا كانت بعض قوانيننا ذرية و الأخري كلاسيكية، و عليه فيجب علينا إيجاد صيغ ذرية لكل القوانين في الطبيعة. و هذه النظريات تدخل {بمجملها} بنظريات المجال الكمي”٠
Quantum Fields Theories
و رجوعا للقوى الكلاسيكية فالقوى الثالثة حسب تصنيف المؤلف هي “القوى النووية الضعيفة ( هذا ما يسبب الإشعاعات الراديوية و يلعب دورا مهما في تكوين العناصر في النجوم و كان لها تأثير في بدايات العالم، و لكننا في العادة لا نصادف هذه القوة في حياتنا اليومية)”، و أما القوة الرابعة فهي “القوى النووية القوية (و هي الطاقة التي تربط البروتونات و النيوترونات في داخل نواة الذرة. كما تربط {جزيئات} البروتونات و {جزيئات} النيوترونات الداخلية و التي هي عبارة عن جزيئات أصغر مثل الكواركس}. كما أنها هي مصدر الطاقة الشمسية، و الطاقة الذرية و لكن نحن لا نتصل مباشرة بها)”٠

و حتى نصل للنظرية الشاملة فلابد من عمل نسخة من جميع القوى الأربعة السابق ذكرها في المجال الذري أو الكمي. و من هذا المنطلق ظهرت : القوى الكهروديناميكية للجاذبية
(QED)
و التي قدمها ريشارد فينمان في عام ١٩٤٠م، ممثلا المجالات الكهرومغناطيسية بصورة سحابات من جزيئات القوى متناوبة الوجود مع جزيئات المادة في حركة دائمة ، و قدمها بعدة رسومات تحتوي على:
مجموعة جزيئات القوى البوسونات أو الفوتونات
bosons -photons
في خطوط حلزونية . و الجزيئات المادية و التي هي عبارة عن فيرميونزات أو بالأحرى الإليكترونات و الكواركس
fermions -electrons +quarks
في خطوط مستقيمة لتسهل عملية قراءة تصرف هذه الجزيئات، و من خلال جميع الإحتمالات التاريخية عندما تكون في المجال الكمي أو الذري . فالجزيء ممكن أن يكون تصرفه كتصرف المادة في لحظة ما و ينقلب للتصرف الموجي أو تصرف القوى في لحظة آخرى. أو بمعنى آخر عندما يصادم إليكترونا ما (جزيء مادي) إليكترون آخر فهو يصدر فوتونا {طاقة} في إتجاه ما و يغير كل إليكترون مجال سيره حتى يصطدم كل منها بإليكترون آخر و هكذا في حركة لامتناهية داخل كل جسم مادي. و يمكن للقاريء تصور مدى صعوبة صياغة معادلات ذرية لتفسير هذه المسارات. و لكن مع ذلك فلقد تم إختبار تنبؤات الكيو إي دي و تبين أنها تطابق النتائج التجريبية بدقة متناهية٠
أما أهم ما تم إستنتاجه من هذه التجارب و هو العامل الأهم بالنسبة لموضوعنا فهو معلومة أنه لا يوجد شيء إسمة الفضاء الخالي. فالجزيئات المادية - القوى تنتشر بصورة دائمة في الكون و تتناوب مع بعضها البعض، و ذلك لأنه و حسب تعريفنا، “الفضاء الخالي يعني أن قيمة المجال و درجة تغيره هو صفر بالضبط. ( إذا لم تكن درجة تغيير المجال صفرا، فهذا يعني أن الفضاء لن يضل خالي أبدا) و بما أن مبدأ الريبة {تم شرحه في الفصول السابقة} لا يسمح لقيمة الإثنين {المجال و درجة تغييره} أن يكونا دقيقان في آن واحد، فالفضاء لا يمكن أن يكون خاليا. و لكنه يكون في الوضع الذي تكون فيه الطاقة أقل ما يمكن {تقريبا صفر}، و هذه الحالة تنشأ لتذبذب الفراغ بالجزيئات {المادية} و مجالات {القوى} القافزة إلى الوجود و خارجه. {و هذا يعني أن الشيء ممكن أن يتواجد من اللاشيء عندما يكون المجال ذري }” . و تسمى هذه الحالة :
Vacuum Fluctuations and Quivering in and out of Existence
و بالإمكان تصور تذبذب الفراغ كجوز من الجزيئات {إحدهما قرين الآخر , مساوي له بالمقدار و مخالف بالشحنة}، يظهران مع بعض في وقت معين، ثم يبتعدا عن بعض{فيحدثان طاقة صغيرة فى الفراغ} و من ثم يتقابلان ليقضي أحدهما علي تأثير الآخر{فتصبح في هذه اللحظة الطاقة في الفراغ صفرا}”. و تسمى هذه الجزيئات بالجزيئات الإفتراضية
virtual particles
و ذلك لأنها ” علي خلاف الجزيئات الواقعية، فالجزيئات الإفتراضية لا يمكن مشاهدتها مباشرة عن طريق كاشف الجزيئات، و لكن ممكن أن نقوم بقياس تأثيرها غير المباشر، مثل قياس التغيير الصغير في الطاقة الخاصة في المدار الإليكتروني للإليكترون ، و تتمتع هذه التنبؤات النظرية بالدقة {في القياس} و بصورة كبيرة تدعو إلي الدهشة. و لكن المشكلة تكمن في كون الجزيئات الإفتراضية لها طاقة، و لأنه هنالك عدد لا نهائي من هذه الأزواج الإفتراضية {المتراصة}، لذا فهي لها كمية كبيرة من الطاقة الجامعة. و حسب النظرية النسبية العامة، {ما سبق} يعنى أن هذه الجزيئات تعمل علي إنحناء العالم إلي قياس لانهائي في الصغر، و هذا بالطبع لا يحدث{في الواقع اليومي المعاش}”٠
أما بالنسبة للجاذبية و محاولات إيجاد النسخة الذرية منها ففي عام١٩٧٦ “تم تطوير نظرية الجاذبية الخارقة أو ما يسمى بالتطابق أو التناظر الخارق. و هذا التطابق الخارق يعني بأن لكل جزيء قرين مساو له بالمقدار و مخالف فى الإتجاه ، أي أن جزيء القوة و جزيء المادة هما في الواقع وجهين لعملة واحدة…و هذا يعني أن كل جزيء مادي، كالكواركس مثلا، لديه قرين جزيئي هو جزيء القوى، كالفوتون{لعمل التوازن المطلوب} … و أغلب الفيزيائيون يعتقدون اليوم أن الجاذبية الخارقة كانت هي الإحتمال الأقوى للإجابة علي مشكلة توحيد الجاذبية مع بقية القوى الثلاثة الأخرى {في المجال الذري}” و مع أنه ” لم يتم مشاهدة مثل هذا القرين الجزيئي في الطبيعة. و لكن الحسابات المتعددة و التي أجراها الفيزيائيون تبين أن الجزيء القريني الخاص بالجزيئات المادية بالإمكان مشاهدتها إذا كانت آلاف المرات أكبر بالكتلة من البروتون” و لذا فهنالك أمل بأن هكذا جزيئات ممكن خلقها في {تجربة } تصادم الهيدرون الكبير في جنيف”، حيث يقوم العلماء بمحاولة لإصطدام بروتونين في سرعات شديدة معاكسة لبعضها البعض لخلق جو يشبه جو الإنفجار الكبير و بالتالى لدراسة كل ما ينتج من جزيئات من خلال هذا التصادم٠
و يقول المؤلف أن “فكرةالتناظر الخارق كان هو مفتاح خلق الجاذبية الخارقة، مع أن الفكرة {لم تكن جديدة} و لكنها في الواقع كانت قد إبتدأت بسنوات عديدة مع ظهور فكرة لنظرية كانت تسمي نظرية الوتر
String Theory
و حسب نظرية الوتر، فجزيئات {المادة} ليست نقاط {في فراغ} ، و لكنها توجد في مجاميع {كسحابة} من الذبذبات، لها طول و ليس لها عرض أو إرتفاع- مثلها كمثل قطع لانهائية من الأسلاك الرفيعة…تقود إلي مالانهاية . و لكنها في بعض المواضع الصحيحة تحذف تأثير بعضها للبعض الآخر. و لها خاصية غير إعتيادية أخري: تكون متوافقة مع بعضها فقط عندما تكون الأبعاد الزمكانية تساوي عشرة أبعاد {البعض يقول الآن بأنها إحدى عشر} ، بدلا من الأربعة المعتادة” ، أي أن عالم الذرة عالم يحتوي علي عشر أبعاد متصلة ببعضها البعض بأسلاك رفيعة جدا و ليس كعالمنا ذو الأبعاد الأربعة. و حسب نظرية الوتر “فهذه الأبعاد تكون منحنية في الفضاء إنحناءات صغيرة جدا بالحجم ( الزمكان الداخلي)” لها قيمتها في المجال الذري مع أننا لا نشعر بها في حياتنا اليومية ٠

هذه المعلومة الأخيرة كان لها أهمية فيزيائية عظيمة. ففي عام ١٩٩٤” بدأ الناس يكتشفون المزدوجات – تبين أن النظريات المختلفة و الخاصة بالوتر و الطرق المختلفة للإنحناءات الخاصة بالأبعاد الإضافية، هي {في الواقع} طرق مختلفة لشرح ظاهرة واحدة في الأبعاد الرباعية. و الأكثر من ذلك ، أنهم وجدوا أن الجاذبية الخارقة لها أيضا علاقة بنظريات أخري و بنفس الطريقة. و أنها جميعا ” مجرد تقريبات ضمن مفهوم أساسي، و لنظريات كل منها صحيحة في أحوال معينة”٠ و تم تسمية “النظرية الأساسية أو الأكثر إبتدائية بنظرية “م”… فحتي نفسر العالم، فنحن بحاجة إلي أن نطبق عدة نظريات في عدة حالات. كل نظرية تحمل في طياتها نسختها الخاصة من الواقع، و لكن حسب الحتمية العتمدة علي النمودج، فهذا مقبول طالما تتفق هذه النظريات مع التنبؤءات إينما حصل بينها تداخل. أي عندما يكون ممكنا لتطبيقها في نفس الحالة {فتعطي نفس النتيجة}… و الناتج النهائي لجهد العلماء كان {إكتشاف} عدد من الأكوان بقدر ١٠ مرفوعة لقوى ٥٠٠ ، كل منها لها قوانينها المختلفة، واحدة منها فقط تطابق {حسب علمنا} القوانين الخاصة بالكون كما نعرفه”٠

و إستنادا على ما فات “فالحلم الأصلي للفيزيائيين في إنتاج أو صياغة النظرية الواحدة {الشاملة} و المفسرة لمجموعة القوانين الخاصة في عالمنا كقانون واحد فريد من نوعه و ناتج عن بعض الإفتراضات البسيطة قد يكون قد آن الآوان أن نتخلى عنه”. و لكن أين سيقودنا ذلك؟
و هذا ما يتساءل عنه المؤلف ، فإذا كانت نظرية “م” تسمح” لعشرة مرفوعة لقوة خمسمئة مجموعة من {الأكوان المحكومة بالقوانين المختلفة} بالحدوث، فكيف إنتهينا في هذا العالم، مع قوانينها البادية لنا؟ و ماذا عن إحتمالية وجود كل تلك الأكوان؟” و هذا ما يجيب عليه في الفصل السادس٠

http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=HQdLFEiVeCA
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=O-p8yZYxNGc
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=UYb6_jZlyFc
http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=ruK-Hy2srKc
يتبع



#رباب_خاجه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنصرية
- كتاب “التصميم العظيم” ؛ مراجعة و ترجمة مختصرة (٥)£ ...
- كتاب -التصميم العظيم- ؛ مراجعة و ترجمة مختصرة (٣)£ ...
- كتاب “التصميم العظيم” ؛ مراجعة و ترجمة مختصرة (٢)£ ...
- كتاب “التصميم العظيم” ؛ مراجعة و ترجمة مختصرة (1)
- علم إيه اللي إنت جاي إتقول عليه!
- و لله في أمره شئون
- رب ضارة نافعة
- لماذا الحرية؟


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رباب خاجه - كتاب “التصميم العظيم” ؛ مراجعة و ترجمة مختصرة (٦)