أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل أسعد - تساؤلات سورية غير مشروعة (1)














المزيد.....

تساؤلات سورية غير مشروعة (1)


عادل أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 3361 - 2011 / 5 / 10 - 18:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تساؤلات سورية غير مشروعة "1"
بداية أحب أن أنوه بأنني لست ممن كانوا يوما من المرتزقين أو المنتفعين من نظام الحكم في سوريا . بل على العكس فأنا واحد من الناس الذين عانوا الأمرين من انتشار الفساد في سوريا و ممن خسروا الكثير من الزمن و الجهد في عز الشباب نتيجة لجهل في تركيبة نظام المحسوبيات في دوائر و مؤسسات الدولة . و قادني الفقر و الخوف من المجهول في نهاية الامر إلى الهجرة للخارج و إن كنت لم أنقطع يوماً عن التواصل مع بلدي سوريا . المقصود بهذه المقدمة هو تجنب استباقي لأحدى التهم المقولبة التي باتت رائجة في هذه الأيام عند المعارضة و المتظاهرين مثل بوق للسلطة ، و خائن لأهلي ، و مدسوس للأمن و و و .
كمواطن سوري يعرف تركيبات المجتمع في سوريا و كل شرائحه و ملم بفروقاته و مفاصله أحمل في قلبي بعض التساؤلات و هي موجهة للجميع و برسم الاجابة الفورية ، لأن أجوبتي أنا عليها كانت للأسف غير مرضية لي أبداُ ، بل فلنقل كانت مخيفة ؟؟!! التساؤلات الأولى موجهة إلى المعارضة و المتظاهرين السوريين .
التساؤل الأول : أرى الكثير من الدموع داخل سوريا و خارجها تزرف على من قتل برصاص الأمن ، و أرى أكثر منها لوائح و بيانات و تصريحات من هيئات و منظمات مدنية و دول تشجب و تتألم على من قضي ، و تندد بوحشية السلطات السورية التي لا تعير وزنا لحياة المواطن السوري و تطالب بتقدير قيمة الانسان السوري و بالرحمة لأطفال سوريا و بحقن دماء من يريد الحياة و الحرية ..كل هذا جميل و رومانسي و مشروع و لكن التساؤل هو ، بما أن الحياة لها هذه القيمة عند هؤلاء لماذا لم أسمع و لا مرة واحدة عن مواطن سوري واحد علماني كان أم مؤمن ، أكاديمي أم أمي ، ليبرالي أم عقائدي ، قد تظاهر مطالباًً السلطات السورية بتحسين الخدمات الطبية أو اصلاح طرقات السفر و سن قوانين مرور جديدة و صارمة لحقن دماء الآلوف من ضحايا المرور سنويا في سوريا التي حققت أعلى نسب لضحايا المرور في العالم ، و المفارقة أن نسبة كبيرة من الضحايا هم النساء و الأطفال و طريق درعا دمشق السريع هو من أخطر طرق سوريا ؟؟!! بالمناسبة لم نسمع أيضاً عن هيئات انسانية عالمية كالصليب الأحمر مثلا أنها قد طلبت من سوريا تحسين طرقاتها أو قوانينها المرورية أو خدماتها الصحية
التساؤل الثاني : يهاجم المتظاهرون السوريون و منظروهم من على المنابر الاعلامية المختلفة عقلية النظام السوري و بالتتالي العضوي العقلية الأمنية في سوريا و مرآتهم المتمثلة في الاعلام الرسمي السوري ، فهم قد "قرفوا" الخطاب السوري الرسمي الذي عفا عليه الزمن ، و نغمة التخوين الجاهزة ضد كل من يتفوه بكلمة ضد السلطة ما هي إلا مصادرة فكرية ممجوجة و مملة ، و بدعة التآمر الخارجي قد أصبحت عقيمة و فقدت صلاحيتها في عصر العولمة الذي نعيش . التساؤل الأن هو ، لماذا نرى هذا الكم الكبير من المقالات و البرامج و الريبورتاجات التي تخون و تقدح كل من سولت له نفسه التعبير عن رأيه المناهض للمظاهرات أو المتظاهرين ، أو حتى من عبر فقط عن ترحمه على أرواح جنود الجيش السوري ؟؟!! فهذا عميل لكن هذه المرة ليس للأمبريالية و لكن للنظام السوري ، و ذاك بوق و لكن ليس للمشروع الأمريكي في المنطقة بل للنظام السوري ، حتى مقتل الجنود و رجال الشرطة السوريين لهو مؤامرة وراءها السلطات السورية نفسها ؟؟!! . إن مجرد وضع لائحة عار لمن خالف في الرأي لهو أكبر عار و مصادرة خطيرة لحرية التعبير و تشهير قاس غير مسؤول ، لقد وصل الأمر بأحد كتاب التلفزيون المعروفين لوصف بعض الممثلين السوريين بأنهم بلا شرف أصلا لمجرد تعبيرهم الصريح عما يروه ؟؟!! دعونا لا ننسى بأنني قد اضطررت لأبتدئ بمقدمة تمهيدية تقيني القدح و الشكوك قبل اكمال هذه السطور .
التساؤل الثالث : إن كل سوري في الداخل و الخارج يعرف تماما تركيبة القوى الأمنية و العسكرية في سوريا و استقطاباتها ، و متيقن بأن ما آلت إليه المظاهرات في تونس و مصر و التي لعب بهما الجيش دور الفصل لا يمكن أن تستنسخ في سوريا ، فجميعنا نعرف تركيبة الجيش السوري وولائه و نعرف من هو قائده الأعلى ، و عليه فجميعنا متيقنين بأن المناطحة المباشرة مع السلطات في سوريا ستؤدي حتما في نهاية المطاف لتدخل الجيش ليحسم الأمر لمصلحة السلطات مع ما سيرافق ذلك من قتال و ضحايا ستسقط ، و في حال تطورت الأمور أكثر سيصل الأمر لحد الحرب الأهلية التي من الممكن أن تأكل الأخضر و اليابس ضمن نطاق قد يتجاوز حدود سوريا ، كل هذا نعيه و نعرفه نحن السوريون تماما و التساؤل الآن هو ، لماذا لم يتوقف المتظاهرون و منظروهم عند حزمة الاصلاحات التي أطلقها الرئيس بشار الاسد لالتقاط الأنفاس و اعادة التفكير بأرواح الناس و استنباط استراتيجيات جديدة ؟؟!! لماذا بات التظاهر مطلوبا بحد ذاته بهذا الهياج المريب ، لماذا هذا الاستعماء عن المخاطر و التطنيش عن التبعيات ؟؟!! ألم يتفتق ذهن هؤلاء على وسيلة اخرى لتعزيز المكاسب دون كل هذه الخسائر بالأرواح ؟! (أنا شخصيا تحضرني أكثر من وسيلة) أوليست شعارات من نوع حتى آخر شهيد و بصدورنا العارية حتى آخر رمق هي أيضا من مخلفات الماضي قد أكل عليها الدهر و شرب . ثم من فوضهم على صدور و أرواح الآخرين في حال كبر نطاق المواجهة ليطال الجميع دون استثناء ؟؟!! هذا التساؤل الأخير كنت قد طرحته كرد على مقال لكاتب سوري ما فتئ يدعو إلى المواجهة مع السلطات السورية حتى من قبل أن تبدأ المظاهرات بالاشتعال .
إن احدى الوسائل التي تحضرني لأحداث أهم التغيرات ليس في سوريا فحسب هي التأمل أكثر و أعمق بقول الله سبحانه و تعالى :
"لا يغير الله بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" صدق الله العظيم .
عادل أسعد



#عادل_أسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل أسعد - تساؤلات سورية غير مشروعة (1)