أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زكريا حسن - لحية شابٍ لم تنتظم














المزيد.....

لحية شابٍ لم تنتظم


زكريا حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3360 - 2011 / 5 / 9 - 09:04
المحور: الادب والفن
    


الساحة المقابلة لبيت أمي كانت قبل فترة حائرةً وملتبسة ، لم يكن أحد يعلم ما تنوي تقديمه لنا ، أمّا عندما أجتمع فيها ممثّلو تقاطع دورة الحياة فقد تعالت أشياء كثيرة ( لحية شابٍ لم تنتظم ، نظرة للجرح قبل الوداع ، كلس العقول ، السعرات الحرارية للبلدان ) .
المسبحة : أبحث عن أوراقٍ أعوّض بها فشل أجنحتي ، جرّبت ورق التوت ولكنه سميك وذو وزن و ....... .
قاطعتها الرصاصة التي تجاوزت مكان إقامة المسبحة: في طريقي فقأت عين إحدى أشجار البطم ، كانت وحيدة تبحث عن رفيق تعوّض طفولتها .
المسبحة : البطم شريدٌ وقد تعوّد أختيار طريقه دون مرشد .
بشعرها المطلي بحناء الأمل وتسبيحتها التي لا تعرف الراحة ، تجاعيد وجهها لم تخبر أحداً عن ألمها فقد كانت تنتظر مني القليل من البصيرة لأفهم أنها نتاج تاريخ طويل من الصراع مع المموهين ( بذات ، قوانين ، شخوص ) ، عيونها تنطق بما يستتر اللسان عليه ، جفونها تجهد لتغطية المستور منذ أمد ، آذانها تستطيع النفاذ أبعد من نشرة الأخبار ، وأمّا شفاهها ، شفاهها متوترة .
كانت تغازل المسبحة التي ما غادرت يداها يوماً ، تجبرها على تكرار الحركة نفسها ، وعندما وصلت إلى النهاية راودها الشعور نفسه الذي يصارعها منذ أمد ، الشعور الذي تعلمت إخفاءه والألتهاء بتكرار الحركة نفسها مرة أخرى .
لحظة ألتقاء الرصاصة بجبهة أمي كان الظمأ يلوي ذراع السرمدية ، هدأ المكان لوهلة ، هُيّأ أن الساعة الكبيرة فوق مقعد ماسح الأحذية توقفت .
نموت ثم ندفن ، أمّا الرصاصة فتكون نائمةً في قبرها وعندما تخرج .... تموت ، من ذوات الدم البارد هي ، خجولةُ لا تود التعرف على أحد ، وحين تقرّر التعارف تحمرّ وجنتاها ثم تتعمّق لتقتل بعد أن تكون هي نفسها قد فارقت قبرها للموت .
الرصاصة : أنا جميلة قبل أن أتعرى ؟
أمي : الخشوع لا يعني خزن قنطارٍ من الكره ، ومن الخطأ جعل قشرة الجوز معياراً .
تسأل مرةً أخرى : ولدت محبوبةً ؟
تسهو أمي ، عيونها تتكلم : ولادتك جريمة .
الرصاصة : ظالمة مكروهة أنا أم مظلومة تائهة لا أنتمي لأوطانكم ؟
أمّا أمي فلا تعرف الجواب ، فقط تعرف أنها قاتلة .
يخيّم الهدوء لفترة بينها وبين أمّي كأنها هدنة قصيرة ، ثم يتفقان على سؤال واحد .
هل تلتقي الرصاصة بأجسادنا لتخترقها أم لتكشف عن جهة اليقين المبتور بفعل ساقطٍ ؟.
لم تكن الرصاصة المغروسة في جبهة أمّي تعلم أنها لا تستطيع إصدار فرمان القتل ... مسكينةُ قاتلة هي ، أمّا أمي فلم تكن تعلم أن الرصاصة لم تقتلها وإنما ترددها في التخلّي عن عبارة " الله يسترنا".
أمي والرصاصة غادرا الساحة ، وبقيت المسبحة تنتظر إمّا معركةً أخرى وإمّا فتاةً جريئة تحملها وتنساها في خزانة أغراضها .



#زكريا_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين المؤامرتين - الكبرى و الصغرى -
- سوريا – شعب أم شعوب
- يجب إعادة النموذج العراقي منقّحاً - قانون أجتثاث الشمولية


المزيد.....




- فيلم -أوسكار: عودة الماموث-.. قفزة نوعية بالسينما المصرية أم ...
- أنغام في حضن الأهرامات والعرض الأول لفيلم -الست- يحظى بأصداء ...
- لعبة التماثيل
- لماذا يا سيدي تجعل النور ظلاماً؟
- نشطاء يريدون حماية -خشب البرازيل-.. لماذا يشعر الموسيقيون با ...
- -ماء ونار-.. ذاكرة الحرب اللبنانية في مواجهة اللغة وأدوات ال ...
- أردوغان يستقبل المخرج الفلسطيني باسل عدرا الفائز بأوسكار
- توقيع اتفاق للتعاون السينمائي بين إيران وتركيا
- تسرب مياه في متحف اللوفر يتلف مئات الكتب بقسم الآثار المصرية ...
- إطلالة على ثقافة الصحة النفسية في مجتمعنا


المزيد.....

- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زكريا حسن - لحية شابٍ لم تنتظم