قصيدة نثرعنوانها-اذا..سأصيرها جازمة-

جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 3360 - 2011 / 5 / 9 - 00:54
المحور: الادب والفن
    

"إذا"سأصيّرها جازمة
إذا أنجبتْ أمريكا وليدا سِفاحا
من عشيقِها البحّارِ المتمرد
كريستوفر العاهر
سأسرقُه خلسةً
وأضعُه في مهدٍ من الصّلْب
تجاورهُ كتلة ٌمن العيارِ الثقيل
وأرميهِ في البحر
لكنني متيقنٌ بأنه سيطفو مجددا
**************
إذا غادرَ الغزاةُ أرضي
ولم يعودوا يعبثون بمُدُني
ويُخْرِبون أرصفتي
ويُطرقون باب دارتي
سأوفي بنذري الذي قطعْتهُ على نفسي
وحززْته برقبتي
وأخرجُ عاريا تماما
أجولُ في الطرقاتِ كالمجنون
ترميني السابلةُ بحجارةِ الاستهزاء
والنفاياتِ المكتظةِ في الدروب
****************
إذا أوقفَ المتفيقهونَ فتاواهم الفاسدة
وانحسرتْ روائحُهم الكريهة
من أفواهِهم
وابيضّتْ أسنانُهم الصفر
واخضرّتْ أعينُهم العور
سأستعيرُ ظَهْرَ أيةِ سلحفاةٍ مُسنّة
وأرفعُ بعاتقي كلَّ المسلاتِ الكونكريتية
الجاثمة ِعلى صدْرِ عاصمتي
***********
إذا أكرمني رئيسُ التحريرِ درهمين
على غيرِ عادته
سأشتري في الأول خبزا
وفي الثاني خطا للتواصل مع رفيقي "النت"
****************
إذا ارتحلتْ العمائمُ السودُ والبيض
وغادرتْ المنطقةَ الخضراء
وحلبات المصارعة في مجلس النوّاب
وأروقة مجلس الوزراء
ومباني الوزارات المتخمة بالفاسدين
واعتكفتْ في مساجدِها وخلواتِها
ولم تعدْ تدسُّ أنوفَها
في مياهِ السياسة ِالآسنة
سأكنسُ كلَّ الدرَنِ الماثلِ أمامي
أينما اتجهت
وأرفعُ ملايينَ المفخخاتِ
والألغامِ القاتلةِ في ربوعي
***************
إذا تطهّرتْ أرضي
من رجالِ السياسةِ الشرهين
بعد أنْ انتفختْ جيوبُهم بالسحت
وساحتْ أرصدتُهم بعويلِ الجياع
سأشحذُ معْوَلي بكدِّ التعبى
وأهدمُ كلَّ العششِ
والحواضنِ المريبة
وأبني ملاعبَ ومهاجع َ
يحلمُ بها الأثرياء
في " بيفرلي هيلز"
**************
إذا جاءتْني ابنتي "اونيتا" فرِحةً
من معمعةِ الحربِ الدائرة
وسطَ التراب الليبي
تجرُّ أحفادي معها
بصحبةِ زوجِها الخائرِ القوى
سأجففُ دموعي فورا
وأفرشُ جفنيَّ بساطا حريرا
وأزيلُ القضيضَ العالق َ
في فراشي ووسادتي
وأصدحُ بملءِ فمي
أغنياتِ العودةِ واللقاء ...
التي غادرتْني من سنين طوال
سأتذكرُها حرفاً حرفا
نقطةً نقطة
نوتةً نوتة
سأجعلُ لساني يغرّدُ شهْداً حلوا
وينثالُ بلحن القُربِ والعناق

جواد كاظم غلوم/ بغداد
[email protected]

#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل