|
مداخلة عن الثورات العربية
محمود فنون
الحوار المتمدن-العدد: 3358 - 2011 / 5 / 7 - 03:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كتبت مقالين احدهما ملاحظات على الثورة الليبية وآخر باسم مسار الربيع العربي منشورة على صفحة الندوة الثقافية التقدمية .سجلت فيهما بعضا من آرائي في الثورة العربية .على اية حال المنطقة العربية تواقة للثورات وتواقة لتحقيق اهداف الثورات.فاثناء الحرب العالمية الاولى قامت الثورة العربية الكبرى وتم التحايل عليها وافشلها الانجليز بمساعدة الهاشميين ومخادعتهم والتآمر الانجلو فرنسي .وكان شعار تلك الثورة التحرر من العثمانيين واقامة دولة عربية واحدة.وكانت هذه الثورة اثر مرحلة النهضة العربية .وبعد ذلك ولخضوع بلادنا للاستعمار خاضت الشعوب العربية ثوراتها ضد الاستعمار منفردة وتحرر معظمها نصف تحرير بزوال الاحتلال المباشر من الباب ودخوله من الشباك وفق ما يسمى بالمعاهدات وبعضها مثل مصر انجزت التحرر من الاستعمار في ثورة يوليو عبد الناصر واصبحت مصر حرة ومعادية للاستعمار والحكومات الرجعية العربية وساندت الثورات ضدها ثم تخلصت العراق وسوريا من هيمنة الاستعمار في سنوات الخمسينات وتعمقت في سنوات الستينات.وظهرت مجموعة الانظمة العربية التي تخلت عن علاقاتها مع المنظومة الغربية ونسجت علاقاتها مع المنظومة الشرقية كعلاقات صداقة وتعاون واصبحت جزءا من التيار الدولي المناصر لحرية الشعوب من الاحتلال والتبعية وقدمت بعض الانجازات الملموسة لشعوبها ولكنها لم تتقدم على الصعيد الديموقراطي والحريات الداخلية ولم تستطع التقدم على صعيد وحدة الامة .ولا تحرير فلسطين الذي كان على راس اجندة مجموعة الدول هذه. وظلت هذه الشعارات تطالب بالانجاز والحكومات تعد بذلك .سقطت منظومة الدول الاشتراكية ةتفككت علاقات الدول التقدمية في العالم وتراجعت الكثير من دول العالم عن شعاراتها التقدمية كما ضعفت احزاب اليسار وتهلهلت وتراجعت عن شعاراتها وعن الكثير من ثوريتها وضعفت حركة الجماهير وكانت قبل ذلك في حالة مد ومطالبة بالوقوف في وجه الرجعية والاستعمار وترفع شعار تحرير فلسطين ومساندة الثورة الفلسطينية. كل شيء تراجع ومصر بدأت التراجع في زمن السادات وبعد تسعينات القرن الماضي اصبحت الانظمة العربية التي كانت توصف بالتقدمية :بعضها اقترب كثيرا من الانظمة الرجعية وبعضها بالكاد اصبح ممانعة اي لا يسير في ركبهم تماما ولكن لايزعجهم كثيرا وخاصة بعد حرب الخليج الأولى ثم الثانية .اي ظلت الاهداف مرفوعة ولا تجد من يناضل من اجلها .وفي المقابل زاد العداء الاستعماري وانتهاك كرامة الامة --ضرب العراق واصطفاف دول عربية مع امريكا في ضرب العراق عام 1990-1991 ثم ضرب العراق عام2003 وقبلها ضرب الثورة الفلسطينية عام 1978 وطردها من لبنان عام1982 اي القضاء على تجربة الثورة المسلحة في الخارج وضرب لبنان وقصف لبنان مرات عديدة واعتداءات كثيرة على الشعب الفلسطيني... كل هذه عوامل تحريض على الثورة .ثم جاءت الفضائيات وتعرفت الاجيال على حياة الشعوب المتقدمة والديمو قراطية وعرفوا ان الحكام في تلك البلدان من لحم ودم ويحاسبوا ويتغيروا وبشرا وليسوا مثل حكامنا انصاف الهة وآلهة ولا يتغيرون الا بالموت .شاهدوا التقدم والحضارة وشاهدوا الحريات وشاهدوا كيف تثور الشعوب على الحكام الذين يرتكبون المخالفات ويعزلوهم. هذه تجربة بشرية ومهمة جدا .واستذكر الناس الظلم والقمع الذي عانت منه الشعوب وخاصة المناضلين من اجل الحريات وضد تزييف الانتخابات ونسبة الاربع تسعات ولا يجوز ان يترشح سوى الرئيس. هذه عوامل تحريض اخرى على الثورة .ثم جاء الفيس بوك ومثل اسلاك توصيل قادرة على الحشد وبوسائل تمكن من السيطرة على الحشد الضخم وتوجيهه وكان صمود الايام الاولى في وجه آلة القمع عامل تهييجي محرض بقوة وكان تعاطف الناس مع الابطال الطلائعيين عنصرا مفجرا للحراك الواسع الذي اصبح حالة شعبية قوية .هذا ما هو مشترك ومتشابه في معظم البلدان التي اندلعت فيها الثورات من انطلاقة البداية وردود فعل الحكام واجهزتهم والتصريحات غير المصدقة لما يجري . بالمقابل الجزء المرتبط بكل هذا في التحليل هو الاطراف الخارجية المتدخلة حسب مصالحها ومن اجل التاثير على مسار الحركة كي لا تصل الى مستوى ثورة مستمرة لا تهدأ حتى تحقق اهدافها وهذا له حديث آخر ولكني اوافق ان الانطلااقات هي ثورات حقيقية تستهدف التغيير الديموقراطي
#محمود_فنون (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يوم العمال يمر مر الكرام 2|5|2011
-
يوم العمال العالمي الاول من ايار
-
على المحك المصالحة بين فتح وحماس هل هي مسألة شكلية؟
المزيد.....
-
مستوطنون يقتحمون قبر يوسف في نابلس ورئيس مجلس النواب الأمريك
...
-
مصر ـ التحقيق مع رئيسة تحرير موقع مستقل بتهمة -نشر أخبار كاذ
...
-
حملة أمنية وإنذار بحجب المنصة.. هل تنجح مصر بترويض -تيك توك-
...
-
غرينبيس: شركات وقوى ضغط تعرقل معاهدة البلاستيك العالمية
-
خبير عسكري: تكلفة احتلال كامل قطاع غزة باهظة ومحاذيره جمّة
-
كفالة تصل إلى 15 ألف دولار للحصول على تأشيرة الولايات المتحد
...
-
دراسة: 3 عناصر بالبلاستيك تكلف العالم 1.5 تريليون دولار سنوي
...
-
وضع الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو قيد الإقامة الجبرية
-
هجمات روسية وأوكرانية متبادلة بالمسيرات تخلف حرائق وأضرارا ب
...
-
أوروبا تخطط لإنشاء نظام بيانات مناخية مستقل عن واشنطن
المزيد.....
-
المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد
/ علي عبد الواحد محمد
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|