أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محاسن الحمصي - من وحي التغيير,,قصص قصيرة














المزيد.....

من وحي التغيير,,قصص قصيرة


محاسن الحمصي

الحوار المتمدن-العدد: 3355 - 2011 / 5 / 4 - 08:18
المحور: الادب والفن
    






من وحـــــي التغييــــــــر
محاسن الحمصي
قصص قصيرة


الغائــــــــــب

سقطت الملعقة من يده، كسّرت صمتا انسكب على المائدة، قام معتذرا، خرج إلى الشرفة ليحلق بشروده وييمّم وجهه شطر ضفاف الحنين..!
بحسِّ رفيقة العمر أدركتُ أن حلّ خيط العقدة متعلق بين أصابعي، كلمة الفصل مربوطة بلساني ،والخلاص من - الوجوم - الذي حلّ منذ بداية العام ضيفا ثقيلا، دون سابق دعوة أحال دفء البيت صقيعا سيذوب بقراري..!
بقلب راجف، أمسكت كف تمثال، جسدا بلا روح :
- سأختصر وأخفف من معاناة انشطار قلبك إلى نصفين.. تقاسمنا معا لقمة الحياة في الغربة، ونعمنا بعافية اقتران عربي وأجنبية، تشاركنا، تبادلنا المعرفة، ذبتُ في عالم لغة الضاد، عقيدتك، ترابط العائلة، واندمجت أنتَ في مجتمع الحقوق والقانون والديمقراطية، شكّلنا ثنائيا كان قدوة، واليوم قلبك تمرّد ويخشى البوح حرصا على مشاعري ..
اذهب. استعد حبك الأول فالواجب يناديك...
قبل أن أكمل حديثي، كانت حقيبة سفره قد أغلقتْ، تذكرة السفر حجزت، ضمّني مودّعا :
-انتظريني… سأعود.
بلهفة، أتابع نشرات الأخبار المتلاحقة، لعلّ الكاميرا تصافح وجها بين حشود جماهير غفيرة...



منطــــــــــق

كعاصفة موسمية هبّت حول السرير، أزاحت الغطاء عن وجهي، وبصوت غاضب يخلو من نعومة ألفتها : أي كسول أنت وأي بليد، الشباب يفترشون الساحات، يرفعون الشعارات، يطالبون بالتغيير، وأنت تغط في نوم عميق.
- الأمر لا يعنيني، ولا يهمني من يثور ويغضب ..!
- أليست لك مطالب وحرية تنشدها؟ ألا تشاهد الأخبار؟
- مطالب ! لماذا؟ ابن مسؤول كبير، أقيم في فيلا خدماتها خمس نجوم، وظيفة مغرية، رصيد في البنك، سيارة حديثة، سهر، سفر ...
- وإن كان، ألا تؤازر الشباب في حركة الإصلاح، ومحاربة الفقر والفساد، وإيجاد الحلول لشعب مسحوق، جائع، يسعى للعيش الكريم؟
- أمي.. تمهلي، تمتعي بأيامك وبما تملكين، فربما تلك المطالب غدا تتحول ضدك وأصابع الاتهام تتجه إليك: "من أين لكِ؟"، وتقودك خلف القضبان، والاعتصام في الميادين والدواوير قد يصبح قلادة تلف حبل مشنقة حول عنقك، فيفتر حماسك بعد أن تجرّدي من رفاهية نعمت بها سنوات طويلة، وأنت تعلمين أن هناك من يعيش تحت خطوط الفقر والحياة الدنيا، بينما مساعداتك لا تتعدى حدود التباهي بخدمات اجتماعية تنشر صور المحسنة الكبيرة لتنافس أسماء سيدات المجتمع المخملي في العمل الخيري.
دعيني أكمل نومي في فراش وثير قبل أن يسحب من فوقي الغطاء.

وكأن على رأسها الطير تسمّرت لحظة في مكانها، وقبل أن تصل كفها إلى شفتي لأطبع قبلة مصالحة سحبتها بنزق رمتني بالوسادة، خرجت مسرعة تقلّب الكلام في رأسها، وتعيد حساباتها...


فضـــــــــــــــول



توقفتُ عن الهتاف وتابعت الصبية الوحيدة، ذات الملامح الأسيوية، وهي ترفع لافتة : " أوقفوا الحروب"، تكفكف دمعها، تتلفت كأنها تبحث عن مفقود في مسيرة احتجاجية للجاليات العربية. تزحف نحو إحدى السفارات منددة بالعنف، مطالبة بالحرية ووقف سفك الدماء، قتل الأرواح البريئة وتشريد العائلات.
بنخوة العربي دنوت حذرا أستأذن في المساعدة، طرحت عليها عشرات الأسئلة في دقيقة، رمقتني في ضيق من قطعت خلوته :
- جذوري ليست عربية، علمانية، لست مندسة أو عميلة، أسمع عن بلادك، لم أزرها، أشاهد ما يجري عبر الأخبار والصحف، أكره الظلم، أمقت الحروب، أناضل من أجل حرية الشعوب، أشارك في المسيرات تطوعا... لعل صوتي يصل.. لأنني خُلقت إنسانة، أيها الفضولي.

كاتبة من الأردن
[email protected]



#محاسن_الحمصي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص
- تسريب -نص كم -
- جوليان ..سوبرمان العصر والاوان
- الجنس اللطيف ..-سكر خفيف-
- أين الخِلافُ ...؟؟
- من وحي جلسات بوح نسائية
- وبي رغبة في البكاء
- الشوق الأوسط
- ضحك الهوى
- لوحة على جدار القلب
- صمت الكلام ..على وتر
- حنا مينه ..من يُتم الى يُتم
- لمْ يَعدْ لي إلا أنا
- شطر لا .. يكتمل..!!
- دمعة في منتصف الطريق..!
- سماء تنذر بشتاء قاسٍ
- قصص قصيرة ..من وحي الأخبار
- رُدّت الروح الى ..حنا مينه
- ساعات من العمر مع الروائي..حنا مينه
- نهايات


المزيد.....




- القضاء العراقي يوقف عرض مسلسل -عالم الست وهيبة- المثير للجدل ...
- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محاسن الحمصي - من وحي التغيير,,قصص قصيرة