أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أسعد قانصو - صدى ..














المزيد.....

صدى ..


محمد أسعد قانصو

الحوار المتمدن-العدد: 3354 - 2011 / 5 / 3 - 05:57
المحور: الادب والفن
    


.. اليوم عطلة, وفرصة التمرّد على المعتاد متاحة, دونما جدال مع العقل أو انتظار لإشارة خضراء قرّر الخروج, وقبل أن يحدّد الوجهة بدّل ملابسه واعتمر قبّعته, وعن قصد أهمل هاتفه المحمول ربما لنيته المعقودة سلفاً على مقابلة الذات ..
انطلق بسيارته التي ألفته, أدمنت موسيقاه, تفّهمت جنونه, سمعت حديث نفسه جهراً واخفاتا, عرفته أكثر مما عرفه الحسّ البشري, أحبّته بصخبه وتيهه وحزنه, ارتضت به صديقاً بشريّاً لبعض من عالم المعدن !..
كانت يداه على المقود وعيناه كعادتهما تقفزان على الأبنية,تتسلقان الجدران, تحطّان كعصفورين على واجهة محل هنا, أو على لافتة إعلانية هناك, أو تتوسطان جمعاً من النّاس في مهمة استطلاعية فضولية ...
..أما عقله المتحفّز فكان ينشط في اختيار الوجهة, ويبدو أنّه وفّق إليها أخيرا, وقرينة ذلك استدارة السيّارة باتجاه جبليّ, في طريق يُوصل إلى حديقة خضراء بعيدة عن ضوضاء المدن, مطلّة على بحيرة ماسيّة تستحمّ فيها الشمس بعد رحلتها النهارية المعتادة ..
ترجّل من السيّارة و قادته رجلاه إلى جذع شجرة ضليلة ليستلقي تحتها وينعم ببرد نسيمات تداعب خدّيه المفرغين إلا من تقاسيم الوجع, وجبهته المنصوبة كلوحة أسمنت غُرست فوق ضريح وقد خُطّت عليها كلمات قدريّة ..
راح يلاحق عينيه الهاربتين خلف جذوع الاشجار, الضاحكتين للظلّ, المأخوذتين بجمال العصافير الآمنة, وتختبئ العينان وراء الدهشة بعصافير تأمن في الشرق! وقد أدمن هذا الشرق خنق الفراشات, واغتيال البسمة بين الشفاه, واعتقال العقل بتهمة التفكير !!..
أعادته الحقيقة لفيء الشجرة وقد يئس من إمساك عينيه اللتين تأبطتا كتف الشمس لتشاركاها استحمامها اليومي في ماء البحيرة ..
وباصغاء مرهف راح يستمع حديث الذات وبوح الروح بالممنوع في دساتير أجهزة الرقابة, ودونما قصد تلّفت العقل مرتين كأيّ مواطن عربي يخشى زبانية الحاكم, أو حتى وشاية ظلّه لو قرّر يوماً أن يقول لماذا !!..
لكنّه رغم الخوف المزمن تجرّأ .. فهذا زمن الجرأة .. زمن ينطق فيه الشّعب, والأجمل حقّاً أنّ الشعب صار يريد .. صار يقرّر .. ويمدّ يداً ليكسر قضبان الأحلام ويثقب جدران الزمن المعتم ..
وحين تعثّر بدعابات الإعلام المصكوك تبسّم, تذكّر أيام طفولته وولهه بمشاهدة رسوم متحرّكة لرجالات فضاء شجعان أتوا من عالم افتراضي إلى عالمنا المغامر ..
عادت بعض علامات الاستفهام الثوريّة ثانية, ماذا بعد سقوط الأصنام الخشبية ؟ وخروج المارد من قمقمه؟ تُرى سنبني فوق أنقاض السجون المكتبات ؟ أم سنزرع في ركام الظلم أقحوان الحدائق ؟!..
تُرى سنعبر إلى تداول السلطة ويصبح الحكم المؤبّد تاريخاً مقيتا؟ تُرى سننتخب ؟؟
هل ستتحرّر الذاكرة من الصور العتيقة خلف المكاتب والرؤوس المكوّرة على خوف ؟!!..
.. صاحبنا المنسرح تحت ظلّ شجرة أراد أن يفرّ من زحمة التساؤل وضجيج المخاوف على بوابة الوطن العربي الجديد, وبمبادرة سريعة قرّر أن يلحق بعينيه المنتظرتين على ضفة البحيرة تغازلان الشفق.. تاركاً في التراب خطوطاً مرتبكة ورسوماً مبهمة, وفي صمت المكان صدى إنسان يبحث عن ذات وهويّة وعن وطن تأمن فيه الطيور !!...






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- جيوبوليتيك من الجنوب: دعوة لتحرر الوعي وبناء مشروع حضاري جدي ...
- القصة الكاملة لأخطر جاسوس مصري في إسرائيل
- الفنان الرائد سعد الطائي يدعو وزارة الثقافة لإستلام إحدى لوح ...
- شوي تشينغ قوه بسام: الأدب العربي في الصين كسر الصور النمطية ...
- تكريم الأديبة سناء الشّعلان في عجلون، وافتتاحها لمعرض تشكيلي ...
- ميريل ستريب تعود بجزءٍ ثانٍ من فيلم -Devil Wears Prada-
- ستيفن سبيلبرغ الطفل الذي رفض أن ينكسر وصنع أحلام العالم بالس ...
- أشباح الرقابة في سوريا.. شهادات عن مقص أدمى الثقافة وهجّر ال ...
- “ثبت الآن بأعلى جودة” تردد قناة الفجر الجزائرية الناقلة لمسل ...
- الإعلان عن قائمة الـ18 -القائمة الطويلة- لجائزة كتارا للرواي ...


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أسعد قانصو - صدى ..