أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - أمين الكنوني - ليلى والزواج الاجباري














المزيد.....

ليلى والزواج الاجباري


أمين الكنوني

الحوار المتمدن-العدد: 999 - 2004 / 10 / 27 - 07:42
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


هاتان العينان في صورة الغلاف كانتا تشعان دائمًا بالحماس والاندفاع، تعبِّران عن روح وثابة وغنج طفولي، "ليلى" اسم مستعار لفتاة مغربية ولدت في فرنسا، واقتيدت إلى المغرب رغما عنها من أجل الزواج من شخص لم تره قط، حكاية مأساوية لواقع تعيشه حسب جمعيات فرنسية أزيد من 50 ألف فتاة فرنسية من أصول مغاربية، تركية، وإفريقية.

"ليلى" الجميلة، الجريئة والمتمردة،خرجت من العتمة فاتحة قلبها ومدلية بشهادتها التعيسة في كتاب "ليلى والزواج الإجباري" لماري تيريز كوني مشكلة صدمة للقارئ الفرنسي في كتاب يعتبر سباقا في طرحه للزواج الإجباري، كتيمة مسكوت عنها في الأعمال الأدبية الفرنسية .

ولدت "ليلى" قبل سبع و عشرين عاما لأبوين مغربيين، شغب طفولي، وطفولة مرحة في ظل أسرة تتكون من عشرة إخوة " علي، إبراهيم، كريم وميلود، محمد، حسن، منصور وسليمان، إدريس، رشيد....كانت أمي تنجب كل سنة أو سنتين طفلا جديدا،وكانت أسماؤهم تتسلسل في ذاكرتي كجينيريك النهاية في فيلم بئيس".

وبين تحولها الجسدي السريع ومراهقتها المبكرة وبين إجبارها على ارتداء الملابس الطويلة ومنعها من الخروج في المساء، وعدم مرافقتها لصديقاتها الفرنسيات، تغير مجرى حياة ليلى،حيث وجدت نفسها حبسية ومنعزلة، ملاذها الوحيد غرفتها الكئيبة،المدرسة، وشرفة المنزل.

تعرضت "ليلى" لتعنيف جسدي، عندما ضبطت ذات مساء في شرفة المنزل وبين أناملها سيجارة، "السيجارة للداعرات" بهذه العبارة هشم أخوها الأكبر وجهها الجميل، كانت المدرسة بالنسبة "ليلى" فرصة لأن تفتح عينيها على كونها فرنسية تعيش في بلد أوجد حقوق الإنسان، وفضاءا هائلا ومناسبا للنقاش والتعبير، وكما وجدت في أساتذتها الأذن الصاغية، وجدت في بعض من رفاقها المغاربيين الاستهزاء والتهميش "كانت كذبابة حقيرة، تسبح في قعر كأس، بلا أدنى أمل في النجاة".

في العشرين من عمرها، تذوقت "ليلى" طعم الحب والقبلات عندما تعرفت على حبيبها الأول، ومع غيابها المتكرر عن المدرسة وأعذارها الواهية وتأخرها عن المنزل، لم يجد أبواها بدا من البحث لها عن عريس، رافقتها أمها لطبيب مختص من أجل إثبات عذريتها، وكان الاختيار على "موسى" مغربي في الثلاثينات من عمره، بالنسبة لـ"ليلى" بدا لها موسى زوجها المستقبلي، بفرنسيته الهزيلة وشكله المبعثر " أضحوكة"، وبالنسبة إلى"موسى" الزواج من فتاة فرنسية من أصل مغربي يعتبر غنيمة، الجنسية الفرنسية مضمونة، علاوة على الضمان الاجتماعي، والتعويضات الاجتماعية والعائلية التي تضخها الحكومة الفرنسية في جيوب العوائل الفرنسية، والتي يتعمد البعض منها إنجاب قطيع من الأطفال، بغية الحصول على أكبر قدر من التعويضات.

سيقت "ليلى" إلى زوجها موسى في حفل زفاف بالمغرب، ومع عودتهما إلى فرنسا كانت عشر دقائق أمام العمدة، كافية ليصبح زواجهما مدنيا حسب القوانين الفرنسية،ومع إنجابها لابنها الأول بدأت مشاكل ليلى مع زوجها موسى تطفو للسطح، دخلت "ليلى" حالة من الكآبة واليأس الذي يتحول إلى صرع أثناء الخلافات الزوجية، مرض الصرع هذا فسره زوجها "موسى" بمس شيطاني، فكان يكيل لها اللكمات والصفعات، لتزرو ليلى مرغمة المشعوذين، ومن التعاويذ إلى الطلاسم مرروا بدماء الديكة المذبوحة وألسنة البعير، عاشت ليلى كابوسا حقيقيا دفعها لمحاولة الانتحار مرتين،والاعتكاف في حجرتها أسبوعين بدون أكل، ليخرجها طفلها الصغير من عزلتها بعد أن أصبح يتلمس أولى الخطوات "عندما قفز فوق سريري، واضعا جبهته على صدري،أدركت أنه يجب أن أحيا من أجل إبني..."

كتاب "ليلى والزواج الإجباري" يقع في 288 صفحة، وهو يحمل شهادة تعيسة ومؤثرة لفتاة فرنسية من أصل مغربي أجبرت على الزواج بعد أن عاشت مراهقة قاسية ومسيجة،شهادة ليلى التي عانت في ظل دولة أوجدت حقوق الإنسان ستشكل صدمة للقارئ الغربي .

نقرأ في كتاب "ليلى و الزواج الإجباري" لماري تيريز كوني: "أصعد بخطوات متثاقلة، في فناء صغير يوجد "مكتب العمدة"... اسمي ليلى، في الواحدة و العشرين، ولدت بفرنسا، والدي لا هو بالعطوف ولا بالمتطرف الشرير، علمني أن أطيعه طاعة عمياء،و اليوم أجبرني على الزواج من هذا الشخص الأسمر الواقف أمامي، كنت أحلم بزواج أسطوري، فستان أبيض، باقة من الزهور، و فارس وسيم، كما هو الحال في كل القصص الرومانسية..."



#أمين_الكنوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحجاب الممزق لكارمن بن لادن
- الفقيه...مطرب الحي لا يطرب
- طبق رمضان في الفضائيات العربية
- الأعياد الجنسية السعيدة
- الحياة الجنسية لفتاة مسلمة
- القصة الحقيقية لعائلة بوش
- الثورة المعلوماتية في مواجهة تدهور البيئة
- النسخة الفرنسية من معتقل غوانتانامو الأمريكي : غوص في معانة ...


المزيد.....




- أحذية كانت ترتديها جثث قبل اختفائها.. شاهد ما عُثر عليه في م ...
- -بينهم ناصف ساويرس وحمد بن جاسم-.. المليارديرات الأغنى في 7 ...
- صحة غزة: جميع سكان القطاع يشربون مياها غير آمنة (صور)
- تقرير استخباراتي أمريكي: بوتين لم يأمر بقتل المعارض الروسي ن ...
- مسؤول أمريكي يحذر من اجتياح رفح: إسرائيل دمرت خان يونس بحثا ...
- شاهد: احتفالات صاخبة في هولندا بعيد ميلاد الملك فيليم ألكسند ...
- مليارات الزيزان تستعد لغزو الولايات المتحدة الأمريكية
- -تحالف أسطول الحرية- يكشف عن تدخل إسرائيلي يعطل وصول سفن الم ...
- انطلاق مسيرة ضخمة تضامنا مع غزة من أمام مبنى البرلمان البريط ...
- بوغدانوف يبحث مع مبعوثي -بريكس- الوضع في غزة وقضايا المنطقة ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - أمين الكنوني - ليلى والزواج الاجباري