أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين الكنوني - طبق رمضان في الفضائيات العربية














المزيد.....

طبق رمضان في الفضائيات العربية


أمين الكنوني

الحوار المتمدن-العدد: 992 - 2004 / 10 / 20 - 09:44
المحور: الادب والفن
    


جريا على عادتها في إطلاق شبكة برامج جديدة مع قدوم شهر رمضان المعظم، تتباهى إحدى الفضائيات العربية بتقديمها لأكثر من نصف دزينة من المسلسلات العربية خلال رمضان، وإذا كان من التجني تقييم منتوج الفضائيات العربية خلال شهر رمضان قبل انتهائه،فلأن المتأمل لخريطة برامج الفضائيات العربية خلال رمضان يدرك سعيها الحثيث لتحقيق أكبر نسبة من المشاهدة وأكبر ربح مادي ممكن، ومن أجل استهواء المشاهد العربي، تحول الفضائيات العربية، التلفزيون خلال رمضان، إلى مطبخ يشتغل ليل نهار،لا يكل من إعداد أطباق رمضانية ولا يمل من إنتاجها في سرعة قياسية،تمنح المشاهد الاعتيادي ما يرغب به من حركة وإثارة،ودم،وحب، مع شيء من النكتة،ومذاق الجنس،وتوابل الانفعال والكثير من الهروبية.

يرى الكثيرون في شهر رمضان،محطة لمراجعة النفس،وفرصة لللإقاع عن العديد من العادات السيئة،غير أن الفضائيات العربية تستمر في فرض هيمنتها وقمعها السافر للمشاهدين العرب،عن طريق تدفق سلسلة من البرامج الترفيهية الخاصة برمضان،والكم الهائل من المسلسلات التي أنتجت باستعجال من أجل عيون رمضان، حيث يندمج الإشهار والترفيه والدراما الضحلة والكوميديا النائية عن المواقف، في خلطة تشكل أجندة جديدة للمشاهد العربي يملأ فيها وقت فراغه بثقافة غير فعالة،يصبح من خلالها "إنسانا متسوقا" تحركه دوافع استهلاك البضائع والخدمات،وكما هي الفضائيات العربية دائما تحاول در الرماد على العيون،فإنها تتحفنا خلال رمضان بالقليل من البرامج التاريخية، الدينية، والثقافية.

ثمة اختلاف في قراءات المشاهدين العرب لبرامج الفضائيات العربية خلال شهر رمضان،فهناك قراءة المشاهد الموافق الذي يساير الفضائيات العربية وبرامجها بكامل الرضى، وهو الذي نسمع ضجيجه ومشاركاته في برامج الفضائيات العربية،وهناك المشاهد المفاوض والذي يستعمل جهاز التحكم التلفزيوني، والذي يرتمي في أحضان تلفزيونية أخرى ما إن تنغص قعدته فضائية ما،وهناك قراءة المشاهد المعارض لبرامج الفضائيات السائدة والذي لا يملك سوى الصمت مع غياب آليات تواصلية، يسمع (بضم الياء) فيها صوته... إن تقصير الفضائيات العربية خلال شهر رمضان واهتمامها بما هو فرجوي/ترفيهي مع استهتارها بمشاعر الصوم، وتكريسها للرداءة،ينم عن تقصير خطير، يهم القائمين على هذه الفضائيات،وضعف ملكات تفكيرهم في إيجاد أفكار،وتقديم مشاريع برامج،واقتراح انتاجات تناسب شهر رمضان وتواتيه، لتلافي ما تسببه بعض البرامج والمسلسلات من إحراج لدى بعض الأسر العربية.

إن الظن ليساور المتتبع لتسارع تناسل الفضائيات العربية،بحدوث ما يشبه القطيعة وفقا للتعبير الماكلوهتي بين النظام الإعلامي الوطني والنظام الإعلامي العالمي،الذي ترعاه وتتحكم فيه مجموعة من الشركات العربية والعالمية المستثمرة في المجال الإعلامي تصنيعا وتأطيرا، ومع ذلك، فإذا كانت البجعة تنشد أروع أغانيها حين تحس بدنو اجلها،فإن الفضائيات العربية لا تقدم حتى مثل هذا الغناء،وهي تترك الساحة التلفزيونية تدريجيا لسيطرة البرامج التلفزيونية الخفيفة،والبرامج المستنسخة الهزيلة،والمسلسلات المكررة،الفيديو كليب،والموسيقى التي تصم الآذان،وإذا كان التلفزيون قد كسر الكثير من عادات المجتمع العربي، وخاصة خلال رمضان، وإذا كان الملاحظ هو استسلام المشاهد العربي أمام سطوة الفضائيات العربية وهيمنتها،ومحاولة نشرها للسلوك الاستهلاكي المبني على دفع المشاهد العربي لاستهلاك بضاعة لا تستقيم مع الزمن طويلا،فإن على الفضائيات العربية أن تسعى بالإضافة إلى البحث عن المال واستنزاف جيوب المشاهد العربي إلى تحسين برامجها ودفعها إلى المستوى الذي يلائم تطلعات المشاهدين ورغباته،والعمل على تحقيق توازن بين حجم اهتمامات الجمهور، وحجم البرامج التي تتصل بهذه الاهتمامات وتتركز عليها،وإذا ماذهب لوي دولوك1890-1929إلى القول بأنه :"يجب على السينما الفرنسية أن تكون سينما،ويجب على السينما الفرنسية أن تكون فرنسية" فإن على الفضائيات العربية التي تغرد خارج سرب رمضان،أن تصل بالتلفزيون العربي إلى المستوى الذي تنطبق عليه كلمة تلفزيون، وأن على التلفزيون أن يكون عربيا،وذلك من اجل مواصلة الأمة لمشروعها الحضاري الممتد في أعماق التاريخ الإنساني.



#أمين_الكنوني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأعياد الجنسية السعيدة
- الحياة الجنسية لفتاة مسلمة
- القصة الحقيقية لعائلة بوش
- الثورة المعلوماتية في مواجهة تدهور البيئة
- النسخة الفرنسية من معتقل غوانتانامو الأمريكي : غوص في معانة ...


المزيد.....




- حي باب سريجة الدمشقي.. مصابيح الذاكرة وسروج الجراح المفتوحة ...
- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى
- “رابط رسمي” نتيجة الدبلومات الفنية جميع التخصصات برقم الجلوس ...
- الكشف رسميًا عن سبب وفاة الممثل جوليان مكماهون
- أفريقيا تُعزّز حضورها في قائمة التراث العالمي بموقعين جديدين ...
- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...
- قوى الرعب لجوليا كريستيفا.. الأدب السردي على أريكة التحليل ا ...
- نتنياهو يتوقع صفقة قريبة لوقف الحرب في غزة وسط ضغوط في الائت ...
- بعد زلة لسانه حول اللغة الرسمية.. ليبيريا ترد على ترامب: ما ...
- الروائية السودانية ليلى أبو العلا تفوز بجائزة -بن بينتر- الب ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين الكنوني - طبق رمضان في الفضائيات العربية