أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالله بعنو - استجابات بئيسة















المزيد.....

استجابات بئيسة


عبدالله بعنو

الحوار المتمدن-العدد: 3340 - 2011 / 4 / 18 - 04:33
المحور: المجتمع المدني
    


من حق كل متتبع للشأن المغربي أن يتساءل و بشكل مشروع هل فعلا شرعت الدولة المغربية في الاستجابة لمطالب حركة 20 فبراير. و هل ستنطفئ جذوة هذه الحركة بالاستكانة لهذه المطالب و يقبل الشعب المغربي الوضع كما كان عليه قبل تاريخ 20 فبراير تاريخ أول تظاهرة للحركة.

المجلس الاجتماعي و الاقتصادي:

ما إن أعلنت الحركة عن عزمها الخروج إلى الشارع و ركوب قطار الاحتجاجات حتى بدأ النظام يخرج أوراقه من الأرشيفات علها تنفعه في إقناع الحركة أن زمن الإصلاح بل الثورة في المغرب قد بدأ. و أول ورقة لعبها النظام هي تأسيس المجلس الاقتصادي و الاجتماعي الذي سيحل حسب الدولة المغربية المعضلات الاقتصادية و الآفات الاجتماعية التي يعرفها المغرب، و هذا الاختراع المغربي إن كان يدل على شيء فإنه يلمح إلى فشل كل المؤسسات الأخرى من حكومة و برلمان و مجالس منتخبة في التصدي للمشاكل التي سيعالجها المجلس؛ غير أن هذا الأخير لم يترك صدى إيجابيا لدى حركة 20 فبراير أولا لأنه خضع للتعيين من طرف الملك وثانيا بتشكيلته المعتادة و الضخمة، و ثالثا لبعده عن الجماهير التي لم تعد تؤمن بجدوى مؤسسات تبين أن كل ما تتقنه هو تكديس الثروات. و جاء الرد من طرف الدولة عن إحدى هواجس حركة 20 فبراير أن أعضاء المجلس المذكور لن يتقاضوا أي راتب و أنهم سيستفيدون فقط من تعويضات حسب المهمة التي سيقومون بها. هذا الرد يحتقر من جهة ذكاء ثم نضالية حركة 20 فبراير التي انضم إليها خيرة البلد من محامين و صحافيين و رجالات السياسة و الاقتصاد و الفن بل و كسبت تعاطف فئة من الجيش و رجال الدرك الذين أصدروا بيانات يعترفون فيها بطريقة أو بأخرى بجميل الحركة – قلت إن هذا التصريح "يستبلد" الحركة و معها المواطن المغربي الذي بات يعتقد أن التعويضات بكل تلاوينها تدر أرباحا طائلة على المستفيدين منها و على عائلاتهم، بالإضافة إلى ذلك هناك استغلال النفوذ و نهج سياسة التعليمات للضغط على موظفين أصغر لتلبية أغراض شخصية أو عائلية. في النهاية إن المجلس الاقتصادي الاجتماعي غير مقنع ليس فقط لحركة 20 فبراير بل للمواطن المغربي البسيط و الذي يعرف بلده و ما يدور فيه حق المعرفة.

الجهوية المتقدمة:

هذا نموذج آخر من "التخريجات المغربية" و إذا قارناه بالمجلس المذكور نجد أننا ندور في نفس الحلقة بحيث سيجد المواطن المغربي جهويا نفسه أمام غول جديد ستتتاح له كل الفرص للنهب و سرقة المال العام؛ غول يعلم مسبقا أنه لن يحاسب، و سيؤسس لللوبيات الفساد من حوله و سيضغط ليصبح "امبراطورا جهويا"، يوظف من يريد و يقيل من يريد و يمن على عائلته و عائلة زبانيته بالامتيازات و لا أحد يتدخل و المواطن البسيط يئن تحت وطأته لا من يسعفه و لا من يحميه. سيقول "فاهم" أن رئيس الجهة سيكون منتخبا. نقول أن اللعبة تتكرر هنا أيضا. فأعضاء المجلس السالف الذكر لا راتب لهم – و أنا أرق لحال هؤلاء المساكين-و رئيس الجهة سيكون منتخبا من طرف الشعب بالجهة. إننا فعلا في عز الدمقراطية الجهوية. ألا تعلمون أو أنكم لا تريدون أن تعلموا أن الأحزاب تحالفت منذ مدة مع المخزن و أصبحت جزءا منه. و هذه الأحزاب لم تغير فقط جلدها و لم تتخل فقط عن مبادئها بل عن شيء أهم، عن رجالاتها؛ من يذكر الآن الشهداء إلا للمزايدة ، بل إن بعض الأحزاب تدعي أن مناضلا أو مناضلة ما ينتمي إليها لتستقوي به و تنكره إن كان ذالك سيضر بمصلحتها. إن رئيسا للجهة ينتمي إلى هذه الأحزاب التي أحرجت من طرف حركة 20 فبراير فحاولت أن تركب موجة الحركة لكنها سقطت في بحر المنوني – بحر اللجنة الدستورية لمراجعة الدستور، و تعرت كما تتعرى الأشجار في الخريف: أصبحت الملكية البرلمانية بالنسبة لها هي الملكية التنفيذية في أسوء حالاتها و أصبح الوزير الأول غير مستقل في قراره بل يتقاسم بعض صلاحياته مع الملك. لقد تخلت الأحزاب تماما عن الوجه الذي كانت به تنظر إلى حركة 20 فبراير، لأنها تظن أن لجنة المنوني بقرة حلوب؛ أما الحركة فتعتقد الأحزاب خاطئة أنها تشكل أزمة عابرة في تاريخ المغرب الحديث. اسمحوا لي أن أعبر عن امتعاضي من أن يحكم الجهة عضو من هذه الأحزاب. إن حركة 20 فبرير إن هي لم تعصف بهذه الأحزاب و لم تساهم في إعادة بناء المشهد الحزبي ستعاني و يعاني معها الشعب المغربي الذي خرجت للدفاع عنه إذا تطور الأمر إلى محطات انتخابية. فالأحزاب تمرست عبر سنين في استعمال المال و في التحالفات الغريبة و التي لا تمت للسياسي بصلة بل تدخل فيما قبل السياسي.


الزيادة في الأجور:

الدولة المغربية و هي تحاول استثمار العلاقات المشبوهة التي بنتها مع بعض المتنفذين داخل الأحزاب على حساب مصالح الشعب المغربي عبر عشرات السنين، تفعل نفس الشيء مع النقابات التي أصبحت بعيدة كل البعد عن الجماهير التي تدعي أنها تمثلها و التي كثيرا ما ناورت بل وتصدت لنضالات مجيدة لصالح النظام. هذه النقابات ما إن دعاها الوزير الأول الذي تطالب حركة 20 فبراير بإسقاط حكومته حتى هرولت إلى مكتبه مع الأسف لتدخل في حوارات كشفت التجربة أنها كانت دائما تدار بمنطق موازين القوة. و هذه القيادات التي تهتم أكثر بالحسابات الشخصية و بالصراع من أجل التقرب إلى النظام و الاستفادة من الامتيازات لم تفطن إلى أن حركة 20 فبراير وفرت لها فرصة ذهبية لتجعل الوزير الأول و غيره يرضخ لمطالبها. فعوض أن ترفع من سقف مطالبها و تضمنها مطالب لحركة 20 فبراير من قبيل إسقاط رموز الفساد على الأقل في وزارة التعليم، اهتمت أكثر بالزيادة في الأجور و بمطالب روتينية - على أهميتها - رفعتها لسنين طوال، دون أن تدرك أن النظام مستعد أكثر من أي وقت مضى أن يدفع قسطا من الفائض الذي اكتنزه على حساب قوت الفقراء ليبقى صامدا أمام انتفاضة شباب حركة 20 فبراير.
كخلاصة إن المسؤولين المغاربة يعملون جاهدين على إجهاض ثورة شباب حركة 20 فبراير و يلجأون في ذلك إلى جميع الإمكانيات التي يتوفرون عليها مادية و سياسية و اقتصادية و قانونية و غيرها . وإلى جانب النظام المغربي تتحمل الإطارات السياسية و النقابية و الشخصيات المعنوية المسؤولية التاريخية عن الهجمة الشرسة المعلنة و المبطنة التي تتعرض لها حركة 20 فبراير كحركة تتيح للشعب المغربي فرصة ذهبية للتغيير ربما لن تتكرر على المدى القريب.



#عبدالله_بعنو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالله بعنو - استجابات بئيسة