أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر أمين - علاقة الحزب الشيوعي بالسلطة....ضوء علی المستور















المزيد.....

علاقة الحزب الشيوعي بالسلطة....ضوء علی المستور


عمر أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3337 - 2011 / 4 / 15 - 19:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


((في السليمانية يؤيد الشيوعيون المتظاهرين، وفي أربيل السلطة))


تحت هذا العنوان نشرت صحيفة (ستاندَر) الکردية في 13/4/2001 خبراً جاء فيه‌: منذ تظاهرات 17 شباط تعاني الأحزاب الکردستانية الصغيرة المشارکة في الحکومة من الأنقسام، جزء فيها يدعم السلطة والآخر يساند المتظاهرين. والحزب الشيوعي أيضاً منقسم علی نفسه‌. ففي السليمانية تم ملاحظة قياديَين مع مايزيد عن 200 عضو في هذا الحزب يشارکون في التظاهرات المستمرة يوميا في المدينة، في الوقت نفسه‌ يدعم (قادة) الشيوعيون في أربيل السلطة، بل انهم يتفوقون حتی علی (حزبي) السلطة في الدفاع عنها خلال اجتماعات الأحزاب الکردستانية والفعاليات الأخری.



هذا ويشير مقربون من الحزب الشيوعي الکردستاني بأن الحزب يمر، منذ اعلان النتائج الهزيلة التي حصدها في أنتخابات تموز 2009 البرلمانية (0.85%) وخاصة بعد تظاهرات 17 شباط الحالية، بفترة حرجة بالنسبة له‌. فبينما تملي الوظيفة السياسية للحزب الشيوعي وکذلك مرجعيته‌ الفکرية، الأستناد علی دعم الجماهير والتعبير عن ارادة فئاته‌ المظلومة والکادحة والفقيرة، نجد أن قيادة الحزب قد حولته‌ الی تابع لسياسات الحزبين الحاکمين في الأقليم، سواء من خلال تبني منطلقاتهما السياسية، أو تجميد قواه‌ بتحويل کامل قياداته‌ وکوادره‌ الی موظفين يعملون داخل مقراته‌ برواتب شهرية يستلموها من حزبي السلطة، اضافة الی التخلي عن نشاطاته‌ الجماهيرية، الذي يعد بمثابة الأنتحار السياسي لأي حزب مارکسي.



وليس من الصعب علی المتابع لشؤون الحزب الشيوعي الکردستاني ولاصداراته‌ أن يشخص طبيعة الصراعات الداخلية التي تعصف بصفوفه‌. ففي الوقت الذي اختارت فيه‌ قيادته‌، منذ السنوات الأخيرة، تکتيك ((دس الرؤوس في الرمال)) وأبتعاد قادته‌ کلياً عن وسائل الأعلام، بل نأي حتی اعلامه‌ الرسمي عن ابداء المواقف ازاء الأحداث اليومية التي تعج منذ

فترة بالأقليم (لاسيما بعد افتضاح امور الفساد ونهب المال العام التي يديرها مراکز في الحزبين الحاکمين والخروقات الأخری في مجال التضيق علی الحريات)، تجنّباً لإغضاب رؤوس السلطة في الأقليم، أقدمت اللجنة المرکزية للحزب في اجتماعها المنعقد في 2/3/2011 علی اصدار بلاغ ختامي ((جریء))‌، أعلنت فيه‌ عن وقوف الحزب الکامل مع المحتجين ومع مطالبهم، کما ضمّت انتقادات صريحة ولأول مرة لأداء وخروقات السلطة التي يشارك فيها.

وبالرغم من أن هذا الأعلان جاء متأخراً وبعد اضطرار رؤوس السلطة الأعتراف ببعض التجاوزات والأخفاقات تحت ضغط فعاليات الجماهير المحتجة، الا انه‌ اعتبر خطوة في الأتجاه‌ الصحيح لتصحيح المسار السياسي الحالي للحزب. کما عکـَس قوة ضغط قواعد الحزب، الذين هم الأکثر احتکاکاً بالجماهير، وکذلك عبّر عن موقف جزأ هام من قيادته‌ بلا شك.



وفي محاولة من الذين يقفون وراء فرض المسار السياسي الموالي لحزبي السلطة داخل قيادة الحزب الشيوعي الکردستاني، لافراغ اعلان اللجنة المرکزية المذکور من محتواه‌، والتلميح ببقاء الحزب علی مساره‌ الموالي لحزبي السلطة، کتب عضو المکتب السياسي للحزب کاوة محمود (الذي يشغل منصب وزير الثقافة والشباب ووزير شؤون الشهداء والمؤنفلين وكالة أضافة الی کونه‌ المتحدث الرسمي باسم حكومة الأقليم، عن حزب له‌ مقعد واحد فقط في البرلمان!)، الذي يحضی بدعم شخصي ومباشر من مسعود البارزاني، مقال نشره في موقع الحزب الشيوعي العراقي، في 15/3/2011 واصل فيه‌ تسويقه‌ لمنطلقات السلطة في کيفية معالجة الأزمة، رغم محاولاته‌ الظهور کالواقف علی مسافة واحدة من احزاب السلطة والمعارضة، وللأسف من الجماهير أيضاً. والمقال مبني بمجمله‌ علی أرضية تناقض المبادیء الأساسية للحزب الشيوعي العراقي (الذي يتمتع السيد کاوة محمود بعضوية لجنته‌ المرکزية) الخاصة بعلاقته‌ بالجماهير.



ولم يکن بيان اللجنة المرکزية المشار اليه‌ أعلاه‌ هو المحك الاول لکشف اتجاهات الصراعات الدائرة داخل الحزب الشيوعي الکردستاني بصدد علاقاته‌ المرتبکة بالسلطة وبالتالي بالجماهير. ففي عددها الـ (666) الصادر في 26/9/2010 ، وتحت عنوان ((المتحدث الرسمي باسم الحكومة يستقيل))، نشرت صحیفة (هاوتي) الأهلیة خبراً جاء فیه‌: افاد مصدر مسؤول في الحزب الشيوعي الكردستاني بأن المكتب السياسي للحزب وبضغط من اعضائه وكوادره طلب من وزير الثقافة كاوه محمود الاستقالة من منصبه كمتحدث رسمي للحكومة، واشار المصدر الذي رفض الافصاح عن اسمه بانه‌ من المقرر ان يقدم كاوه محمود استقالته بشكل رسمي قريبا.

ومن جانبه‌ اكد ابو كاروان عضو المكنب السياسي للحزب الشيوعي مسالة استقالة الوزير من منصبه مشيرا الى ان الوزير كاوه محمود هو عضو في المكتب السياسي للحزب ومشغول جدا في عمله لذا تحدثوا مع الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكردستاني بهذا الشأن لأجراء ترتيبات استقالته‌ من منصبه. ‌

ومن المثير للأستغراب هو ان كاوه محمود يمارس منذ أيلول 2010 وحتی يومنا هذا عمله‌ كمتحدث رسمي بأسم الحكومة بالضد من قرار المكتب السياسي الذي هو عضو فيه‌.



ليس من السهولة انقاذ الحزب الشيوعي الکردستاني من هذا المأزق الذي يجد نفسه‌ فيه‌ اليوم. فقد بات يعتمد کليا علی معونات وهبات حزبي السلطة، بل اصبح معظم قيادييه‌ يتمتع بامتيازات ممنوحة من حزبي السلطة، وهناك احاديث عن تورط بعضهم في قضايا فساد وصفقات تجارية غير مشروعة مع مراکز في السلطة، مما تشکل بمجملها أعباء اضافية امام محاولات انتشال الحزب من التماهي السياسي في السلطة التي هي أيضا أمام تحد کبير اليوم، اثر اتساع الحرکات الأحتجاجية في الأقليم، في وقت تبدي فيه‌ اوساط واسعة عن اعتقادها بأن الحزبين الحاکمين عاجزان عن وضع حلول لأزمات الأقليم، بسبب تورط مراکز قوية فيهما في امور فساد وخروقات کثيرة.



انه‌ تحد کبير امام الشيوعيين، المشهود لهم بالتفاني والأخلاص للشعب.... فهل يفلحون في اعادة ترتيب اوضاعهم وفق ما تتطلبه‌ مصالح الذين يدعون تمثيلهم؟






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- والد يغامر بحياة طفلته الرضيعة بإشراكها في مطاردة عالية السر ...
- وفاة نجم ليفربول ديوغو جوتا في حادث مرور مأساوي في إسبانيا ر ...
- وفاة مهندس جزائري إثر سقوط طائرة صنعها وطورها بنفسه.. ووالده ...
- مقتل الشيخ صالح حنتوس يثير جدلا في اليمن.. لماذا حاصر الحوثي ...
- مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في منطقة خلدة عند المدخل الجنوب ...
- دم جميع الهولنديين يحتوي على مواد كيميائية سامّة لا تتحلل مع ...
- غضب في حلب بعد سقوط -تمثال الشهداء-.. اتهامات من النشطاء وتب ...
- ألمانيا ـ سوري يهاجم ركاب قطار ويصيب 4 أشخاص 3 منهم سوريون
- تبرئة شون -ديدي- من معظم التهم الخطيرة وإدانته في واحدة
- مقتل نائب قائد البحرية الروسية في هجوم أوكراني بمنطقة كورسك ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر أمين - علاقة الحزب الشيوعي بالسلطة....ضوء علی المستور