أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان احمد ونوس - أمومة مبتورة بأغلال المال














المزيد.....

أمومة مبتورة بأغلال المال


إيمان احمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 3333 - 2011 / 4 / 11 - 16:22
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


سمعته يتحدث لأحدهم أن ولده في المشفى ويحتاج لعمل جراحي خطير، وهو الآن ينتظر قرار الطبيب بذلك. حاولت أن أستفهم منه عن وضعه المادي والاجتماعي وعدد الأولاد لديه... قال لي والدمعة تختبئ وراء نظرات تائهة:
- لي ثلاثة أولاد أكبرهم في الخامسة من عمره، وأصغرهم عمرها سنة واحدة فقط...
- وزوجتك ماذا تفعل... سألته..؟
- قال والآه تحرق ما تبقى من أبوّة متبعثرة ما بين اللقمة والطبيب: لقد تركتنا ورحلت منذ ما يقرب الخمسة أشهر.
- لماذا.. وأولادها في عمر الندى وأكثر ما يكونون بحاجتها الآن..؟
- لأنني طلبت منها أن تكون لي عوناً على القدر والقهر في زمن البطالة والجوع، وان تعطي ابننا المريض ثمن إحدى إسوارتين ألبستهما لها يوم عرسنا، من أجل أن نعالجه من مرض عجز عنه الأطباء، فلقد خضع منذ أيام للعمل الجراحي رقم/16/ وهو مازال في عمر الخمس سنوات.
- وبعد.. لكن انتظر، هل تعمل زوجتك..؟
- نعم تعمل في شركة عامة، بينما أنا أعمل في مطعم، وفي الشتاء تقلُّ فرص العمل، وربما أبقى عاطلاً عدة أشهر، وها أنا اليوم كما ترين أعمل في شركة تنظيفات من أجل إطعام الصغار.
- رغم أنها تعمل لم تساعدك..؟ لم تبع الإسوارة من أجل عملية الولد...؟
- لا.. لا لم تفعل، وقالت لن أبيع ذهبي من اجل الولد حتى ولو مات، وخرجت من يومها ولم تعد رغم أن ابنها كان في المشفى بعد عمل جراحي خطير.
ولأنه وزملاءه يعملون في مجال التنظيفات في دائرتنا الحكومية، سألت البعض منهم عن مدى صدق ما رواه لي عن مأساته وزوجته، فكان الجواب بالإيجاب، وبأنه فعلاً كما روى لي.
صُعقتُ لما سمعته من هذا الرجل البائس.. صُعقتُ من احتمال وجود أم تخالف الأمومة في حنانها وتضحيتها بنفسها من أجل أطفالها...
فهل يُعقل أن يكون الراتب أغلى من طفل يرتاد المرض والمشفى باستمرار، وحتى لو لم يكن مريضاً، فهل يعقل أن تتخلى أم عن أطفالها ومسؤولياتها الزوجية..؟
الحرية عزيزتي المرأة مسؤولية حقيقية تجاه الأسرة والمجتمع كما هي مسؤولية تجاه الذات والشخصية، الحرية وحقوق المرأة والمساواة ليست بالتخلي عن دعم الأسرة التي أشأتها وزوجك بإرادة حرّة، دعمها بكل ما تحتاجه مادياً ومعنوياً.
ما كان عمل المرأة يوماً مدعاة لأنانيتها لاسيما تجاه أطفالها.. ولا كان مدعاة لأنانية واتكالية تجاه الزوج بداعي أنه المكلّف بمتطلبات البيت والعائلة شرعاً، فشريعة الحياة الزوجية هي التشاركية الحقيقية القائمة على الاحترام وصون الحقوق لجميع الأطراف، حيث تندمج الأهداف والغايات أمام تأسيس الأسرة واحتياجات الأبناء خاصة الصحية منها.
واعلمي سيدتي أن هذا النموذج من النساء، والذي يعطي صورة سلبية عن عمل وتحرر المرأة هو أكثر ما يعيق تحرر باقي النساء من قيود اجتماعية قاتلة.
فهل نرتقي لمستوى الوعي بأن عمل المرأة بات في يومنا هذا ضرورة ملحّة في ظل الوضع الاقتصادي المتأزم، والبطالة المتفشية التي طالت ببراثنها معظم الشبّان والشّابات.. عمل المرأة ضرورة وواجب تقتضيه الحياة المعاصرة بكل أوجهها ابتداءً من مطالب المرأة بالحرية والمساواة، وصولاً للتعاون الحقيقي والفعّال بين الزوجين لأجل النهوض بأعباء الحياة دونما إبطاء.
وأعتقد أن هذا الأمر لا يكون سليماً وصحيحاً إلاّ في ظل قانون أسرة عصري يواكب المتغيرات الاجتماعية، ويصون حقوق جميع الأطراف دونما استثناء.
فهل يعي أصحاب الأمر هذا الواقع ويعالجونه بسرعة لأجل الحفاظ على كيان الأسرة من التشتت والخراب..؟؟؟؟







ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- سوريا تسعى لكشف مصير أطفال المعتقلين والمعتقلات المفقودين أث ...
- كلمة مؤسسة المرأة الجديدة بمناسبة اعتماد التقرير النهائي للا ...
- «تحقيق الاستقلال المالي» منحة المرأة الماكثة في البيت 2025.. ...
- غالبية تحقيقات الاغتصاب ضد الأطفال تُغلق في جنوب السويد
- “من هنا” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت في الجزا ...
- الشرطة البريطانية تعتقل 3 ?مسؤولين في قضية -الممرضة القاتلة- ...
- المؤبد لتسعيني دين باغتصاب سبعينية وقتلها عام 1967 في بريطان ...
- ممرضة حقنت إبر هواء بمعدة حديثي ولادة وقتلتهم.. تفاصيل مرعبة ...
- ناسا تعرض صورة جديدة لجارتنا الأقرب مجرة -المرأة المسلسلة-
- “فرحة في البيوت” بدء صرف دفعات منحة المرأة الماكثة… هل اسمك ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان احمد ونوس - أمومة مبتورة بأغلال المال