أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الشاعر عباس الحسيني - خطاب الملك - The Kings Speech















المزيد.....

خطاب الملك - The Kings Speech


الشاعر عباس الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 3331 - 2011 / 4 / 9 - 10:40
المحور: الادب والفن
    


خطاب الملك.. الحس التاريخي في دراما معبرة
نشوة مباهاة التأريخ ... بحوارات إنسانية

عباس الحسيني
تمثل إسهامات التحقيق الفني والفكري سبقاً مشهوداً، قدر تعلقها الاخلاقي والإبداعي بتأريخ الشعوب وقصص المحن والمرارات الانسانية، التي قد تقوض او تعــزز من طبيعة وجوهر الهيكل العام، لكل بناء انساني. وعبر هذه المحاثات يضع المبدعون لمساتهم الخالدة التي تقدم لنا بين الفينة والاخري معالجة شاملة لمجمل ارهاصات الوعي الانساني. وقد آثر المخرج Tom Hooper تعزيز عمله الفني الكبير The King s Speech بمأثرة اعتمد فيها المزاوجي بين عاملين مهمـين في الترويج السيمي في عالم اليوم وهما: التخريج الاعلي تقنياً لمراحل العمل الفني، نأيا عن الحوارات المضجرة والمهلكة احيانا وبالاعتماد علي براعة الكاميرا والقطوع التــأريخية المعدة مع ايقاعات الموسيقي الفكرية المنـتـقاة، لا الموسيقي التصويرية والتركيز علي كاريزما الممثلين الرئيســيين في الحدث المتعلق بالامير جورج والذي سيصبح ملكاً فيما بعد.
وهو امر افرضته الضرورية النسقية في كاريزمــا الملك الخطيب الامهر. والعامل الثاني هو المزاوجة بين التأريخي والمعاصر، وعبر الايحاء لعناصر العمل الفني لكي تتوهج ضمن مداراتها الكبري - الحدث - المعالجة - التتويج. وقد اعد الحوارات من قبل الكاتب المخضرم David Seidler ديفيد سيدلر، ذو النزعة المسرحية، ليصبح الامر مرتكزاً علي قدرات الممثلين الرئيسيين في الشريط السيمي وهما Geoffrey Rush الخبير جيفري راش. والذي تعتمد شخصيته علي إذكاء دور الحكيم الموجه من طبقات الشعب الدنيا الي الامير - الملك والذي جسده Colin Firth كولين فيرث المنحدر من التمثيل التلفزيوني والذي ابدع من قبل في افلام كالمريض الانكليزي وشكبير في قصة حب ويوميات برديدج جونز والفلم الذائع ماما ميا والذي رصع اسمه في شارع هولييود عام 2011 . وتأتي أهمية الفلم في التحدي الخلاق الذي تزامن مع ظهور فلم الشبكة الاجتماعية، لقصة مبدع موقع الفيس بووك Social Network ، حيث مثل هذا التنافس الوقوف بين فلم يجد له صدي كبيرا لدي كافة الاعمار ومن شتي الرؤي الانسانية، وبين المعالجة المستفيضة لرمز تأريخي ولملك يجد نفسه بين نارين: اولاهما إهمال مسؤولية الامة البريطانية لامير هو الشقيق والذي يقرر ترك العرش تنازل للزواج من إمرأة مطلقة للمرة الثانية، وهو ما لا تجيزه الاعراف الدستورية ذات النبرة الدينية للعرش البريطاني مطلع الاربعينات، وبين الصراع المرير لما يعرف الان بمرض الحبسة اللغوية Aphasia language والذي يتمظهر بالتلكؤ الملاحظ علي شخصية المتكلم، وبما يوحي بالعجز وعدم القدرة علي التعبير، وبالتالي الاتيان علي مجمل ملامح الذات النسانية، وهو ما لايليق ببلاد تعد خطاب ملوكها اثرا تأريخيا آنذاك، كما سنلاحظ فيما بعد. وقد نجح الفلم، بفعل تقنيات التحكم في الظهور للمشاهد في تجاوز عقبة فلم الشبكة الاجتماعية ليحص علي اهم ما يؤهله لنيل جائزة الاوسكار في الاداء الفردي للمثل كولن فيرث. وكذلك وقوف الممثلة المبدعة هيلينا بونهام كارتر كملكة حقيقية مترفعة عن تفاصيل العرش وموغلة في تفاصيل الامة البريطانية التي يقف هتلر النازي علي حدودها مهدداً فاتحا. وهو ما جعل من الاقتباس الحقيقي في عثور الزوجي علي المعالج، والمرافق الاول والاخير للملك فيما بعد. ويعالج الفلم عدة قضايا مهمه من ضمنها التغلب علي تراث الفروقات الاجتماعية، وذلك التناغم الحقيقي الذي جعل من شخصية الاخصائي المعالج والذي يشار الي عشقه الحقيقي للتمثيل وفشله في القبض علي دور مسرحي، كما يظهر الفلم، رغم نجاحه الطبي والمهني في تلك العيادة المتهالكة والتي سنري فيما بعد انها معمل قادر علي انتاج ملك بريطاني حقيقي قادر علي الخطابة، وجعل المعالج ذو الروح المتوهجة مرتكزاً يثير تلهف المشاهد لما يمكن ان يقوم او يبثه من وعي هنا وحكمة هناك. ومن ثم زج الجماهير في معترك الصيرورة التأريخية النافذة، لشعب لا ينتظر إلا كلمات معبره وبنبرة متعالية الشجاعة من ملكه لاقتحام مواجهة تنذر لالبقاء او الفناء. وتبقي الثيمة الاهم في الرهاب الديني الذي يخلع العرش من ملك بسبب زوجته ذات الاصول الاميركية، وليذهب الي الانكليزي المحض جورج السادس، وهنا نجد انفسنا امام فضاء مطلق من التطلعات التي جعلت موسيقي بيهوفن في (سمفونيته الثانية) ملاذاً في المكافئة السيمية، وهو ما جعل الترديد الايقاعي لحركات المؤدين عنصراً فعالاً، ومن ثم التركيز علي خطي الاسطوري موزرات وبالمحاكاة لنقرات البيانو النابه لتحليل الابعاد النفسية لهموم الملك الخطيب اثناء الاداء النهائي، ويعد هذا المجد الدرامي وكما ينظر اليه النقاد علي انه الاستعادة المبدعة في التركيز علي مبدأ النابه ستافسلافسكي، وهو كوسنانتين سيرجيفيتش ستانسلافسكي، 1863 ــ 1938 الممثل الروسي ومعلم المسرح الحديث، وقد حاز علي لقب فنان الشعب في الاتحاد السوفيتي آنذاك، وهو يرفض أسلوب الحماس الخطابي في التمثيل بشبب بحثه عن الواقعية الامثل في التعبير، وقد ركز علي القواعد النفسية لتطور الشخصية، وقد ارتبط اسم ستانسلافسكي وطريقته ومنهجيته في الواقعية السايكلوجية بكثير من الافلام التي اعتمدت هذا النهج، وهو ما نراه في تدريب الملك علي تمثيل دور الخطاب وبشحنات انفعالية لا غني عنها في المعالجة هنا. وقد كان ظهور ستانسلافسكي خطوة لابراز المناحي الجمالية، للواقعية الروسية خلال القرن التاسع عشر، وهو يمثل خروجا علي تقاليد إبداع جوجول وبوشيكن ولير منتوف وليو تو لستوي وآخرين. ففــي الاداء الدرامي نصل الي فحوي ان الجسد والمحيا والجوهر غير المرئي، لا السيناريو والحوار، هم من يتكلم بل هم المتكلم الاول والاخير. وعلي الضفة الثانية حصد فلم الشبكة الاجتماعية ما يستحقه بالاضافة الي فلم انسيبشن للممثل الكبير انطونيو دي كابريــو، إلا ان الشريط الإنكليزي استطاع وبكل جدارة ان يحقق السبق في بلاد العم ســـام، وهو ما ذكر به الممثل الحائز علي جائزة افضل ممثل، من ان التوقيت لم يكن في محله في زمن اختلال الذائقة السيمية لدي جمهور العرض الطامح بمشاهد اكثر اثارة ودماء، لكن الكلمة الاخيرة كانت لتتويج العمل الفكري واصالة الوقوف علي منتج رفيع التقديم والاخراج.



#الشاعر_عباس_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الشاعر عباس الحسيني - خطاب الملك - The Kings Speech