أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بوية محمد الاغظف - اليمن وليبيا :افاق مكسورة














المزيد.....

اليمن وليبيا :افاق مكسورة


بوية محمد الاغظف

الحوار المتمدن-العدد: 3330 - 2011 / 4 / 8 - 20:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التطورات المتلاحقة باليمن وليبيا تنذر بإمكانية المزيد من حالة الشتات والضياع في العالم العربي، ولا اعتقد أن نهاية الفوضى ستؤدي إلى نتائج حاسمة لأحد الأطراف .
ولا يحق لأحد أن يدافع عن براءة الثوار وحسن نواياهم، بل إن الدعاية الإعلامية الممزوجة بنوع من الحقد والكراهية لأمن ليبيا واليمن تطل علينا من بعض المنابر الإعلامية، ولاسيما قناة الجزيرة القطرية الأصولية التوجه وقناة المنار المؤيدة لـحزب الله التفتيتي العميل لإيران .
الثوار في ليبيا حملوا السلاح في وجه الطاغية، لكنهم فشلوا في القضاء عليه، صحيح انه تم إرباكه لكن الهزيمة لم تقع والنجاح الوحيد الذي حققه الثوار هو إخراج علم قديم ووضعه محل علم الجماهيرية.
أما اليمن السعيد الذي أعلن القطيعة مع السعادة فقد بدأت التعاسة تملأ جوانب الحياة اليومية لليمني، الذي يرى ما يفعله غياب الوعي السياسي وغياب المجتمع السياسي وكذلك ضعف الدولة المركزية.
لقد خسر العرب الآن أكثر مما ربحنا، فعلا ربحنا ثورة الياسمين وثورة النيل، لكن الخسارة عادت من جديد للإنسان العربي الذي ما أن يفرح يوما يحزن عشرات الأيام، وهذا طبعا يصدق على الحياة السياسية لعالمنا العربي فرحنا بخروج طاغية مصر وعصابته العائلية، وسررنا أكثر عندما رأينا أسرة الطرابلسي تتهاوى، وحسبنا الأمر أننا في دوامة من النصر لكنها المفاجأة من ليبيا واليمن .
عودتنا ليبيا على الجديد حتى ألفنا الترهات والخزعبلات تأتي من طرابلس الغرب، وتملكنا الذعر عندما نسمع خطب العقيد يهدد بإرسال الملايين لقتال الكفار، وتحرير القدس وكل المناطق العربية بما فيها سبته ومليلية، وتوقعنا الكثير من القذافي المزيد من الفتوحات والانتصارات، توقعنا من القذافي إرسال الأساطيل لتحرير فلسطين من البحر إلى النهر، لكن كل التوقعات كانت مثل زبد البحر، بل سراب في الصحراء.
انتهى القذافي وانتهت معه عقلية الإحسان والعطاء الثوري، ولم تكن الثورة الا حبرا على ورق وكلماته وخطبه نزوعا نحو الكذب والتلاعب، بل إن القذافي لربما كان يحفظ كتاب الأمير عن ظهر قلب، كما حفظ القرآن ليصلي بفقراء أفريقيا بآيات طوال.
إن المشهد الليبي ينذر بفقدان ليبيا كما فقدنا ارض الصومال، القبائل مستعدة
للانقضاض على الحكم، وهي على أتم الاستعداد للمشاركة في معارك إظهار القوة والمحافظة على وجودها. لان العقيد قد تخلى عن حمايتها وحماية شعبه لأنه اختار إحراق الأخضر واليابسمتبنيا لغة لم تكن قط في قاموس السياسة، أين العقيد من وصايا الملك ونصيحة الملك للماوردي والضروري في السياسة لابن رشد، ألم يقرأ قول عبد الرحمن بن خلدون واعلم ...ان الكيس والذكاء عيب في صاحب السياسة لأنه إفراط في الفكر، كما ان البلادة إفراط في الجمود. والطرفان مذمومان من كل صفة إنسانية. والمحمود هو التوسط كما في الكرم مع التبذير والبخل، وكما في الشجاعة مع الهوج والجبن، وغير ذلك في الصفات الإنسانية... أفرط القذافي في تحميل شعبه ما لا يطاق، مرة يريده أن يكون أسا لوحدة افريقية ومرة يطلب منه المساهمة في بناء وحدة عربية.. عقلية القذافي جعلته يقفز على الواقع الليبي، يبذر أموال ليبيا ميمنة وميسرة ولا احد يراقب ولا احد يحاكم فالزعيم أوحد وقائد أممي، بل خليفة المسلمين وملك ملوك افريقيا وطبعا من يحمل هذه الصفات ويجمع هذه الخصال لا يمكنه أن يقود شعبا عربيا مسلما يعيش اغلبه في بوادي الصحراء .
القذافي قاد ثورة والثورة الآن تسقطه او على الأقل أربكت مخططاته ووضعت حدودا لزعاماته، وهنا يطرح السؤال وهو لا شك سؤال مشروع من سيخلف القذافي في قيادة ممالك افريقيا؟
لا احد طبعا يملكالمعية القذافي، ومن يستطيع جمع التناقضات الافريقية في وحدة ومملكة، لا احد طبعا، العقيد وحده، وبذلك نصل الى نتيجة مفادها ان نهاية نظام الجماهيرية هو نهاية للمشاريع الوهمية.
يقول المفكر والسياسي الروسي تروتسكي تقوم كل دولة على العنف كان القذافي وفيا لهذا الوعد الماركسي، العنف وحده كاف لبناء حلم العودة لدولة لم تكن قط تحمل صفات الدولة العصرية الحديثة، بل تحمل بصمات فكر تخلفي او الأصح فكر ونظام تحالف مع التخلف والان يتحالف مع العنف الذي لن يقود الا إلى العنف .
أي عنف موجه وعنف مضاد والخاسر الأكبر ليبيا الحرة الأبية التي أرادها هكذا الآباء المؤسسون، آباء رفضوا الاحتلال وقاوموه وها هو الاحتلال يعود بأياد وأوامر ليبية. وهكذا سيصيح الليبي الذي ولد في زمن دولة اللادولة ما مآل الليبيين وما عساهم ان يجلبوا لي؟ النظام، السلام، إذا كنت سأموت في الثلاثين من عمري بطلقة رصاص طائشة لا اعرف مصدرها، فأموت وأنا أعاني آلاما لا توصف وسط خمسة او ستة آلاف من القتلى، بينما عيناي تنفتحان لآخر مرة، فأرى المدينة التي ولدت فيها تدك بالحديد والنار، وتكون آخر الأصوات التي تلتقطها اذناي هي صراخ النساء والأطفال وهم يحتضرون تحت الأنقاض، وكل ذلك بدعوى السلطة.



#بوية_محمد_الاغظف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وزارة الخارجية الهندية: نيودلهي مارست حقها في منع الهجمات ال ...
- كتائب -القسام- تعلن تنفيذ كمين بقوة إسرائيلية شرق خان يونس
- قناة هندية: مقتل 70 مسلحا على الأقل في غارات هندية على باكست ...
- زاخاروفا تعلق على تصريح ترامب بشأن الدور الأمريكي في الحرب ا ...
- مراسلنا: 16 قتيلا وعشرات الإصابات بقصف إسرائيلي على قطاع غزة ...
- مصر تعلق على وقف إطلاق النار بين واشنطن والحوثيين
- تعليق الرحلات بمطار صنعاء عقب الهجوم الإسرائيلي
- هكذا يطوّع الأميركيون القوانين لمكافحة مقاطعة إسرائيل
- فيتنام وغزة.. مقارنة بين مقاومتين
- إسرائيل تدعم الهند وتحذير عالمي من تداعيات الاشتباكات مع باك ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بوية محمد الاغظف - اليمن وليبيا :افاق مكسورة