محاورة مع الكاتب رعد تغوج حول الأسلوب النيتشوي في الكتابة

فؤاد المعشر

الحوار المتمدن-العدد: 3330 - 2011 / 4 / 8 - 01:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

الصديق والكاتب رعد تغوج هو أحد هؤلاء الذين استغرقوا وقتا طويلا في قراءة الفلسفة عموما وفلسفة نيتشه خصوصا، فقد بدأ بقراءة تبسيطية-كما يقول – لفكر نيتشه، وبعدها كانت النقلة التي جعلته يشك ان هنالك خلف الخطاب المبسط للفلسفة النيتشوية خطاب أخر مخفي يعتبر هو "الماهوية النيتشوية" كما يقول ، وذلك يتضح أكثر ما يتضح عند قراءة نصوص نيتشه بلغة أخرى غير تلك اللغة الرديئة التي تترجم إليها اعمال هذا الفيلسوف الكبير ، وأقصد اللغة العربية، ذلك أن السبب الكامن وراء جعل الفلسفة سهلة ومبسطة هي الطريقة التي تساق بها اللغة العربية والتي جعلت من الفلسفة مبسطة جدا ، والدليل على ذلك كتب ومنشورات الكتب الماركسية التي تتيح لشبه الامي أن يعرف ان المجتمع هو في صراع مستمر بين الفقراء والاغنياء والمطلوب منه هو أن يقف في صف الفقراء والكادحين لتنتصر الشيويعية التي ستجعله سعيدا في حياته ، فهذه النصوص على دسامتها المعرفية في لغتها الاصلية، تم النزول بها الى مستوى الشارع والعامة من الناس، لذلك يجب على اي باحث ان ينظر برؤية نقدية واضحة للنصوص الفلسفية المترجمة للغة العربية ، وهنا نحن لا ننكر الدور الذي لعبه المترجمون ابتداء من عبدالرحمن بدوي وفؤاد زكريا ووصولا عند جورج طرابيشي وهاشم صالح وغيرهم، وتبقى مسألة الفلسفة الغربية بالنسبة للمثقف العربي مسألة أنتقائية ، فهو يقع تحت سطوى المترجم عادة، وتحت سطوة أفكاره وأراءه ، فمثلا يوضح الكاتب رعد تغوج أن فلسفة نيتشه يتم التلاعب بها والربط بينها وبين النازية والفاشية وصعود الرأسمالية وخصوصا رأسمالية الكوارث كما يوضح رعد تغوج ايضا، فتم تشويه نسق كامل متكامل من فلسفة تعتبر الأقوى والأكثر تأثيرا في الخطاب الغربي المعاصر، حيث يقول الكاتب رعد تغوج أن التاريخ الفكري لأوروبا الغربية أنقسم كما تنبىء نيتشه الى قسمين : ما قبل نيتشه وما بعده ، ومن هنا كانت الاهمية التي تكتسبها فلسفة نيتشه ودورها في وضع حد للميتافيزيقيا الغربية والاخلاق والسياسية وغيرها من القضايا الفلسفية والفكرية، هذا فضلا عن أن نيتشه كما يقول رعد تغوج أيضا كان من أبرز منضري الدرس اللغوي في القرن العشرين ، فهو الى جانب انه فيلسوف هو عالم فيلولوجيا ، وساهم في بلورة نظرية قل الحديث عنها في الوطن العربي وهي قضية خديعة اللغة، ودورها في تسيير شؤون الناس وبلورة تفكيرهم ووعيهم عن طريق فرض أساليبها وتكتيكاتها الحربية الخفية على اللاوعي، ولاحظ الكاتب رعد تغوج ايضا ان فلسفة نيتشه اللغوية تربط ايضا بين اللغة وبين السلطة والخديعة ، ومن هنا كان يقف نيتشه موقف باقي المدارس السانية التي تعتمد على ادوات تحليل الخطاب لمعرفة كنه المسكوت عن ، لكن نيتشه لم يكن من ذلك النوع الذي اعلن أنه يبحث عن مسكوت عنه ، كذلك لم يقم نيتشه بتوظيف جهاز مفاهيمي لبلورة اسس هذا الميدان الذي بداءه سوسير وشارلز بيرس ،

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل