أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ىفيقة عثمان - التناص الأدبي المُقحم، واستعراض الثقافات في الرواية















المزيد.....

التناص الأدبي المُقحم، واستعراض الثقافات في الرواية


ىفيقة عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 3329 - 2011 / 4 / 7 - 16:18
المحور: الادب والفن
    



تقديم: رفيقة عثمان
التناص الأدبي المُقحم، واستعراض الثقافات في الرواية
قراءة في رواية: لحظات خارجة عن الزمن، للراوية مزين برقان
تناولت في هذه القراءة، موضوع التناص في الرواية، لذا لا بُدَّ أن أقدِّم تعريفًا بسيطًا لمصطلح التناص، نشأته، أنواعه، وآثاره، مستندةً بذلك على بعض القراءات حول الموضوع.
يعني التناص : Intertextulity" " تداخل نصوص أدبيَّة مختارة، قديمة وحديثة، شعرًا أو نثرًا مع نص الرواية الأصلي بحيث تكون منسجمة وموظفة ودالة قدر الامكان على الفكرة التي يطرحها المؤلف، أو الحالة التي يُجسدها في روايته"، لإبراهيم المنصوري، التناص المباشر في رواية: كما يليق بمغربيَّة، مُقتبس عن ( د. أحمد الزعبي، التناص نظريًّا وتطبيقيًّا ).
نشأ هذا المصطلح لأول مرَّة على أيدي الشكلانيين الروس، الشكلانيون يؤمنون بالتناص من خلال تداخل النصوص، وظهور أثر بعضها على بعض رغم احتفاظ كل نص بخصوصيَّته.
جوليا كرستيفا كانت أول من أعارت اهتمامًا، واستخدمت مصطلح "التناص" سنة 1966، من خلال قراءاتها لباختين في دراسته لإبداعات دستوفسكي الروائيَّة، ومن ثَمَّ أطلقت مصطلحًا آخر بدلا منه، وهو "التنقليَّة"، ظلَّ مصطلح التناص مُستخدمًا في جميع الاتجاهات الأدبيَّة الحديثة.
يُعتبر النص الجديد، إعادة لنصوص سابقة مُنتقاه نتيجة خبرة، وتمحيص، ورغم ذلك يشترط النقَّاد عدم التجاوز للنصوص التي يتناص معها النص الجديد، كي لا يصبح سردًا مُكرَّرًا، من الممكن أن يتناص الراوي المُبدع مع نفسه من خلال نصوصه هو، وكما يستطيع أن يتناص مع نص واحد فقط لمبدع آخر، أو نصوص أخرى لأدباء آخرين، كذلك ممكن أن تكون عمليَّة التناص بين جنسين أدبيين على جنس أدبي واحد.
يرتكز التناص على الشكل، والمضمون، ويؤخذ بعين الاعتبار أن التناص قد يتبلور شكليًّا، وليس مضمونيًّا، والعكس صحيح بشكل منفصل، ولكنه يحصل في الحالتين. (أحمد بن سليمان اللهيب، "التناص مصطلح نقدي أوجده الشكلانيون الروس).
اتسع مصطلح التناص فيما بعد، وأصبح ظاهرة نقديَّة جديدة جديرة بالاهتمام، والبحث، فانتشرت في الأدب الغربي، ومن ثَمَّ تأثَّر بها الأدب العربي، إثر الاحتكاك الثقافي بين الحضارتين.(د. عفاف صادق: منتديات واتا الحضاريَّة).
تحدَّث الناقد الفرنسي جيرار جينت، 1982 عن التناصيَّة الجمعيَّة ، التي تعبر عن علاقة النص اللاحق بالنص السابق في حدود الحرِّيَّة، ويتضمن (التعالي النصِّي) Intertextulite، الذي يقصد به: "كل ما يجعل نصًّا يتعلق مع نصوص أخرى بشكل مباشر، أو ضمني" ، ويصف جيرار في كتابه (معماريَّة النص، 1986)، التناص بأنه العلاقة بين نصين أو أكثر، كما يتجلَّى في الاستشهاد، والتلميح، والسرقة. لقد أشار جيرار للمصاحبات الأدبيَّة: ( Para Literature))، التي تعني الاستشهادات الأدبيَّة التي تدخل في بنية نصيَّة معيَّنة، من المبتذل أن يقال أن الأديب يجني آثار غيره من الأدباء السابقين، أو المعاصرين، أو يتجاوزها.
التناص في النقد العربي القديم:
أشار النقاد العرب القدماء لظاهرة (تداخل النصوص) او تفاعلها في الخطاب الشعري، وأشارت (بالتفاعل النصي) تحت تسميات أخرى: كالتضمين، والاستشهاد، والاقتباس، والسرقات.. قُصد بها التأثر وليس الأخذ.
مضى أكثر من أربعين عامًا على شيوع التناص في نقد الأدب الغربي، إلا أنه ما زال في نشأته الأولى في النقد العربي الحديث، حيث وردت مصطلحات عديدة تشابه مصطلح (التناص)، كالتضمين، والتلميح، النقائض، والإشارة، والاقتباس، والمعارضات، والسرقات، شاعت ظاهرة التناص في النقد العربي القديم، في البلاغة، والنقد الأدبي. (محمد عزام، تجليات التناص في الشعر العربي: 2001).
التناص في الرواية:
استخدمت الراوية التناص الأدبي، والتداخل بشكل ملحوظ، بل بصورة مُبالغ فيها، لدرجة بأنها لم تُوفِّر جهدًا يُذكر في استعراض للثقافات العربيَّة من معظم أقطار العالم العربي، والأجنبيَّة الغربيَّة. كان بعض التناص في الرواية، منسجمًا مع المضامين، والمواقف، والبعض الآخر لم يكن كذلك، كما ورد صفحة 145، عندما كان التناص حول "كاراداتش الطبيب النفسي، والمجرم في آن واحد، والاسترسال حول قصّة حياته، وفي صفحة 165، كان التناص حول الشاعرة الأمريكيَة "سيلفيا بلاث" التي انتحرت في الثلاثينات من عمرها، تاركة وراءها طفلين. إن هذا الاستخدام للتناص لهذه المضامين لا تخدم الرواية شيئًا.
استشهدت الراوية بما يُقارب بأربعين مرجِعًا، مختلفًا، استقتها من الاداب العربيَّة، والغربيَّة، سواء كانوا أدباء، أو شعراء، أو فنَّانين، وفلاسفة، وموسيقيين، وعلماء نفس، وموسوعات، وقد تمَّ ذكر متكرِّر لبعض الأدباء، في المضامين، والشكل، مما طغت، بل طفحت الرواية بكميَّة التناص الأدبي، واحتلت ما يقارب منتصف صفحات الرواية.
الاستخدام المبالغ في التناص الأدبي في الرواية، يُضعف من القدرة الإبداعيَّة في الرواية، فهي تؤدي إلى تشتت القارئ، وتحيله عن الانسجام، والاستمتاع في تسلسل الأحداث. يبدو وكأنَّ الراوية تهتم في إسناد أقوالها إلى مراجع عديدة، لتثبت صدق الأقوال، والمشاعر، فاستخدام التوثيق للنصوص، يتوجَب عمله في الأبحاث العلميّة الناجحة، وليس في الروايات.
ظهرت بعض المُداخلات لبعض الفنَّانين اللبنانيين، مثل: فيروز في أغنيتها "كيفك إنت" صفحة 141؛ لتضفي جوًّا ساحرًا لبيروت... حبَّذا لو كانت اجواء فلسطين.. القدس.. ورام الله.
عمدت الراوية، لاستخدام معظم التناص التابعة للذكور، وكرَّرت مرارًا التناص من كتابات الروائيَّة "أحلام مستغانمي"، مما يُظهر تأثرها بكتاباتها، التي انعكست في عدَة مظاهر، حيث نهجت الروائية مزيَّن برقان في روايتها، نهج الروائيَّة أحلام مستغانمي، التي استخدمت التناص في كتاباتها، للأدباء الغربيين، والعرب، إلا أن المؤلفة "أحلام مستغانمي نجحت في ربط نصها بنصوص أخرى بشكل عفوي، دون إقحام بالقوَّة، الأمر الذي كان سيؤدي إلى نفور القارئ". (د.كلارا سروجي- شجراوي، نظريَّة الاستقبال في الرواية العربيَّة، 2011).
كذلك ظهر التأثير أيضًا من الراوية أحلام مستغانمي، باستخدامها للراوي المُذكَّر. (ذكرت احلام مستغانمي، بأنها آثرت الراوي الذكر، لأنها لا تريد أن تُصنَّف ضمن الكتابة النسائيَّة، ولأنها أرادت أن تطغي فترات في التاريخ السياسي للجزائر كان فيها الرجال هم المحرضون.(المصدر السابق).
حبَّذا لو اختارت الروائيَّة التناص الأدبي، تناصًّا للأدباء ، والشعراء، والعلماء، والفنَّانين، الفلسطينيين، وخاصَّة هنالك عدد لا بأس بهم سواء داخل فلسطين، أو خارجها، ويُشهد لهم بكافاءاتهم، وإبداعهم المُميَّز.
المتناصات:
1. الروائيَّة سومرست موم: رواية حافَّة السكين
2. لوردبايرون: الشاعر الإنجليزي "دون جوان
3. فكتور هوجو: البؤساء
4. لوردبايرون: أقوال حول العزلة
5. فيلسوف مجهول الاسم: قال "لم أجد أمر من الحاجة إلى الناس" ص 120
6. الكاتب الإنجليزي: سومرست موم، حافَّة السكين ص 142
7. رادوفان كاراداتش: طبيب نفساني، ومجرم حرب ص 145
8. سيلفيا بلاث: شاعرة غربية: قصيدة وصول صندوق النحل ص 164
9. سيلفيا بلاث: ص25
10. بتهوفن: رسائل لحبيبته بعنوان "الحبيب الأبدي ص 174
11. فرويد: رأيح في الحياة "هذا العالم...... الذي ندري به ما نفعل" ص 225
12. رالف والدو أميرسون: أديب امريكي، ص 241
13. سيلفيا بلاث: قصيدة وصزل الصندوق، ص 249
14. بيتهوفن: رسالة غراميَّة "ولئن طفت.... .... من أعماق الروح" ص257
15. أفريد كابوس: الحب...........ما يشتهيه" ص 260
16. شارل بودلير: شاعر فرنسي: الرمزيَّة في الشعر ص 283
17. وليم بتلرييتس الايرلندي: الرمزيَّة في الشعر ص263
18. هاملت: مسرحيَّة شكسبير ص 268
19. لورد بايرون: قصيدة الظلام ص 271
20. سيلفيا بلاث ص290
21. موسوعة "جينيس" 290
المتناصات في اللغة العربيَّة:

22. المتناصات في اللغة العربيَّة:
23. نزار قباني، ص 23 - 24 ،157، 212
24. تميم البرغوثي، شاعر: قصيدة "في القدس" ص27
25. امرؤ القيس، ص 31، 87، 97،
26. الياس خوري: باب الشمس، ص 52، 56، 189
27. محمود درويش، قصيدة "لاعب النرد" ص 57
28. المتنبِّي: قصيدة مدح سيف الدولة، ص 100
29. فلاسفة مجهولو الأسماء، ص 159
30. عمر الفرا: الشاعر، "قصيدة حمدة" ص 163
31. إيليا أبو ماضي: إيليا أبو ماضي، ص 165
32. أحلام مستغانمي: فوضى الحواس، 110، 113،175، 239
33. أبو القاسم الشابي: ص 116
34. نجيب محفوظ: رواية بين القصرين، ص117
35. فيلسوف مجهول الاسم: ص 120
36.
37. سلامة موسى: الكاتب المصري، 165
38. أحلام مستغانمي: "نسيان كوم"، ص 255، 260
39. قيس بن الملوَّح: ص 260، 287
40. جميل بثينة: ص 260
41. قول مقروء مجهول المصدر: ص281
خلاصة الحديث: غلب استخدام التناص على الفكرة الرئيسيَّة، وجاء على حساب الشكل الفني للرواية، تنوَّع التناص في الرواية، سواء كان تناصًّا خارجيًّا لأدباء آخرين، كما فُصِّل أعلاه، بالإضافة إلى التناص الداخلي، كما ورد من أشعار للروائيَّة نفسها، كما ذُكرت على لسان الراوي في الرواية.
التناص المُكدَّس في طيَّات الصفحات، يسبب تشتُّتًا في ذهن القارئ، ويُضعِف من تسلسل الأفكار، والتشويق، بل تُدخل القارئ غير المُثقَّف في متاهات لا حدود لها.
من الضروري أن يكون التناص، محدودًا، ومنسجمًا مع الشكل، والمضمون، وألا يكون من أجل استعراض الثقافات المختلفة، للكاتب، أو الراوي فقط، وألا يكون مُقْحَمًا لا يخدم تطوير سير أحداث الرواية، أو الشعر، أو القصَّة.
يبدو أن موضوع ظاهرة التناص، أصبح ظاهرة نقديَّة جديدة، وهي جديرة بالدراسة، والتمحيص، وخاصَّة في الأدب المُعاصر: في النثر، والشعر؛ لتكون، مُوجِّهًا معينًا للكتَّاب الناشئين.



#ىفيقة_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ىفيقة عثمان - التناص الأدبي المُقحم، واستعراض الثقافات في الرواية