الى الاسرى تحية

مجدي حمايل

الحوار المتمدن-العدد: 3328 - 2011 / 4 / 6 - 23:02
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    

تحية لكم ايها المظلومين خلف جدران طويلة وأشياك وقضبان... تحية لكم ايها المظلومين من شعبكم وقادتكم.... منسيين الا من ذويكم لا يذكركم سوى من اراد بكم مصلحة او ان يعلو وينتخب... تحية لكم ايها المخلصين بلا حدود والحالمين بوطن حر كريم والواقفين خلف الشمس تنتظرون خيوطها...
نعم لقد اصبحتم سلعة رابحة لكل تجار هذا الوطن ولكل ساسته.. فما اجمل الكلمات حين نسمعها في خطبهم وما اروعها حين نسمعها من المحطات والاذاعات.... وكم هو رائع تلفزيون فلسطين حين يبث برنامج عنكم وكم هي جملهم مطربة حين نسمعها من خلال التلفاز... اتعرفون يا أسرى الحرية ان الرسالة على الخط الازرق اسفل الشاشة في تلفزيون فلسطين يدفع ثمنها ذويكم لكل سلام وتحية ولكل شوق وامنية... كم انتم مربحون وكم انتم رائعون فكلما اشتاقوا ذويكم لكم اكثر كلما ازدادت نسبة الربح اكثر وكذلك الاتصالات الهاتفيه التي تفرحكم من امهاتكم ومحبيكم.
اسمعتم ايها الأسرى عن مهرجان نابلس للتسوق لقد كان لكم فيه فقرات ووضعوكم ايضا في حساباتهم، قد اكون لا اعرف شيء بالسياسة او بالاقتصاد الكثير بحيث افهم معادلة التسوق بالأسرى.. ولكن الذي اعرفه جيدا ان سدر الكنافه استقطب الافا مؤلفه بينما هامة الوطن وحراسه لم يستقطبو المأت... ترى اهي سياسة ام اقتصاد... أتعرفون ايضاً ان عمار حسن استقطب الافا مؤلفة ليسمعو اهاته واناته الموسيقيه بينما اكثر من احد عشر الف اسما من التضحية والوفاءوالعطاء اللامحدود للوطن لم يستقطبوا الكثير ليسمعو اهات أسرى وانات قهر و عذاب خلف اسلاك وصمت رهيب...
اتعرفون ايضاً يا معشر الأسرى العضماء ان الاعتصام الاسبوعي امام مقرات الصليب وغيره من المؤسسات الحقوقية والانسانية لا يحضره سوى نسوة قليلة متلفعات بالحزن والدعاء لكم بالحرية هن امهاتكم فقط بينما يمر من جانبهم الالاف لايعرفون لم هذه النسوة يتجمهن... ترى اهي سياسة ام نسيان والسؤال هنا من هو المسؤول عن السياسة وعن النسيان ولم لا يصنعون اكبر ناقوس يدق رؤوسنا كل يوم الف مرة يذكرنا بكم... ترى اهي سياسة ام سياسة.
كم هي الحقائق صعبة ومؤلمه وكم هو الواقع موجع وكم نحن عاجزون امام عظمتكم وتضحياتكم.
لا تصدقوهم... كل الذين بكم يتغنون ويهتفون.... لا تصدقوهم كل المذيعين الذين يتفاخرون ويتغنون ببطولاتكم وصمودكم فهم موظفين، هي ساعة وتمظي... وكذلك القادة الذين باسمائكم يهتفون ويحلفون ويحلفون هي حملة وتنتهي، مجبرون ان تكونوا في خطبهم تماماً كالبسملة والا اصبحت خطبهم بتراء.
لا تصدقوهم... هؤلاء القادة الذين يملأون أذننا طنيناً بكم فهم مستثمرين وليسوا لكم منتمين.
ولا تصدقو المسميات من مؤسسات وهيئات وجمعيات ومراكز ولجان ووزارات فهي لملئ فراغ الاستمارات والاستثمارات ولكل موظف راتب.
اتعرفون ايها الأسرى كم من المال يهدر في زوايا الفنادق،من لقاءات وورشات عمل ومؤتمرات ومحاضرات انتم عنوانها يحضرون ويناقشون ويملؤون البطون ويذهبون مع اول نسمة ريح لا يذكرون من أي لقاء سوى ما أكلوا... وفي نفس الوقت ينقصكم انتم اموالا لتملؤوا زوايا امعائكم الخاوية والتي اعتادت اصلا على ان تبقى خاوية الا من فتات .
ايها الأسرى لا تصدقوني فقد اكون لا اعرف الكثير لأكتب لكم ما يسركم ويسر الكثيرين ولكن اعرف فقط انكم ستبقون رغم انف الجميع شمسا تشرق لنتحرر وستبقون انتم دربا للوطن و حتما سيعود.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل