أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد سيف الدولة - كل هذه السيطرة لخمسة أشخاص فقط!!














المزيد.....

كل هذه السيطرة لخمسة أشخاص فقط!!


محمد سيف الدولة

الحوار المتمدن-العدد: 3323 - 2011 / 4 / 1 - 18:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


خمسة منابر إعلامية تقريبا كادت أن تتحكم في الرأى العام المصري عشية الاستفتاء على التعديلات الدستورية الأخيرة، منها ثلاث قنوات فضائية هى (الأون تى فى) و(دريم) و(الحياة)، وصحيفتين هما المصري اليوم والشروق، وكلها مملوكة لرجال أعمال كبار:ساويرس واحمد بهجت والسيد البدوي وكامل دياب وإبراهيم المعلم، ولا نقصد المستوى الشخصي، ولكننا نختلف مع منظومة مصالحهم الخاصة وأجنداتهم وحساباتهم السياسية والاقتصادية.

بالطبع كان هناك منابر إعلامية أخرى ولكنها لم تكن بذات التأثير والخطورة. كما أن المنابر المذكورة لم تخلُ بطبيعة الحال من آراء مستقلة تغرد خارج السرب، لكنها لم تستطع أن تنافس الحملة الإعلامية الموجهة ولا أن توازنها. وقد تفاوتت أيضا درجات التوجيه من منبر الى آخر؛ فالشروق ليست المصري اليوم، ودريم ليست أون تى فى، لكن الاتجاه العام كان موحدا فى الأغلب الأعم.

صحيح أن الحملات الموجهة لم تقتصر على المنابر الإعلامية فقط، فلقد كان هناك حملات موازية و موجهة هى الأخرى، وعلى الأخص من التيارات الدينية: إسلامية أو مسيحية، ولكن الفرق كبير. فالتيارات الدينية تيارات قديمة ومنتشرة فى الشارع المصري منذ عقود، ونشاطاتها سواء رفضناها أم قبلناها، هي نتاج جهود دءوبة متراكمة على امتداد سنوات طويلة. تستطيع القوى الأخرى، ان أرادت، ان توازنها وتنافسها بالعمل السياسى والشعبى الدءوب. وذلك يختلف تماما من حملات رجال المال و الأعمال، التى استطاعت ان تعيد صياغة الخطاب الاعلامى المصري كله فى بضعة أيام فقط، بدون ان يكون لها اى جذور او جهود او وجود فى الشارع المصري على امتداد سنوات طويلة. انها القوة الصرفة الفورية للمال وجبروته.

لطالما اندهشنا وانزعجنا من قدرة الشركات الأمريكية الكبرى على التحكم و السيطرة والهيمنة على الرأى العام هناك. وكيف استطاعوا ان يقنعوا الجمهور الامريكى بمشروعية كل جرائمهم العدوانية فى العراق وفلسطين و أفغانستان وغيرها. وكنا نعتب دائما على الشعب الأمريكى، انحيازه لإسرائيل رغم كل جرائمها فى فلسطين. ولم نستطع أن نتفهم ابدا كيف تغيب الحقائق الساطعة عن شعوب الغرب بأكملها. ولكنني بعد أن رأيتهم يفعلونها فى مصر، زالت دهشتي تماما، وفهمت مغزى المثل الانجليزي القائل:Money Talks.

و لقد كان الإعلام الرسمي المصري لنظام مبارك إعلاما موجها أيضا، ولكنه كان توجيها غبيا، يكذب فى كل صغيرة وكبيرة، فلم يصدقه أحد، ففقد تأثيره وخطورته. أما خطورة إعلام رجال الأعمال فهو انه يكتسي بطبقة زائفة من المصداقية، ثم يكذب بحرفية وفى قضايا معينة و مختارة بعناية للتخديم على مصالحهم، كما أنه يتجمل طول الوقت بتبنى بعض القضايا الحقيقية والعادلة التى لا تمس صلب المصالح، أو بما يقدمه من خدمات إخبارية واسعة. كما انه يتجمل أيضا بعدد من المحررين و الكتاب والشخصيات المحترمة أمثال سلامة أحمد سلامة و فهمي هويدى وجلال أمين وآخرين.

لست هنا بصدد تقييم المواقف السياسية من التعديلات الدستورية وتوابعها، فالخلاف فى الرأى هو أمر مشروع ومفهوم ومطلوب. كما لا أتناول مجمل عملية الاستفتاء بما لها أو عليها. ولكنني أود التركيز على نقطة محددة لأهميتها وخطورتها وهى: القوة الهائلة لرجال المال والأعمال فى التأثير على الرأي العام، فخمسة أشخاص فقط، هم خمسة مُلّاك لخمسة منابر إعلامية، تحكموا فى إدارة الحوار حول التعديلات الدستورية، فأوهمونا جميعا بأن الرأي العام المصرى منحاز لاختيار معين، لنكتشف لاحقا ان الحكاية في غالبيتها خدعة إعلامية موجهة. لقد كان الحوار و الخلاف حول الاستفتاء فى البداية خلافا بريئا، بين أطراف يمارسونه برقى وهدوء وتقبل وتفهم كامل، فكافة المشاركين من الطرفين هم شخصيات لها مصداقيتها الوطنية والتاريخية. لكن بمجرد ان دخل رجال المال و الأعمال على الخط، تغير الحال، فتسطح النقاش، وطغت المانشتات والتصريحات الزاعقة و المختصرة و الزائفة على المقالات الرصينة، وتحول الحوار الى حملات دعائية وإعلامية شبيهة بإعلانات مساحيق الغسيل التلفزيونية.

إن رجال المال والأعمال ليسوا طرفا أصيلا في ثورة يناير، ولا في أي ثورة شعبية حقيقية. فلقد كانت الغالبية العظمى منهم دائما وعلى مر العصور وتعدد الأنظمة، تتقرب من السلطات، أي سلطات، حفاظا على مصالحها. وليس من المعقول ولا من المقبول، أن نسلمهم قيادة الخطاب السياسي والاعلامى للثورة لمجرد أنهم يملكون الأموال والصحف والفضائيات.



#محمد_سيف_الدولة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
- خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت ...
- رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد ...
- مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
- عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة ...
- وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب ...
- مخاطر تقلبات الضغط الجوي
- -حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف ...
- محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته ...
- -شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد سيف الدولة - كل هذه السيطرة لخمسة أشخاص فقط!!