الثقافه اساس لتنميه الشامله

اسراء منقذ الجزائري

الحوار المتمدن-العدد: 3317 - 2011 / 3 / 26 - 18:57
المحور: الادب والفن
    

الثقافه اساس لتنميه الشامله.....

تخنلف الآطر الثقافيه لكل مجتمع ولكل شعب حسب عاداته واعرافه وافكاره السائده و المتداوله ومايتبناه من معتقدات,,
فالتشكيله الاجتماعيه والاقتصاديه تحدد بدرجه الاولى مستوى الثقافي للمجتمع هذه النظريه دعمها الماركسيون,,وفندها فيبر باطروحته بحيث اعتبر ان الثقافه تحدد نوع ومستوى النشاط الاقتصادي,,,بلاصح قلبها,,بسائر الاحوال تعتبر التقافه هي المدخل الرئيسي لتنميه ولنهوض بلواقع الاقتصادي والوصول لما يمكن نعته برفاهيه الاقتصاديه,,لكل مجتمع يبحث عن التحضر ويسعى لتقدم عليه ان يصبو اولا لهدف يسمى الثقافه ,,,

فثقافه هي العجلات التي تدفع الفرد للامام لنهوض بلواقع الاقتصادي والاجتماعي وتغير أطر الواقع المفروضه عليه,من خلال اكتشاف قدرته على التفكير ورغبه بتغير محيطه والالتفات لمنظومه القيم التي توجه اختياراته وتكريس قدرته على العمل وتوجيهها للاعمال الهادفه والتي تحقق ايجابيات في المجتمع على جميع الاصعده حيث تعتبر البنيه الفكريه من اهم مداخل التنميه الاقتصاديه ,,,والتي يتم عن طريقها الالتفات للاعراف الثقافيه السائده بلمجتمع لترسيخ الايجابي منها ونبذ السلبي والاعتماد على تحديث الافكار التي تدعو لحشد الهمم واستغلال الطاقات والاشاده بلعمل الجماعي لتحقيق اهداف عامه...

وهذا لايقتصر على الصعيد الاقتصادي فحسب بل على الصعيد الاجتماعي كذلك للاتسام بصفات تجعل الفرد يدرك فلسفته التغير ولغه التعايش السلمي مع الاخر وحريه التعبير عن الراي وفن التحاور واحترام الغير بانتمائاته ومعتقداته,,وان يدرك ان النقد والمبادأه هو بذاته هدف لتحسين نحو الافضل وليست وسيله لعبث,,وهذا يدعوه لاستغلال قدراته الذهنيه والفكريه بشكل ايجابي وبتالي تشكل قاعده سلوك بشري سوي ومجتمع محصن يقود نحو حياه مثلى!!

هذا يعني ومما لاشك فيه ان تنميه المجتمع تعتمد بدرجه الاولى على البنيه الثقافيه ,,فاي مجتمع يريد النهوض بحال واقعه عليه الالتفات بتفعيل والاهتمام بصعيد الثقافي,,فهو مقود المجتمعات نحو الامام وتسيرها للافضل,,حيث يعتبر بعض منظوري الحداثه ان الثقافه تلعب دورا مهم واهم من الاقتصاد احيانا لتغير الواقع الاجتماعي وتحسينه ,وهذا بلاساس ماقامت عليه الحداثه الديمقراطيه وفلسفه الاقتصاد الحديث مرجعها الرئيس لثقافه العقليه للافراد,,وهذا مايتجسد جليآ في نظريه الرأسماليه التي اعتمدت بلاساس على القيم الثقافيه والفكريه التي اعتمدتها وتبنتها البروتسنانيه,,والتي بتالي خلقت اعلى ثروه واضخم اقتصاد سوق عرفته المجتمعات,,


فلاقتصاد لايخلق ثقافه بل الثقافه هي من تخلق اقتصاد,,وشاهد على ذلك الثوره الفرنسيه التي قامت على اساس المطالبه برغيف خبز,,لمجاميع احتشدت لتطالب بحقها بلعيش بعد اضطهاد الطبقه الحاكمه والكنيسه على مر سنوات متتاليه,,لتتوج ثورتهم دستورا لحقوق سائر من يعقبهم من بشر يجاببهم نفس المعوقات ويقع تحت وطئه الظلم الحكام ذاته حتى عدت وثيقه حقوق الانسان وليده هذه الثوره ولتكون شعارها يولد الناس احرارا ومتساوون في الحقوق والحريات,,وهكذا كانت بدايه ومرجع الفكر الانساني لاكثر المجتمعات فقرا وعجزا من ناحيه اقتصاديه والتي كانت تقوم على اساس الامتيازات الطبقيه التي ارهقت الوضع الاقتصادي بدرجه الاولى واصابته بركود,,فلعجز المالي في ميزانيه الدوله هو حجر الاساس بندلاع الثوره,,فرغم الفقر المغدق في ذلك الوقت وتفشي البطاله والامتيازات الطبقيه التي تقوم على اساس فرض الضرائب على العامه واعفاء الكنيسه والنبلاء منها فرغم كل معوقات المعيشيه كانت فرنسا من ناحيه الثقافيه تحتل المكانه الاولى في الفكر الغربي بظهور عدد من المفكرين امثال بوك وليبنتز وهذا ماساعد على نهوض الثوره وتبنيها لشعار الحريه والمساواه والاخاء,.

ان الثقافه بشكل عام من اساسيات ومرتكزات التي تقوم عليها كل مجتمع متحضر فهي مدخل لتنميه الشامله على جميع الاصعده لتخلق مجتمع متوازن وواعي يستطيع ان يقود نفسه بنفسه ولايخضع لرغبات الحكام الفرديه او سطوتهم ,,وهذا ما تدعمه عدد من المنظمات العالميه التي تدعو لسياسات الثقافه الشامله وما تلعبه من دور لنهوض بلواقع التنموي من خلال عده مؤتمرات عالميه,وعلى رأس هذه المنظمات منظمه اليونسيكو التي دافعت منذ صدور وثيقتها عن التنوع الثقافي الخلاق,,,,,

واخيرآ بما ان العقليه الثقافيه تسبق العقليه الاقتصاديه بل هي المحرك الرئيس لها وللاليه الاجتماعيه حيث تعتبر هي اداه استدامه وتسير ونهوض فثقافه المجتمعات لاتنحصر ببناء والتشيد والانتاج ولكن تعتمد بدرجه الرئيسه على الانسان وهو الفرد الذي يعتبر هدف سائر المجتمعات وهو السلمه الاولى وجسر الوصول والارتقاء لمفهوم التنميه وذلك من خلال خلق فكر جماعي ووجداني متميز يهدف لتغير عالم البشر المتقوقعه على ذاتها وازاله الفروقات والمعوقات التي تحول دون التواصل مع الآخر.......

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل