|
يوم الألم العالمي والفكر الشيوعي
سهيل قبلان
الحوار المتمدن-العدد: 990 - 2004 / 10 / 18 - 08:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
*مر هذا الاسبوع يوم الألم العالمي، ولكن الآلام تتعمق وتزداد وتشتد يوميا، والكلمات التي القاها ممثلو الاحزاب اليمينية والدائرة في فلكها، كانت بمثابة البرهان على ان المسؤولين لا يريدون تجفيف مستنقع الآلام* إفتتحت الكنيست دورتها الشتوية، في الحادي عشر من الشهر الجاري، والحادي عشر من تشرين الاول، هو يوم الألم العالمي، والذي كانت منظمة الصحة العالمية قد اعلنت عنه، في محاولة لتعميق الوعي والاهتمام بمعالجة قضية الألم والاعتراف بحق الذين يعانون من الآلام الشديدة في تلقي العلاج اللازم لتخفيف آلامهم. وتبين من المعطيات ان احدى المشاكل الصحية المنتشرة عالميا هي الآلام المستعصية، حيث يعاني واحد من كل خمسة اشخاص على صعيد عالمي من آلام شديدة ومع ذلك لا تحظى قضية الآلام باهتمام جدي من قبل المجتمع!! لقد افتتحت الكنيست دورتها الشتوية في يوم الألم العالمي، والسؤال الذي يطرح نفسه، هل النهج العدواني الذي يصر حكام اسرائيل على التمسك به، يعمق الآلام ام يخففها؟ وبناء على الواقع الملموس فان نهجهم الكارثي وفي المجالات كافة يعمق الآلام وهو بمثابة صب الوقود على النار. وكيف سيشعر العاطل عن العمل بالفرح وهو يرى اولاده يتضورون جوعا؟ وكف سيشعر الناس بالفرح والحكام يصرون على انتهاج سياسة تتناقض كليا مع متطلبات الحياة السعيدة والهادئة والمستقرة والممتعة؟ وكيف سيشعر الناس بالفرح وحكام اسرائيل يصرون على قرع طبول الحرب واطلاق التهديدات غير آبهين لخطورة ذلك النهج الخطير؟
فعلى الصعيد السياسي يصرون على انتهاج سياسة جلبت وتجلب وستجلب المآسي والآلام والمشاكل والاوجاع، وتلك السياسة بحاجة الى تمويل، وهي تلتهم المليارات الكثيرة التي تذهب سدى وتصرف على وسائل القتل والهدم والتخريب، ولتكديس الاسلحة يجدون الاماكن والمليارات، وتبوأت اسرائيل المرتبة الاولى على صعيد عالمي في الصرف على التسلح، بينما لمعالجة قضايا اجتماعية وتخفيف آلام المحتاجين وضمان العيش الانساني الحقيقي، لا توجد اموال! لقد احيت منظمات الصحة العالمية، يوم الألم العالمي تحت شعار: "الاعتراف بتخفيف الآلام كحق انساني للبشرية"، والسؤال الذي يطرح نفسه ما هو المطلوب لالزام المسؤولين في كل مكان بانتهاج سياسة تكون في صالح البشرية وتغمرها بالفرح والسرور والسعادة؟ والرد على ذلك هو ان تتجند الجماهير وبأكبر عدد ممكن للضغط على القيادات المتنفذة كي تنتهج سياسة سلمية وتعايش حقيقي بين الشعوب في ظروف انسانية حقيقية خالية من العداوات والاحقاد والضغائن والاطماع والغرائز الوحشية، والضغط عليها لتغيير تعاملها مع قضية الآلام من لا مبالاة واهمال الى رصد الطاقات وبذل الجهود وتوفير الاموال، لتخفيف الآلام بنسبة كبيرة جدا والعمل لضمان الفرح الانساني في اوساط الجميع. لقد مر يوم الألم العالمي، ولكن الآلام تتعمق وتزداد وتشتد يوميا، والكلمات التي القاها ممثلو الاحزاب اليمينية والدائرة في فلكها، كانت بمثابة البرهان على ان المسؤولين لا يريدون تجفيف مستنقع الآلام، انما يصرون على بقائه، وكانت الكلمة الوحيدة التي من شأن تنفيذها وتبنيها، تجفيف مستنقع الآلام وضمان الفرح والسعادة وراحة البال والهدوء النفسي والاطمئنان على المستقبل وضمان حياة انسانية حقيقية مفعمة بالمحبة والتعاون المشترك والتآخي هي كلمة الشيوعيين التي ألقاها النائب محمد بركة، المتميزة بصدقها وموضوعيتها ومبالاتها بحياة الناس ورسمها الطريق الواضح والأكيد للخروج من سجن الظلم والظلام والكوارث، الى فضاء الحرية واجواء الفرح وزقزقة العصافير وتمايل الزهور. وفي يوم الألم العالمي بالذات، برزت اهمية وضرورة تبني الفكر الشيوعي والتمسك به لانه الوحيد القادر على توفير ينابيع الفرح للبشرية والقضاء على الآلام، لانه الفكر الوحيد الذي يسعى ليكون العالم كله بمثابة اسرة واحدة متآخية ومتفاهمة ومتعاونة ومتآلفة، لا ظالم ولا مظلوم فيها، وترصد كل طاقاتها لمكافحة اسباب الألم والتعاسة والاحباط واقتراف الجرائم. لقد جرى احياء يوم الألم العالمي هذه السنة تحت شعار: "الاعتراف بتخفيف الآلام كحق انساني للبشرية"، واقترح على منظمة الصحة العالمية ان يجري احياء يوم الألم العالمي القادم تحت شعار: "تبني الفكر الشيوعي هو الكفيل بالقضاء على الآلام كليا".
#سهيل_قبلان (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفرح والحزن والشيوعية
-
الشيوعية فقط تضمن البسمة الدائمة على وجوه الأطفال
المزيد.....
-
الكونغو : بين أثار صدمة الحرب وأمل العلاج النفسي
-
رأي.. سلمان الأنصاري يكتب: لبنان ولعنة التدخل في شؤون الآخري
...
-
مكالمة هاتفية بين نتنياهو وبوتين.. وهذا ما ناقشاه بشأن سوريا
...
-
الأراضي الفلسطينية .. شروط قيام الدول؟
-
روسيا تحث على -توخي الحذر الشديد- بشأن التهديدات النووية إثر
...
-
المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف يزور روسيا هذا الأسبوع
-
لبنان: عون يتعهد بتحقيق العدالة بعد خمس سنوات من انفجار مرفأ
...
-
بعد نشر حماس المقطع المصور للرهينتين.. ما مدى تأثير التحركات
...
-
سودانيون يتضامنون مع أهالي غزة المجوّعين
-
مؤسسات حقوقية تنتقد تنكر ويتكوف للمجاعة بغزة
المزيد.....
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|