عمر قاسم اسعد
الحوار المتمدن-العدد: 3315 - 2011 / 3 / 24 - 01:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
على فوهة بركان
الاردن هذا الجزء من الوطن العربي الكبير ليس بمعزل عن الاحداث التي تدور من حوله ، يؤثر ويتأثر .
لبنان والصراع السياسي والطائفي ما زال وسيبقى مستمر ، سوريا وبدايات تحركات جماهيرية ومن المؤكد أنها ستؤدي الى ثورة شعبية ضد نظام الحكم ، العراق الممزق والذي لن يهدأ أو يستقر ، السعودية وبدايات وعي جماهيري للخروج من بوتقة السلطة والنظام ، فلسطين المحتلة وحكومتان تتنافسان على الشرعية والخطر الصهيوني ما زال يهدد غزة ويقمع رام الله وعينه على الأردن لتنفيذ مخطط مرسوم منذ عقود من الزمن ،.
وإذا توسعنا أكثر ،، مصر وانهيار سلطة الفراعنة وما سيلحقها من تبعات ستنعكس على امتداد الوطن العربي والاقليمي والدولي ، ليبيا والنظام الدموي الذي يبيد الشعب ونهاية دموية قريبة ، تونس وما بعد الاطاحة بالدكتاتورية وتحتاج لوقت طويل نسبيا للتعافي ، المغرب وبدابات تشكيل أنوية لثورة على الملكية ، الجزائر وقريبا ثورة سياسية ستكون سريعة ،، ومن الشرق ، البحرين وشعبها الذي سيطيح بالنظام الملكي قريبا وستشتعل أزمة طائفية تدعمها دول صديقة وعدوة وستؤدي الى نهاية مفجعة ستؤثر على دول الخليج قاطبة ، اليمن ومجازر النظام المتشبث بالسلطة لأخر رمق والشعب الثائر لن يرضى إلا بسحل الرئيس والايام حبلى بكل جديد ، .
الاردن ليس بمعزل عما يحدث ، الشعب يريد إصلاح إقتصادي هكذا كانت بدايات المسيرات ، الحكومة ما زالت تماطل وتسوف وتلعب على وتر الوقت ، الشعب أسقط الحكومة ، الحكومة الجديدة ما زالت قاصرة عن الاستجابة لمطالب الشعب المشروعة ، ارتفع سقف المطالب من اصلاح اقتصادي إلى اصلاح اقتصادي وسياسي ، الحكومة لم تتعلم ولم تأخذ العبرة ولم تتماشى مع رغبة الشعب ، برز نواب طعنوا ظهر الشعب وبلطجة أدمو الشعب ، ارتفع سقف المطالب الى خطوط كانت فيما مضى حمراء لم يجرؤ أحد على الخوض بها ،
الحكومة في تعنتها واستخفافها وعدم تماشيها مع مطالب الشارع الاردني تحفز الشارع على التحدى والعداء والاصرار والتمسك بالمطالب والحقوق ، توسعت الحركات الشعبية لتشمل كافة انحاء الاردن وسيرتفع سقف المطالب أكثر وعندها لن يكون هناك مجال للتراجع الى الوراء ،
التحركات الشعبية تتقدم يوما بعد يوم سواء في الزخم الجماهيري أو بقائمة الحقوق المطلبية ، الحراك الشعبي يرتقي ونبض الشارع يعلو ، ورغم ذلك ما زال هناك وقت للحكومة أن تقف بجدية لمراجعة نقدية ذاتية جادة ، على الحكومة أن تدرك أنها عاجلا أم أجلا سوف تخضع لمطالب الشعب ،
فلتبدأ باختيارها رغبة وطواعية منها بدل أن تخضع رغما عنها والتجارب حاضرة .
نقابة المعلمين ، تدخل الأجهزة الأمنية بالجامعات ، قمع الصحفيين وسياسة تكميم الأفواه ، محاسبة رموز الفساد ، زيادة الأجور ، الحد من تغول السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية والقضائية ، قانون انتخاب عصري ديمقراطي ، حكومة منتخبة ، اصلاح النظام التعليمي والقائمين عليه ، اصلاح أمني شامل ،،،، والكثير الكثير .
نسمع عن جرائم قتل وعن سرقات وسطو مسلح ، مشاكل في الجامعات ، اختلاسات وفساد مالي واداري ، بعض ممثلي الشعب يشتمون الشعب ، استغلال منصب ، واسطة ومحسوبية ، تعينات على أساس المنبت والعشيرة على حساب القدرة والكفاءة ، حكام اداريون ليس لهم علاقة بالادارة ، انهيار وبيع بعض ممتلكات الدولة ،،،، وماذا بعد ؟؟؟.
أهذا ما نسميه أمن وأمان واستقرار ، الأمن والأمان والاستقرار شعارات ما زلنا بحاجة الى ممارستها على الارض ومن خلال سلوكات تنبع من داخلنا ،
عندما نعيش بكرامه نحقق الامن والامان والاستقرار ، عندما نستعيد انسانيتنا نتحمل الفقر والجوع والمعاناة ،، وما زلنا نعيش على فوهة بركان سرعان ما يثور ، الشعب يريد ردم الفوهة والحكومة تريد فتح فوهات جديدة
إلى أين نريد الوصول ؟؟؟
الشعب على درجة كبيرة من الوعي السياسي والثقافي والاخلاقي وعلى درجة كبيرة من الانتماء للوطن ومن هو ضد الشعب فاقد للانتماء حتى إلى نفسه ، انتمائه للمال والمنصب والمصالح وعندما تتعارض مصلحته مع مصلحة الوطن فلا مكان للوطن في داخله وسيبيع الوطن ويغادر ،
وبعد هذا هل سنبقى على بوهة البركان ؟؟؟
عمر قاسم اسعد
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟