أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم جعفر - ساسة العراق والكيل بعشرة














المزيد.....

ساسة العراق والكيل بعشرة


حاتم جعفر

الحوار المتمدن-العدد: 3312 - 2011 / 3 / 21 - 20:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هوشيار زيباري, وزير حارجية العراق المحتل منذ الغزو الامريكي وحتى الان, لم يحضر الاجتماع الوزاري الذي دعت له الامانة العامة لجامعة الدول العربية والذي خصص للوقوف على التطورات التي تحدث في ليبيا وما يمكن للجامعة في ان تقوم به من دور, ربما سيساهم في حقن دماء الشعب الليبي الذي يتعرض الى ضربات شديدة القسوة من قبل كتائب القذافي التي تسعى الى ثني المحتجين عن التواصل نحو تحقيق مطالبها المشروعة. فسر هذا التعذر او الامتناع عن الحضور من قبل الاوساط الصحفية المراقبة بأنه يدخل في باب التهرب والتملص من اتخاذ اي اجراء او موقف مسؤول قد يسبب (حرجا) للوزير العراقي وجحودا كذلك لذلك (الجميل) الذي قدمه العقيد اتجاه المعارضة العراقية في ثمانينات العقد المنصرم, وتنكرا ايضا لتلك المساعدات السخية التي قدمت للكثير من الاحزاب السياسية وعلى رأسها وفي قمتها حزب الاتحاد الوطني الذي يتزعمه الرئيس الحالي جلال الطلباني.
الوضع في ليبيا لايحتمل المناورة أو الذهاب بنصف المواقف, فالعمليات العسكرية ابتدأت و كل الدلائل تشير الى ان تصعيدا في العمليات العسكرية قادم لا محال, ومن غير المستبعد ان تتجه الاوضاع نحو المزيد من التصعيد, سيدفع ثمنه غاليا الشعب الليبي اذا لم يجر تدارك المخاطر بجملة من الاجراءات السريعة والمحسوبة بمسؤولية من كل الاطراف, وليس مستبعدا ان تنسحب تداعيات العمليات العسكرية على كل شعوب المنطقة, ولنا نحن ابناء العراق لدينا سابقة خطيرة في ذلك حين تعرض بلدنا الى غزو مدمر, لم يطح بالنظام الحاكم كما جرى الترويج له, بل اطاح بكل العراق, ارضا وشعبا واقتصادا ودورا الى اجل غير منظور.
الموقف السابق للسيد الوزير سرعان ما انفضح أمره, اذ جاء متناقضا مع ما تمخض عن اجتماع باريس الذي عقد لاحقا والذي تقرر فيه القيام بحملة عسكرية كبيرة, ظاهرها حماية الشعب الليبي من بطش عقيده وباطنها لايعلم بها الا من عرف وتمعن في درس العراق ومطامح الدول الكبرى. السيد الوزير اذن وفي تناقضه هذا أربك الديبلوماسية العراقية (ان حرصت على الظهور بموقف الحياد مما يجري ) وأدخلها في اختبار صعب وحقيقي, لم تستطع تمريره حتى لو استعانت بغطاء وقوة الراعي الامريكي, الحريص بدوره على اظهار السياسة الخارجية العراقية في ظل احتلاله بأنها تنتمي الى المدرسة ( الناعمة والهادئة والمستقلة )كذلك عن محوره في صياغة علاقاتها الدولية.
ليس وحدها الدبلوماسية العراقية الجديدة من تعاني الارباك والتناقض والتضارب في اعلان التصريحات واطلاق الاراء العجيبة والغريبة والتي لاتمت بمنطق العقلانية بشيء. فاثر تصاعد عمليات الاحتجاج التي تشهدها الساحات العربية والذي امتدت نارها لتصل حتى دول الخليج العربي التي تتمتع بأمكانيات جيدة, يضعها البعض في مصاف الدول المتحضرة من حيث البناء العمراني ولشمولها كذلك بشبكة من الحمايات الاجتماعية والاقتصادية, لذا يعتقد الكثيرمن المتابعين بصعوبة اختراقها بهبات شعبية اسوة بالدول العربية الاخرى. غير ان حمى الاحتجاجات سرعان ما انتقلت الى دولة البحرين وعلى اثرها انبرت وتعالت تصريحات بعض المسؤولين العراقيين ممن يشغلون مواقع قيادية في الدولة والمجتمع الى اطلاق دعوات نارية تضامنا مع اخوتنا هناك, خاصة بعد تعرضها لاساليب قمعية من قبل شرطتها وقوات امنها بهدف انهاء احتجاجاتها والتي وصل ببعض أجهزتها الى اطلاق الرصاص الحي وسقوط عدد من الشهداء.
الملفت للنظر في هذه التصريحات ليست في انها لم تلحق زمنيا ولم تقف على حقيقة ما يجري في المنطقة فحسب بل ان دافعها لم يكن سوى الوقوف على أحداث البحرين ليدخلونا عنوة وبشكل ملفت للاستغراب والدهشة في باب التمييز المتعمد بين دم شهيد وآخر وشعب وآخر وكأن المسؤول العراقي كان في غفلة من أمره حين غطت الدماء ساحات صنعاء العاصمة اليمنية وأن قوات القذافي ومرتزقته لم تطلق النارعلى مدن ليبية بالكامل كانت قد خرجت عن سيطرته ليسقط الالاف من الضحايا الابرياء, ولا ان قوات الامن المصرية وسياراتها التي جابت ميدان التحرير في القاهرة كانت قد سحقت المواطنين وهم أحياء, ولا انتحار بوالعزيزي التونسي وجثته الزكية التي اشعلت الشرارة الاولى في السهول والمياه الراكدة لترفع من هامات العرب عاليا على امتداد وطنه.
وثالثة الاثافي وأنكاها ذلك الصمت المطبق أزاء ما يجري في وطننا المحتل على أيدي أذنابه وعلى يد تلك الفئة الضالة والجاهلة, المتحكمة برقاب الناس منذ ان داس الاحتلال بأقدامه أرض العراق المقدسة. ومثلما انتقلت عدوى الثورة الى شعب البحرين وشعب مصر وتونس وغيرها والتي تستدعي منا كل التضامن مع اخوتنا واشقائنا, فقد انتقل شعاع تلك الثورات المباركة الى اهلنا في العراق, وهنا ينبغي ان لا ينسى الاخرون بأن لنا جرحا أكثر غورا وأشد عمقا, والوقوف في ساحة التحرير صار مختبرا وطنيا لكل من يسعى الى احقاق مطالبنا وان من يحاول التهرب من الازمة والتجاوز عليها بدغدغة المشاعر الطائفية فقد انكشفت غاياته وبانت حقيقته.
واذا ما ضاعت معايير التضامن فالنظر الى حجم التضحيات التي تقدمها الشعوب في ساحات النضال لهو أكبر معيار على درجة صدقيتها ونبل غاياتها, والتأريخ ليس بعيدا فكلنا يتذكر ان وطننا قد تعرض الى حرب ابادة وحملات تصفية, انطلاقا من قواعدها العسكرية التي تقيمها الولايات المتحدة الامريكية في البحرين وقطر والسعوديه ومياه الخليج المحتلة, ولم نسمع ولم نر حتى الان خروج مظاهرات احتجاج ضد هذه القواعد من قبل هذه الشعوب او مسيرات تضامن مع شعبنا العراقي في محنته. كل ذلك لم يغير من ثبات موقفنا فلشعب العراق الريادة في الصبر والتحمل والمقاومة وفي دعم الشعوب المناضلة.
(ان لم يكن لك أخ في الدين فهو نظير لك في الخلق) ونظير لك في الحق.



#حاتم_جعفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المالكي ميكافيليا
- هنا العراق ... هنا الكرامة
- قريبا من المتنبي
- النص بين الرواية والتدوين
- ما بين لوركا والمعاضيدي
- محكمة التفتيش البغدادية
- المصالحة الصعبة
- مؤامرة على الطريق
- في نقد ( الباب العالي )
- بأنتظار كلكامش
- بعيدا عن الركن الهادىء
- حدوته امريكيه
- مآل الابن الضال
- يا اعداء ( الفدرالية ) اتحدوا
- الحقيقة المرة


المزيد.....




- منها شطيرة -الفتى الفقير-..6 شطائر شهية يجب عليك تجربتها
- ترامب يرد على أنباء بدء محادثات سلام مع إيران ويؤكد: نريد -ن ...
- في حالة الحرب.. هل تغلق إيران مضيق هرمز؟
- هل سمعت عن مباراة كرة قدم انتهت نتيجتها بـ 149 هدفاً مقابل ل ...
- خامس يوم في معركة كسر العظم بين إسرائيل وإيران وواشنطن تدخل ...
- أوروبا الشرقية تستعد للأسوأ: مستشفيات تحت الأرض وتدريبات شام ...
- طهران وتل أبيب تحت القصف مجددا ـ وترامب يطالب إيران بـ-الرضو ...
- هل حقا إيران قريبة من امتلاك القنبلة نووية؟
- ارتفاع عدد الضحايا.. هجوم إسرائيلي دام على منتظري المساعدات ...
- كاتس يحذر خامنئي: تذكر مصير الدكتاتور في الدولة المجاورة!


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم جعفر - ساسة العراق والكيل بعشرة