ابراهيم ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3312 - 2011 / 3 / 21 - 13:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يعد بمقدور الكتابة التعامل من أجهزة القمع
إلى النظام السوري: لا تُفقد سوريا جماليتها دعنا نمارس عشقنا لها بحرية
20/03/2011
منذ أكثر من سنتين لم أتجرأ بترجمة تنهداتي إلى لوحات ملونة بالقهر و الكبت و لم أستطع أن أجاور جرح الإغتراب بقصائد تهمس بعشقي لحلب و دمشق و درعا التي باغتتني بقسوة عشقها و اللاذقية التي لم تصحوا من هدوئها الكامن وحمص الوليد وحماه الفداء ...و , منذ أكثر من سنتين لم أرتشف الأحرف لممارسة طقوس الزيتون في عفرين و منذ عشق ليس ببعيد لم أمشط شعر البساتين في حوران , ليس لأن لا قلب لي أو ليس لأن سورية ليست في قلبي , فقلبي , أوسع من طغيانهم و سجنهم و عشقي يكفي لكل شهداء الوطن السوري من الباقين و المغادرين و سورية مشنقة عشقي ... لكن قناعة لفتني بكل ما تملك من الأظافر الفاسدة بأنه لم يعد بمقدور الكتابة التعامل من أجهزة القمع و مع الرصاصات القاتلة و السجن و التعذيب التي أصبحت لغة ليس للنظام السوري فحسب بل للأنظمة العربية كلها .
أما اللحظة .. اللحظة أقصد الآن أصبح عندي بندقية إلى دمشق و حلب خذوني معكم ......!!!! درعا اليوم تنطق باسمي كسوري يبحث عن سورية الحبيبة، سوريا التي أفرغوا محتواها من كل جميل و ممتع , الجهلة و المارقين ممن ادّعوا الأمن و الأمان من العسكر و الأمن و المخابرات و حتى بعض المدنيين الذين أفرزهم البعث الكابوس , البعث علة العلل العربية منذ أكثر من 50 عاماً و هو يحكم معظم البلدان العربية إن لم يكن على شكل نظام سياسي في تلك البلدان فإن معظم الأنظمة العربية استمدت فلسفة البعث العربي في حكمها و جعلت القومية العربية و الأمن القومي العربي حصاناً يركبه ليحمل السيف و يقتل و يدمر و يعذب كل من بقف في وجه , ففي العراق و السودان ومصر وفي سورية بشكل خاص وباسم العروبة و المقاومة باسم الصمود و التصدي و الممانعة على أنها دولة المواجهة و لكن مع من .... هل مع العدو الإسرائيلي أم مع العدو و الصديق الإسرائيلي ...!!! الذي تجوب طائراته و تفرغ دخانها الأسود في سماء سورية الطاهر و تلون ياسمين دمشق و نزار بالأسود دون أن يبدي البعث و النظام أي خجل أو حتى اللاخجل من إهانة لكرامة سورية و شعب سوريا لا بل يذهب يميناً و يساراً ليتوسل العالم بأن يضغطوا على إسرائيل للجلوس معه . اليوم في درعا و دمشق وكما في 2004 في المناطق الكردية السورية عندما قتلت أجهزة الأمن السورية أكثر من 50 كرديا ً , يقتل الشباب و الأطفال و الشيوخ و النساء , ففي المناطق الكردية أتهموا الأكراد يالخيانة و بالخطر ليس فقط على الأمن الوطني السوري بل و على الأمن القومي العربي و الآن بماذا سيتهمون الشعب العربي السوري في درعا و ما هي الحجج التي سيطلقونها لقتلهم و سجنهم . ما يجري الآن قي سورية و في مدينة درعا و غيرها من المدن كشف اللثام عن النظام و تركيبته المافياوية و هذه ليست جديدة بالنسبة للشعب السوري بل قد تكون جديدة بالنسبة للكثيرين من الأخوة العرب الذين استمدوا من فلسفة البعث القومية الكثير, هذا النظام الذي لم يكن و لن يكون في يوم من الأيام و حسب كل المعايير و المقاييس الإنسانية و القانونية و حتى الوطنية و القومية و على ضوء الأبحاث و الدراسات التاريخية منذ استلامه السلطة و ما كبده للشعب السوري من هدر لطاقاته و ثرواته و فرملته المتواصلة لحركة التطور الفكري لدى الشعب ، و المعطيات الحديثة البادية للعيان من خلالما يجري الآن في درعا من قتل لشباب يطالبون بالحرية و الديمقراطية و الكرامة الوطنية , هكذا نظام ليس نظاماً سياسيا ً بالمفهوم العلمي و القانوني و ليس مبنيا على أسس وطنية ذات مرجعية سياسية و فكرية معينة كما تقول أبواقه بل هو نظام أمني بمهنية و إحتراف يملك من الأدوات و الوسائل ما يمكنه من ممارسة الحرب و الإبادة بحق شعبه, فالأجهزة الأمنية و علي ضوء ما عشناه و ما نعيشه و ما عرفناه و نعرفه كسوريين هي التي ترسم و تخطط لرسم سياسية الدولة على ضوء ما ينسجم مع مزاجياتهم المافياوية لتتحكم ليس فقط في مفاصل الحكم و السلطة بل و في تفاصيل حياة الوطن و المواطن و الوقائع اليومية التي يقدمها النظام الأمني السوري و أجهزته الأمنية كاف على ما نقوله . إن ما أود الإشارة له إن حتمية التاريخ تفرض على هكذا أنظمة السقوط في الهاوية و أنا لست في شك من هذا لأن النظام البعثي السوري هو نتاج تاريخ خاطئ و ما بناه من القلاع الأمنية و السجون المتلاصقة بنيت على اسس خطأ , و لست أشك في إمكانية الشعب السوري بالمساهمة في الإسراع بسقوطه هذا الشعب الذي أسقط الفرنسيين و العثمانيين من قبلهم الذي يحاول النظام السوري إعادتهم بعدما دحرناهم و منذ أكثر 400.عام . لكني على يقين بأن النظام السوري و بتركيبته العصاباتية المكونة من الجهل و الجهلاء مستعد ليس فقط لتدمير البنية التحتية للإقتصاد السوري المدمر أصلاً و جعل الشعب السوري من أفقر شعوب العالم بل أنه على إستعداد إعلان سياسة الأرض المحروقة ليقضي على الجميل المتبقي من سوريا الحبيبة و إنطلاقاً من هذه الحقيقة المطلقة أرجو من الشعب السوري أن يتيقظ من هذا النظام و يتحلى بالهدوء و العقلانية فيما يقوم به من نشاطات ضد النظام وأن يكون حريصا ً حياته , فقد مللنا الموت و القتل و السجن و التعذيب . و قد اشتقنا لأن نمارس سوريتنا و عشقنا لها بحرية دون الخوف و دون أن يرسموا لنا خارطة بحدود صنعوها.
ابراهيم ابراهيم - كاتب سوري مقيم في الدنمارك
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟