|
رسالة إلى كل الثوار العرب
مرسيل خليفة
الحوار المتمدن-العدد: 3308 - 2011 / 3 / 17 - 23:04
المحور:
الادب والفن
تَحِيَّةٌ طَيِّبَةٌ وَبَعْدُ،
أَنَا ٱلْمُوَقِّع أَدْنَاه مَرْسِيل خَلِيفَة،
حَمَلْتُ مَعِي أَلَمِي وَٱلْتِزَامِي بِقَضَايَا ٱلأُمَّةِ، وَقَدَّمْتُ مُسَاهَمَتِي فِي ٱلتَّعْبِيرِ عَنِ ٱلأَلَمِ فِي صِنَاعَةِ مُسْتَقْبَلٍ إِنْسَانِيٍّ مُخْتَلِفٍ يَلِيقُ بِنَا وَيُتَرْجِمُ طُمُوحَاتِنَا.
أَشْعُرُ ٱلآنَ، وَأَنَا أُتَابِعُ شَأنَ ٱلْمُوَاطِنِينَ ٱلْعَرَبِ وَكَافَّةَ وَقَائِعِ هٰذِهِ ٱلثَّوْرَاتِ ٱلشَّعْبِيَّةِ ٱلْعَارِمَةِ، أَشْعُرُ بِٱلْمَسْؤُولِيَّةِ تُطَوِّقُنِي لِكَيْ أَبُوحَ بِشُعُورِ ٱلْغَضَبِ تِجَاهَ حَمَّامَاتِ ٱلدَّمِ ٱلَّتِي تُغْرِقُ بِهَا أَجْهِزَةُ ٱلْقَمْعِ ٱلْعَرَبِيَّةُ مُدُنَنَا وَقُرَانَا وَشَوَارِعَنَا، رَدًّا وَحْشِيًّا عَلَى مَطَالِبِ جَمَاهِيرِ شَبَابِنَا وَكُهُولِنَا وَنِسَائِنَا ٱلْعَادِلَةِ وَٱلْمَشْرُوعَةِ فِي ٱلْحُرِّيَّةِ وَٱلدِّيمُوقْرَاطِيَّةِ وَٱلْغَدِ ٱلأَفْضَلِ.
أَشْعُرُ بِأَنَّ كُلَّ رَصَاصَةٍ تُطْلَقُ عَلَى شَابٍّ مُتَظَاهِرٍ، إِنَّمَا تُطْلَقُ عَلَى صَدْرِي، وَكُلّ هرَاوَةٍ تُهَشِّمُ عِظَامَ طِفْلٍ تَنْهَالُ عَلَى جِسْمِي.
أَشْعُرُ بِٱلْغَضَبِ وَٱلاِحْتِجَاجِ ٱلصَّاخِبِ وَٱلثَّوْرَةِ ٱلدَّاخِلِيَّةِ تَنْفَجِرُ فِي رَأسِي وَفِي وجْدَانِي وَلِسَانِي، وَأَنَا أَرْغَبُ فِي أَنْ أَقْذُفَهَا بِوُجُوهِ ٱلْقَتَلَةِ وَٱلسَّفَّاحِينَ، كَأَيِّ طِفْلٍ وَشَابٍّ وَكَهْلٍ، هُنَاكَ فِي وَسطِ ٱلْجُمُوعِ، يُنَاضِلُ بِإِبَاءٍ وَشُمُوخٍ فِي صِنَاعَةِ مُسْتَقْبَلِ ٱلْوَطَنِ وَٱلأُمَّةِ.
أَنَا مُتَضَامِنٌ مَعَ أُولٰئِكَ ٱلْمَلاَيِينِ ٱلَّذِينَ يَهْتِفُونَ وَيَصْرُخُونَ ٱحْتِجَاجاً عَلَى ٱلْقَمْعِ وَٱلْمَوْتِ. أَنَا مِنْهُمْ وَفِيهِمْ. لاَ أُبَارِحُهُمْ. دَمِي دَمُهُمْ، صَوْتِي صَوْتُهُمْ، مَصِيرِي مَصِيرُهُمْ.
غَنَّيْتُ لَهُمْ وَمَنَحُونِي ٱلشُّعُورَ بِأَنَّهُمْ أَهْلِي ٱلَّذِينَ يُقَوُّونَنَا عَلَى صُنْعِ ٱلْمُسْتَحِيلِ.
أَنَا مِنْهُمْ، وَفِي مُوَاجَهَةِ مَنْ يَسْفِكُ دَمَهُمْ. لاَ يُمْكِنُنِي أَنْ أَخُونَ قَضِيَّتَهُمْ. إِنَّ مَا يَجْرِي فِي لِيبيَا وَٱلْيَمَن وَٱلْبَحْرَيْن، وَٱلْبَقِيَّةُ تَأْتِي... إِنَّمَا هُوَ مَزِيجٌ مِنَ ٱلْمَلْحَمَةِ وَٱلتّرَاجِيديَا؛ الْمَلْحَمَة ٱلَّتِي ٱنْتَصَرَتْ فِي تُونس وَمِصْرَ، وَسَتَنْتَصِرُ فِي غَيْرِهَا مِنْ بِلاَدِ ٱلْعَرَبِ أَجْمَعِينَ؛ وَٱلتّرَاجِيديَا ٱلدَّمَوِيَّة ٱلتِي تُحَاوِلُ يَائِسَةً أَنْ تَعْتَقِلَ ٱلتَّارِيخَ.
لِهٰذَا ٱلسَّبَبِ، وَلأَنَّنِي لاَ يُمْكِنُ أَنْ أَكُونَ إِلاَّ مَعَ شَعْبِي فِي كُلِّ قُطْرٍ عَرَبِيٍّ، أَعْتَذِرُ عَنْ تَلْبِيَةِ دَعْوَةِ ٱلْمُشَارَكَةِ فِي مَهْرَجَانِ ٱلرَّبِيعِ بِٱلْبَحْرَيْن.
لاَ أَسْتَطِيعُ إِلاَّ أَنْ أَكُونَ فِي مُعَسْكَرِ ٱلْحُرِّيَّةِ وَٱلْمُطَالَبَةِ بِٱلدِّيمُوقْرَاطِيَّةِ وَنَبْذِ ٱلْعُنْفِ.
لاَ أَقِفُ هٰذَا ٱلْمَوْقِفَ فَقَطْ لأَنِّي عَرَبِيٌّ وَمُلْتَزِمٌ بِقَضَايَا أُمَّتِي. كُنْتُ سَأَقِفُهُ لَوْ لَمْ أَكُنْ كَذٰلِكَ. إِنَّهُ، فِي ٱلْمَقَامِ ٱلأَوَّلِ، مَوْقِفٌ إِنْسَانِيٌّ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ مَوْقِفاً سِيَاسِيّاً.
مَرْسِيل خَلِيفة
#مرسيل_خليفة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
آن للحزب الشيوعي اللبناني أن ينهض
المزيد.....
-
شتت انتباه الشرطة باللافتات والموسيقى.. شاهد كيف نفذ مغامر ع
...
-
تابع كل حصري ببلاش… رابط موقع ايجي بست 2024 Egybest لمشاهدة
...
-
إعلامية لبنانية تتوعد المطربة أصالة بالسجن
-
موعد عرض “ولاد رزق 3” سينيما عيد الأضحى.. قائمة أفلام عيد ال
...
-
وكالة أنباء أميركية تفضح زيف الرواية الإسرائيلية لتبرير حرب
...
-
المؤسس عثمان ح161 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 161 مترجمة HD
...
-
ملحمة تاريخية… مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 25 باللغة الع
...
-
الثقافة واليونسكو يؤكدان أهمية دعم القطاع الثقافي في فلسطين
...
-
الشعلة الأولمبية على السجادة الحمراء لمهرجان كان السينمائي
-
فستان الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت يثير جدلا في مهرجان كان
...
المزيد.....
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
المزيد.....
|